فتحت «صندوق عُمرها» مع الديّن
ماما أنيسة: محظوظة لأنني كُرّمت وأنا على قيد الحياة
- لو أبي أبني بيتاً... لاستطعتُ بناءه من دروع التكريم التي حصلتُ عليها
- أعتبر كل أولاد الكويت والمقيمين فوق أرضها بمثابة أولادي
- أن أصبح ماما أنيسة يكفي... منو يحصل يكون أماً لكل الناس
- أتمنّى على المذيعة أن تفكّر في احترامها لذاتها وبما ستقوله قبل أن تفكر بجمالها وأناقتها
اعتبرت الإعلامية القديرة أنيسة محمد جعفر (ماما أنيسة) أنها محظوظة لأنه جرى تكريمها وهي على قيد الحياة.
كلام ماما أنيسة جاء خلال إطلالتها مع المذيع عبدالرحمن الديّن في برنامج «صناديق العمر» بموسمه الثاني الذي يُعرض على شاشة تلفزيون «الراي»، معربة عن سعادتها بتسمية إحدى المدارس المتوسطة على اسمها في عهد وزير التربية الدكتور نايف الحجرف، وحصولها كذلك على جائزة الدولة التقديرية، بالقول «محظوظة إني كُرّمت وأنا على قيد الحياة»، مكملة «لو أبي أبني بيتاً، لاستطعت بناءه من دروع التكريم التي حصلت عليها».
وبسؤالها من تزكي حتى تكرمهم الدولة، قالت «التكريم ليس بدرع أو باقة ورد ولا حتى اسم يكتب في مكان ما، بل هو بكلمة تُقال. لكنني لو يحق لي التزكية أقول أين هو تكريم عبدالعزيز جعفر - رحمه الله - وهو مؤسس الإعلام في الكويت؟ وبثينة محمد جعفر التي كانت مسؤولة رياض الأطفال في وزارة التربية؟».
وكانت ماما أنيسة قالت في بداية اللقاء إنها تعتبر كل أولاد الكويت والمقيمين فوق أرضها بمثابة أولادها، مشيرة إلى أن من كان يشجعها على القراءة هو والدها وأخوها عبدالعزيز، رحمهما الله، كاشفة عن أنها حافظة للقرآن الكريم وما زالت كل يوم تقرأ أجزاء منه بشكل يومي، والذي حفظته منذ طفولتها في منطقة القبلة على يد المطوعة سبيكة العنجري.
وعن أمها، قالت إنها قد علّمتها الأخلاق والتعامل بالرحمة مع الإخوان وأن تحب كل الناس وتحترمهم، كاشفة عن أن الشيء الذي لم تستطع والدتها رغم محاولتها بأن تعلمها إياه هو الخياطة والطبخ، والسبب هو تفكيرها الدائم بما ستقرأ، وتأملها بخلق الله العظيم.
وفي سياق الحوار، أشارت ماما أنيسة إلى أن السينما قد دخلت بيتهم «وسط الحوش» قبل الناس، حيث كانت تشاهد آنذاك الأفلام المصرية التي يتم جلبها لهم، وكان الجيران يحضرون أيضاً إلى بيتهم لمشاهدة ما يتم عرضه.
ماما أنيسة أكدت أنها مؤمنة بالله سبحانه وتعالى ولهذا لا تتضايق بسبب ما سيحدث اليوم، لأن الغد سيكون أفضل، لهذا تعتبر أن الماضي الذي عاشته جميل، وقد توّج هذا الجمال للماضي لغاية ما أتى الحاضر وممتداً للمستقبل إلى أن يأخذ الله أمانته، أن أصبح ماما أنيسة يكفي «منو يحصل يكون أماً لكل الناس»، وهناك شيء ليس غروراً عندما أقوله، لكن أناساً كثيرين يقولون لي «ما عمر أهل الكويت اتفقوا على شي، إلا على حب ماما أنيسة».
وفي حديثها، أكدت ماما أنيسة أنها لا تزال إلى اليوم تتمنى الارتقاء بمفهوم الطفولة، وتعريفاً بنفسها قالت إنها لا تحب بتاتاً لقب إعلامية أو حتى مذيعة، مفضلة في المقابل كلمة ماما.
وعن دخولها إلى عالم برامج الأطفال، قالت إنه مع انطلاق تلفزيون الكويت لم يكن الأمر شيئاً مبهماً لديها كونها شاهدت تلفزيونات العالم في أسفارها، «وأيضاً ربما بمحض الصدفة مسؤول تلفزيون الكويت - آنذاك - خالد مسعود الفهيد، وبحكم علاقة أسرية تربطنا به طلب أن أصبح أماً لأطفال الكويت، وحينها لم تعتريني الرهبة لأن الأطفال هم أحباب الله، وربما قد يكون الله قد حرمني من إنجاب طفل يقول إنني ابن ماما أنيسة، فالحمد لله أصبحت أماً للجميع».
كما روت ماما أنيسة موقفاً حدث معها في السبعينات خلال دراستها في الخارج لافتة إلى أنها رغبت في أحد الأيام ارتداء ملابس لا تشبهها، ولدى خروجها من البيت عادت مسرعة وخلعتها لأنها حينها شعرت بأن كل الكويت تمشي وراءها وتنظر إليها، ووصفت هذا الموقف، بالاحترام لذاتها وللناس، وليس خوفاً.
ماما أنيسة وفي سياق الحديث الذي لم يخلُ من ذكرياتها، وصفت نفسها بالمرأة الخجولة، وأنها أيضاً تحب في بعض الأحيان الجلوس وحيدة.
وحول كلمة «الإنسانة الوفية» التي قالها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد بحقها خلال لقائها به، قالت ماما أنيسة «لقد فرحت بذلك كونه قالها أمام الملأ، وربما قالها لأنه يعلم بمدى حبي للكويت ولأسرة الصباح التي أتمنى لها الدوام وأعتبرها كشجرة تظلل على الكويت، وتمسكت بترابها ولم أخرج حتى في فترة الغزو العراقي الغاشم».
وعن واجبات المذيعة قالت ماما أنيسة «أتمنى أنها قبل أن تفكر بجمالها وأناقتها، أن تفكّر في احترامها لذاتها وبما ستقوله للناس».
وختمت ماما أنيسة بالقول «في بعض الأحيان (أعصّب) لكنني أهدأ بسرعة، إلى جانب ذلك لا أحب الإنسان الكاذب، ولا أطيق من يحمّلني دائماً شيئاً لم أفعله أو أقوله».