No Script

من الذاكرة «كتبتها الشاعرة سعاد الصباح... وتسربت في الغزو»

أنور عبدالله يكشف عن حكاية «من عاشر الذيب» ... بين كاظم والبلوشي

أنور عبدالله	(تصوير أسعد عبدالله)
أنور عبدالله (تصوير أسعد عبدالله)
تصغير
تكبير

- الساهر لم يطلب مني الإذن... لأنه لم يتغنَ بها أصلاً في ألبوم رسمي
- لا ينبغي المساس بالأغاني الخالدة... «حلات الثوب رقعته منه وفيه»
- مواقف إنسانية تدفعني إلى عدم قبول الأجر المادي من الفنانين... أو مناسبات خاصة
- من الصعب أن تعود الأغاني الطويلة كالسابق... في ظل الحداثة والإعلام الإلكتروني والفضائيات

قد يكون الحديث في الفنون أحياناً... ذا شجون!

ففي كل محطة نتوقف عندها تكون هناك ذكرى أبت أن تذروها رياح النسيان، أو حكاية أطبق عليها الصمت فظلّت أسيرة في سراديب القلوب، تنتظر ساعة الفرج... حتى تبوح بكامل أسرارها.

ولعلّه في هذه الزاوية الرمضانية «من الذاكرة»، تكون اللحظة المناسبة لينكشف الغطاء عمّا يختلج قلوب أهل الفن والإعلام من مواقف لم تُحكَ في مواقع الإعلام من قبل، وهذا ما سيتضح في الآتي من السطور، وضيفنا اليوم هو الملحن القدير أنور عبدالله.

• ما أهم المحطات الفنية التي لا تزال عالقة في بالك؟

- ما زلتُ أتذكر أول لقاء بيني وبين الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر في العام 1985، حيث لحنت له أغنية من كلمات الشيخ الشاعر محمد بن راشد آل مكتوم عنوانها «إلى ميم»، والتي يقول مطلعها: «شوف تأثيرك من الجرح الوثيج/ احتباس الدّمّ في وسط العروق/ وانحدار الـدّمع كالسّيل الدفيج/ مـن شوامخ سحبها رعد وبروق». ثم التقينا بعدها في أغانٍ عدة، بينها «محال» و«الصوت الجريح». كذلك، لا أنسى لقائي بالفنانة الراحلة رباب، حين كنت مُلحناً في البدايات وغير معروف في الساحة الغنائية، وقد لحنت لها مقدمة المسلسل التلفزيوني «الغرباء»، وبعدها التقينا في أغنية «يا مدعي القول». أيضاً، أتذكر لقائي الأول بالفنان القدير شادي الخليج من خلال أوبريت «وتبقى الكويت»، ثم توالت الأعمال بيننا، فضلاً عن أول تعاون يجمعني بـ«فنان العرب» محمد عبده، حين تغنّى من ألحان «يكفيك إنك شفتها» من أشعار الشيخ محمد بن راشد.

• شدا الفنان محمد البلوشي بأغنية «من عاشر الذيب يتحمل مخاليبه»، من أشعار الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، وذلك قبل الغزو العراقي الغاشم للكويت بشهور قليلة، والأغنية ذاتها تغّنى بها الفنان كاظم الساهر في التوقيت نفسه، فهل هي من ألحانك أم من ألحان الساهر، خصوصاً وأن الأخير لا يُغنِّي عادةً إلا من ألحانه؟

- الأغنية من ألحاني، وسجلتها مع البلوشي قبل الغزو بأربعة أشهر. هي لم تُطرح بشكل رسمي، حيث كان مقرراً طرحها في شهر أكتوبر من العام 1990، ولكن بسبب «الغزو» في الثاني من أغسطس لم يتم طرحها، بيد أنها سُرّبت بعد ذلك.

• هل طلب منك الساهر أن تَأذن له بغنائها؟

- لم يطلب مني الإذن، لأنه لم يتغنَ بها أصلاً في ألبوم رسمي.

• برأيك مَن أفضل من أدّى الأغنية، البلوشي أم الساهر؟

- لا تحرجني. الاثنان قدما الأغنية، و«قاما بالواجب».

• ألم تفكر في إعادة تدوير بعض الألحان القديمة والخالدة لتبدو بصورة أكثر عصرية؟

- «حلات الثوب رقعته منه وفيه». فلا ينبغي المساس بهذه الأغاني الخالدة، سواء عبر إدخال الآلات الموسيقية الحديثة أو غيرها، وذلك حتى لا تفقد عبق الماضي الجميل، ومن ثم تظلّ محافظة على رونقها وأصالتها. ومع هذا لست ضد تسجيل الأغاني القديمة مرة أخرى في حال كان التسجيل لا يشوه الروح الأساسية.

• لديك الكثير من الألحان التي قدمتها للفنانين الشباب ولم تتقاضَ عنها أجوراً مادية، ما السبب؟

- هناك مواقف إنسانية تدفعني إلى عدم قبول الأجر المادي من فنانين معينين أو مناسبات خاصة.

• في ما يتعلّق بالأغاني الطويلة و«المكبلهة»، هل يمكننا القول إنه «عفى عليها الزمن» ولم تعد مطلوبة في الوقت الحالي؟

- «مو وقته» هذه الأغاني، فلكل زمان دولة ورجال. اليوم إذا عملت أغنية مدتها 5 أو 6 دقائق، تعتبر أغنية طويلة ويُصعب بثها في الإذاعة.

• في السابق كانت الجماهير تستمع بشغف إلى أغاني كوكب الشرق أم كلثوم والتي تبلغ مدة بعضها قرابة الساعة من الزمن، أما الآن فقد زاد الطلب على الأغاني التي لا تتعدىّ مدتها 3 دقائق، فما السبب؟

- أُجيب عن سؤالكم بهذه الأغنية الرائعة لأم كلثوم: «عايز نرجع زي زمان... قول للزمان ارجع يا زمان».

ففي ظل الحداثة والإعلام الإلكتروني والفضائيات الموجودة حالياً، من الصعب أن تعود الأغاني الطويلة كالسابق، فكل شيء تغير حتى ذائقة الجمهور تغيّرت. ولو نظرنا إلى العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ لوجدنا أنه في آخر أيامه اتجه إلى الأغاني القصيرة التي تواكب الأغنية العصرية، على غرار «أهواك» و«توبة» وغيرهما. وكذلك اتجهت الفنانة الراحلة وردة الجزائرية في الاتجاه نفسه عندما قدّمت أغاني مثل «حرّمت أحبك» و«بتونس بيك».

• وهل انتهى زمن الألبومات الغنائية أيضاً، وجاء عصر الأغاني «السنغل»؟

- الأغاني «السنغل» تعتبر «جسّ نبض» من الفنان لجمهوره، ولكن يبقى الألبوم مطلوباً، رغم انعدام شركات الإنتاج الكويتية.

• ألا تستهويك الأغنية الشبابية الدارجة في الوقت الراهن؟

- أحب تلحين الأغنية الشبابية، إذا كان اللحن بالأسلوب واللون الذي أحبه، بحيث يكون مطوراً ويجاري العصر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي