جزء ثانٍ من كتاب «يوميات أسير كويتي» في أغسطس
بطولات منسية للأسرى في السجون العراقية
- سالمين:
- أدعو جميع الأسرى لتزويدي بصور اليوميات لتوثيق تلك الحقبة التاريخية
- تنقلنا في معتقلات عدة من البرجسية إلى البصرة والرشيد والموصل وبعقوبة
بمشاعر ممزوجة بالفخر والاعتزاز، تضيء صفحة العقيد الركن المتقاعد ناصر سالمين، على أحد مواقع التواصل، بصور البطولات والتضحيات، عن قصص الأسرى الكويتيين ومعاناتهم داخل السجون العراقية.
ويحوي الحساب الإلكتروني prisonerkwt1990، «يوميات أسير كويتي» في السجون والمعتقلات العراقية، والتي صدرت في كتاب ضم أحداثاً وصوراً من داخل المعتقلات، في حين يصدر الجزء الثاني في الذكرى الـ 31 للغزو الغاشم في أغسطس المقبل، بقصص تسرد للمرة الأولى لأشخاص منسيين ببطولاتهم.
العقيد سالمين أحد الضباط الأسرى المحررين في السجون العراقية، قال لـ «الراي»، التي تابعت حسابه وكتابه الأول، «أُطلق سراحي من السجون العراقية في تاريخ 27 مارس 1991، بعد أسري في 3 أغسطس 1990.
كنا بحالة لا يعلم بها إلا رب العالمين. وكنا باستعداد قتالي في وحدة المغاوير، حيث التحقنا في المعسكر بعد أسبوعين من خطاب المقبور في يوم 17 يونيو 1990، لأن الموقف تأجج، وبدأت الاجتماعات والاتصالات، حتى جاء اجتماع جدة بتفاصيله المعلنة، حيث انتهى بالفشل، فحشد صدام حسين قواته وغزا الكويت، ودافعنا عن ديرتنا بكل جهد وكل ما أوتينا من قوة، لكن الكثرة تغلب الشجاعة».
وزاد «في الأسر مكثت 280 يوماً. كانت أياماً صعبة وصادمة. ولم نتوقع أي يقوم الجار العربي بغزو جاره العربي، مع العلم أن الكويت كانت اليد اليمنى للنظام العراقي، ولكن المثل يقول (إن أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)».
ويستحضر أيام وليالي الأسر قائلاً: «كنا على قلب رجل واحد في الأسر، متعاونين، وتحملنا التعذيب الجسدي والنفسي. وكانت صدمة كبيرة لنا عندما تم تشكيل الحكومة الموقتة غير الشرعية، برئاسة علاء حسين، مع عدد من الضباط».
وأضاف: «تنقلنا في معتقلات عدة تابعة للنظام العراقي البائد من سجن البرجسية في الزبير إلى سجن البصرة إلى معتقل الرشيد في بغداد، بعدها الموصل في قلعة العجلان، بعدها معتقل بعقوبة في بغداد».
ودعا جميع الأسرى للتواصل معه وتزويده باليوميات لتوثيق تلك الحقبة التاريخية، مشيراً إلى «تفاعل كبير من الخليج والدول الصديقة، وتردني أسئلة من الجميع»، لافتاً إلى أنه قدم «محاضرات في العديد من المدارس والجامعات والمنتديات، وفي الاتحادات الطلابية خارج الكويت».
هكذا بدأت رحلة الكتابة
بدأت فكرة جمع صور الأسر بعد التقاعد، في العام 2009، حيث كان العمل العسكري يمنع النشر من دون إذن مسبق.
وبدأت بنشر صور الأسرى المحررين، وعرضت عدداً من الصور في حسابي الشخصي، فوجدت تفاعلاً كبيراً من الشعب الكويتي، فهناك من يريد أن يعرف التجربة التي عاشها الأسرى. وهكذا بدأت الرحلة.
الكتاب الأول
ساعدني الأخ عبدالوهاب الناقة، وسردت رحلة ويوميات الأسر، وكان للأخ عبدالله الفيلكاوي دور كبير، فكان لديه دفتر لتدوين الأحداث نشرتها في كتابي الذي صدر في العام 2015.
اقتراح لولوة بحساب خاص
اقترحت ابنتي لولوة أن يكون لي حساب خاص، وبالفعل فعلت.
وكان هناك تفاعل كبير، وفي المقابل هجوم من بعض العراقيين، الذين نجحوا في «تهكير» حسابي. وأنشأت حساباً آخر.