No Script

إطلالة

حلم بنيامين نتنياهو

تصغير
تكبير

لم تتوقّف إسرائيل يوماً عن خطة ضمّ الأراضي الفلسطينية، ففي كل حملة انتخابية لبنيامين نتنياهو يعد الغالبية اليهودية بتحقيق المزيد من الاحتلال والتهديد للأراضي الفلسطينية.

ففي الآونة الأخيرة أعلن نتنياهو نيّته ضم «غور الأردن» مع ثلث الضفة الغربية تقريباً، إلا أن هذا الحلم لم يتحقّق بالشكل الذي يريده، ولكنه ما زال يتفاخر بالإنجازات التي حققها طوال فترة رئاسته لإسرائيل لمدة ثلاثة عقود تقريباً، وهو يتحكّم بقدرته السياسية على ضم جميع المستوطنات إلى أرض إسرائيل بمساعدة مباشرة من الولايات المتحدة الأميركية، وبمباركة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي تربطه علاقة شخصية معه، هذا الأمر ساعد إدارته على دعم المشاريع الإسرائيلية - حيث وصفها المراقبون بالاستعمارية - وعلى اعتراف مدينة القدس (غير مقسمة) عاصمة لإسرائيل بعد مرور 13 عاماً على قرار 27 يونيو 1967، الذي وافق الكنيست الإسرائيلي آنذاك على مشروع قرار تاريخي يضم القدس الشرقية إلى إسرائيل، رغم اعتباره مخالفة صريحة للقوانين والمعاهدات الدولية.

فقد أصدرت الأمم المتحدة قرارات عدة، تطالب فيها إسرائيل بالتراجع عن إجراءاتها القمعية في القدس الشرقية، إلا أن الحكومات المتعاقبة لإسرائيل ما زالت تخالف القرارات الدولية، بسيطرتها الإدارية والسياسية على المدينة بقيادة نتنياهو، حيث تسعى سياسته لفرض واقع جديد على الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي معاً، على اعتبار أن «القدس كاملة» هي عاصمة لإسرائيل، كما ينصّ القرار على أن القدس هي قصراً لرئيس البلاد والكنيست والحكومة والمحكمة العليا الإسرائيلية. غير أن تمسّك نتنياهو بنيّته على ضم غور الأردن أفسد علاقته مع الرئيس دونالد ترامب، الذي قرّر عدم الاستمرار في مجاراة أطماعه التوسّعية بشكل أكبر.

وعلى ضوء هذه التوترات أصدر البيت الأبيض بيانه، الذي يؤكّد فيه رفض تغيير السياسة الأميركية الحالية مع إقالة مستشار الأمن القومي جون بولتون، الذي يعدّ رجل القدس الأول في واشنطن، وقد جاءت هذه التطورات بعد أن طلب نتنياهو من حليفه ترامب أن يعطيه الضوء الأخضر على ضمّ غور الأردن، مثلما وافق له على ضمّ هضبة الجولان السورية.

إن سياسة بنيامين نتنياهو وغروره وتفاخره المستمر أمام مناصريه بقدرته التوسّعية على احتلال المزيد من الأراضي الفلسطينية وضم المستوطنات والقدس الشرقية، حتماً ستفشل ولن تكتمل مع سياسة الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، الذي يؤيّد التوازن بين الطرفين «الفلسطيني والإسرائيلي»، وكذلك ستعيد إدارته تفعيل المساعدات التي علّقتها إدارة سلفه ترامب للفلسطينيين، وبالتالي هناك فرق شاسع بين الإدارة الحالية والسابقة.

نعم لن يتوقف صراع الطرفين مهما توسّعت حملة ضم الأراضي، طالما للشعب الفلسطيني حقوق مغتصبة منذ تاريخ تشريد سكانها عام 67، فالتاريخ لا ينسى احتلال مدينة القدس وشطرها الشرقي، وإخلاء أحيائها من السكان الفلسطينيين، ثم بعد انتهاء حرب عام 1967 وحتى نهايته ما أدى إلى تشرّيد نحو 4 آلاف عربي من القدس الشرقية، وفق مراجع تاريخية بسبب خطّة إنشاء سلسلة من المستوطنات والأحياء السكنية لليهود داخل مدينة القدس، وذلك لأسباب ديموغرافية وأمنية، واليوم يبلغ عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في مدينة القدس بشطريها الشرقي والغربي نحو 349 ألفاً و600 فلسطيني حيث يشكّلون حالياً ما نسبته 38 في المئة من سكان المدنية! في ما وصل عدد المستوطنين اليهود في القدس الآن إلى 569 ألفاً و400 مستوطن.

إذ نسمع كثيراً عن عملية السلام وإيجاد حل عادل للدولتين مع دعم إسرائيل وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، تحت شعار أرض السلام ومعاهدة أوسلو التاريخية ولكن... هل تغيّر اليوم واقع الحال، بينما لم يقدم الطرفان التنازلات اللازمة؟! ولكل حادث حديث.

alifairouz1961@outlook.Com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي