No Script

رأي قلمي

الكرامة المهدورة!

تصغير
تكبير

إنّ الانحراف الفكري يؤدي إلى إنتاج مشاعر الإحباط والحقد والانتقام، وسهولة الحكم على الناس بأحكام ظنيّة على أنها أحكام يقينية، وتدفع هذه المشاعر من جهتها الدماغ إلى توليد مزيد من الأفكار والمسوغات والبراهين الداعمة لها، وهكذا حتى يصل الأمر إلى مرحلة الانفجار الذاتي! والانحراف الفكري يؤكّد على العلاقة الجدليّة بين الأفكار والمشاعر، وبين التركيب العقلي للفرد ومركّبه النفسي، وكثيراً ما يتجلّى الانحراف الفكري في الفهم الخاطئ للنصوص الشرعية والفكرية، وتفسيرها بتفسيرات خاطئة لا تمتُّ للواقع بصلة.

إنّ تحليل الأسباب الفكرية والنفسية للمنحرفين فكرياً، لا يعني التماس العُذر لهم بممارسة العنف، الله سبحانه وتعالى فطرَ الناسَ على قدر متفاوت من الشعور بالكرامة والاعتزاز بالذات، ولهذا فإن المرء حين يشعر بالعدوان والعنف عليه يشعر بالإهانة، وهذا الشعور كثيراً ما ينتج من ممارسات الناس المنحرفين فكرياً، لذا قد تكون ممارسة العنف والانتقام من الشخص السوي فكرياً عبارة عن وسيلة لاسترداد الكرامة المهدورة، والرد على ظلم المنحرف فكرياً.

المنحرف فكرياً لا توجد لديه أهداف محورية يسعى لبلوغها، أو تكون لها تأثير كبير في حياته، والإخفاق في الوصول إلى أي هدف كبير يجعله يشعر بالعجز والضعف، فيبدأ في ممارسة العنف النفسي والفكري على كل مَن يخالفه فكرياً.

إن التشوّهات والتأزمات النفسية والفكرية الدافعة إلى الانحراف الفكري كثيرة ومتشابكة مع بعضها، ومع عوامل أخرى قد تكون اقتصادية أو سياسية، ما يجعل حصر الأسباب الدافعة إلى الانحراف الفكري عند مجموعة كبيرة من الناس في غاية المشقّة والتعقيد.

M.alwohaib@gmail.com

‏@mona_alwohaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي