No Script

حروف باسمة

تأملات في هبوب الوقت

تصغير
تكبير

الأيام تترى وتتخللها مشاهد مختلفة في وصفها، متباينة في أشكالها متعددة في أرناقها، منها ما يبعث على التفاؤل ومنها ما يشير إلى الإقدام، ويعمل على تحقيق الغاية، ومهما كانت مشاهد الأيام قاتمة، فإن النور يأتي بإذن الله الكريم بالإصرار على تبديد الظلمة وحلول الضياء من خلال المثابرة والعمل والجد.

كثيرة هي هبوب هذه الدنيا منها ما يثير الدهشة، ومنها ما يعمل على إثارة التفكير وإعمال العقل من أجل الوصول إلى البغية الطيبة.

فجائحة كورونا - التي هدّدت الدنيا بأسرها وغزت البلدان - إنما هي جحافل من الجيوش غير المنظورة هبّت على بقاع الأرض فعملت في الأبدان آلاماً صعبة، وفي القلوب حسرات شديدة، جراثيم تنتشر وجيوش بيضاء تعمل على صدّ تلك الجحافل بما أوتيت من قوّة في الذهن، وإصرار في العزيمة، المتخصصون يبذلون جهوداً في اختراع التطعيم وتجربته ونشره.

طعوم متعددة الألوان، كلها أسلحة لدرء هذا الخطر الوبيل.

والبلدان تختلف في قدرتها على توفير اللقاح لشعوبها. والمنظمة الأممية تناشد في مساعدة الدول غير القادرة على توفير اللقاح لشعوبها.

ونحن في هذه الديرة الطيبة نوفّر فيها اللقاح ويتوجّه الناس لأخذه ضماناً لصحتهم، فهناك وسائل كثيرة لصد هذا الوباء الوبيل عن ربوع هذه الديرة الآمنة. فما علينا إلا ان نلتزم بالاحترازات الصحية المختلفة، التي تعلّمناها وصارت ضمن سلوكنا اليومي، حتى نساهم في درء هذا العدو الخطير، الذي لا يصدّ بالأسلحة إنما بالتفكير والالتزام واتباع الشروط الصحية.

وإن في الحظر لوسيلة من وسائل محاربة هذا العدو الفتّاك، فلابد من أخذ الحذر مأخذ الجد والالتزام بشروطه، حتى نحافظ على أنفسنا وديرتنا والقاطنين على أرضها.

فيندحر الوباء وتنتشر الصحة، وتبرز الغزالة من خدرها، لترسل أشعتها الذهبية الممتلئة بالعافية والسلامة.

عزيزي القارئ، من هبوب الوقت ما شهدناه في الأيام الماضية من وقوف عدد من الناس رجالاً ونساء صفوفاً لتناول العصير عن طريق رضّاعات الأطفال.

إنه لمنظر كئيب ومشهد يثير الدهشة، ولا أرى في التعليق عليه إلا أن أدعو لجميع الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن بالصحة والسلامة، كي ينشّئن أطفالاً أقوياء في الجسم والعقل والروح والبدن، فلجميع الأطفال غذاء هنيء ممتلئ بالصحة.

ولدتك الأم والأعضاء في حال ضعف، عاجز عن كل أكل غير مأكول خفيف تتلقاه من الثديين، معسول لطيف، فمن أقام الرزق بالثدي، فهو قلي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي