«نأمل أن نتمكّن من تنظيم زيارة الملك فيليب السادس إلى الكويت»
السفير الإسباني: أوروبا تشترك مع الكويت في العديد من المبادئ ووجهات النظر
- الكويت رابع شريك تجاري لإسبانيا بين دول مجلس التعاون
- 11 شركة إسبانية تعمل بمشاريع مهمة في الكويت
أكد السفير الإسباني لدى البلاد ميغيل مورو إغيلار أن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) مثلت تحدياً لتخطيط وتنفيذ أجندة الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين.
وأعرب خلال لقاء مع «الراي» عن أمله في تنظيم زيارة لملك إسبانيا الملك فيليب السادس إلى الكويت، مضيفاً ان «الأوروبيين يشتركون مع الكويت في العديد من المبادئ ووجهات النظر».
وأشار إلى أن الكويت تعتبر رابع شريك تجاري لإسبانيا بين دول مجلس التعاون، متوقعاً عودة التبادل التجاري إلى مستوى ما قبل الأزمة عند السيطرة على هذا الوباء.
وذكر أن 11 شركة إسبانية تعمل في مشاريع مهمة في الكويت في ثلاثة مجالات رئيسية، تساهم بشكل واضح في خطط التنمية في الكويت، وهي الطاقة المتجددة، والنفط والغاز، والبنية التحتية للنقل، كما أن شركات بناء السفن الإسبانية زودت الكويت ببعض السفن لأغراض البحث العلمي.
وأكد أن النظام الصحي الإسباني يعد أحد أفضل الأنظمة الصحية، وأكثرها صلابة في العالم، وأنه بفضل العمل الاستثنائي لجميع المهنيين الصحيين والتزامهم البطولي، أثبت هذا النظام مرونته وتمكن من مواجهة التحدي الهائل.
وفي ما يلي نص اللقاء:
• كيف تقيمون العلاقات الثنائية بين اسبانيا والكويت؟
- العلاقات الثنائية بين إسبانيا والكويت قوية، لكن علينا أن نكون طموحين في أهدافنا، لخلق فرص جديدة لتعزيزها، وتوسيع دائرة التبادل، على سبيل المثال بزيادة الاستثمار والتجارة على كلا الجانبين، بتحسين التعاون الثقافي والاكاديمي، وبتقوية روابط التعاون في المجال الصحي، السياحي، الدفاعي والشؤون الوطنية، وهناك العديد من الفرص المتاحة، لكن يجب ان نعمل بجد لتحقيقها لصالح البلدين.
صحيح أن جائحة كورونا تمثل تحدياً كبيراً لتخطيط وتنفيذ أجندة الزيارات التي نرغب في إجرائها، لكن هناك بالفعل بعض الزيارات قيد الإعداد والتي نأمل أن تتم طوال هذا العام 2021، ونود التأكيد على أن زيارات رفيعة المستوى ستكون أداة عظيمة لتعزيز العلاقات والتعجيل بالمشروعات الثنائية قيد التنفيذ. فهناك العديد من المعاهدات ومذكرات التفاهم، بالإضافة إلى بعض المبادرات الديبلوماسية الثقافية والعامة التي نود تنفيذها من أجل تعزيز العلاقات الإسبانية - الكويتية.
وآمل أن نتمكن قريباً جداً من تنظيم بعض الزيارات رفيعة المستوى، أولاً، من قبل وزيرة الخارجية الإسبانية، التي تتطلع حقاً للقدوم في أقرب وقت ممكن، ومن المقرر أن تنعقد اللجنة المشتركة الأولى في مدريد في وقت لاحق من هذا العام، وعلى المدى الطويل، آمل أن نتمكن من تنظيم زيارة إلى الكويت يقوم بها جلالة الملك فيليب السادس.
• ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
- شهدت التبادلات التجارية بين إسبانيا والكويت تقدماً مطرداً في السنوات العشر الماضية، غير متوازن نسبياً منذ عام 2013 لصالح إسبانيا.
وبالنسبة إلى إسبانيا، تعتبر الكويت رابع شريك تجاري لها بين دول مجلس التعاون الخليجي، ولا تزال سوقاً جاذبة للغاية على الرغم من الأزمة الحالية، وعكست أرقام عام 2020 انخفاضاً في صادراتنا بنسبة 16.4 في المئة، بسبب جائحة كورونا، التي كان لها تأثير كبير خاصة على الملابس والسلع الاستهلاكية الأخرى، ونتوقع تعافياً ملحوظاً للوصول الى مستوى ما قبل الازمة متى ما تمت السيطرة على هذا الوباء.
• هل هناك شركات إسبانية تعمل في الكويت؟
- يوجد حالياً 11 شركة إسبانية تعمل في مشاريع مهمة في الكويت، في ثلاثة مجالات رئيسية تساهم فيها شركاتنا بشكل واضح في خطط التنمية في الكويت: الطاقة المتجددة والنفط والغاز (البتروكيماويات)، والبنية التحتية للنقل، حيث تم منح وتنفيذ مشروع الشقايا التجريبي بالكامل للشركات الإسبانية، وهناك 4 شركات إسبانية تساهم في تنفيذ بعض المشاريع الكبرى كمقاولين رئيسيين أو مقاولين من الباطن، منها المصفاة الجديدة في الزور، التي نفذت عمليتها بنجاح من قبل كونسورتيوم بقيادة Técnicas Reunidas الإسبانية، وأيضا تشارك شركات هندسية كبرى INECO و PACADAR المصنعة للخرسانة الجاهزة، بنشاط كبير في هذا المشروع كمقاولين من الباطن، وفي السنوات الماضية، وقامت شركات بناء السفن الإسبانية بتزويد الكويت ببعض السفن لأغراض البحث العلمي وللقيام بدوريات في المياه الكويتية من أجل الحفاظ على الثروة السمكية في البلاد.
• هل هناك تعاون بين إسبانيا والكويت في المجال الصحي بشكل عام، ومواجهة «كورونا» بشكل خاص؟
- في الوقت الحالي لا يوجد إطار مؤسسي للتعاون في المجال الصحي بين إسبانيا والكويت على الرغم من الاهتمام الذي يبديه الجانبان، ومع ذلك، تم اقتراح بعض الأفكار الأولية ونود مناقشتها مع أصدقائنا الكويتيين.
من ناحية أخرى، يسافر مئات المواطنين الكويتيين كل عام على نفقة وزارة الصحة أو على نفقتهم الخاصة إلى إسبانيا للعلاج، وهناك بعض الأطباء الكويتيين الشباب الذين يسافرون إلى إسبانيا للتعلم وتبادل الخبرات مع أقرانهم الإسبان.
وفي هذا الصدد، يمكننا الاعتماد على النظام الصحي الإسباني، فهو أحد أفضل الأنظمة الصحية وأكثرها صلابة في العالم، ففي العام الماضي، تعرض نظامنا الصحي لضغط هائل بسبب جائحة فيروس كورونا، ومع ذلك، وبفضل العمل الاستثنائي لجميع المهنيين الصحيين والتزامهم البطولي، فقد أثبت مرونته وتمكن من مواجهة التحدي الهائل.
1200 جندي إسباني في «التحرير»
قال السفير الإسباني ميغيل مورو إغيلار «إن غزو الكويت قبل 30 عاما كان بمثابة صدمة للمجتمع الدولي بأسره، بما في ذلك إسبانيا»، مضيفا «نحن ملتزمون التزاماً كبيراً بالحل السلمي للنزاعات واحترام القانون الدولي، فضلا عن سيادة كل دولة».
وأوضح أنه بمجرد أن تناولت قرارات مجلس الأمن هذا الأمر على نحو كاف، وتم تشكيل تحالف دولي لتحرير الكويت، انضمت إسبانيا إليه، وتم نشر طرادات بحرية إسبانية وفرقاطة واحدة مع طائرات نقل عسكرية، وتم نشر 1200 جندي إسباني خلال فترة التحرير والحرب التي تلت ذلك.
نقدّر عالياً التعاون مع الكويت
أكد إغيلار أن إسبانيا عضو في الناتو ومن خلال هذه المنظمة نعمل مع الكويت في سياق مبادرة إسطنبول للتعاون، ومقرها في الكويت.
وأضاف «لقد أتيحت لي الفرصة لزيارة المنظمة منذ شهرين وقد تأثرت جداً بمبانيها الرائعة، إن التعاون في هذا الصدد حقيقة واعدة».
ولفت إلى أن إسبانيا تعد واحدة من أكثر الدول التزاماً بجهود حفظ السلام في جميع أنحاء العالم، «ونقدر عاليا التعاون مع أصدقائنا الكويتيين والضيافة المقدمة لقواتنا في الكويت، أو في العبور من دول مثل العراق».
مزيد من الاهتمام بالتعاون العسكري
قال إغيلار «إن مجال التعاون العسكري مهم في علاقاتنا، حيث يستحق المزيد من الاهتمام، فنذكر هنا على سبيل المثال وجود بعض العسكريين الإسبان في مقر التحالف الدولي ضد «داعش» الموجود في قاعدة عريفجان التي كنت محظوظاً بزيارتها أخيراً، وكذلك العلاقات التجارية في هذا المجال، أو الاتصالات الرسمية وغير الرسمية بين القوات المسلحة».