No Script

الاتحاد الآسيوي مذنب «بالثلاثة»... تمييز وتدخل «طرف ثالث» وحرمان من العدالة

تصغير
تكبير

وجدت محكمة التحكيم الرياضية (كاس) ومقرها لوزان (سويسرا)، الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أخيراً، مذنباً لجهة التمييز بين سيدتين مرشحتين لمنصب، ومذنباً نتيجة تدخل طرف ثالث لانتهاك قوانين الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة، ومذنباً بالحرمان من العدالة.

وكانت «كاس» أصدرت، في 25 يناير 2021، قراراً أبدت فيه قناعتها، «استناداً إلى أدلة»، بأن «طرفاً ثالثاً» حاول، بطريقة غير مشروعة، التأثير في الانتخابات الآسيوية على مقاعد في «مجلس الفيفا»، خلال مؤتمر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في أبريل 2019، في العاصمة الماليزية، كوالالمبور، قبل أن تؤكد الاتهام أخيراً.

وكانت مريم محمد، وهي من جزر المالديف، تقدمت بطعنين ضد نتيجة الانتخابات لدى «كاس» بعدما خسرتها أمام البنغلاديشية محفوظة أكثر كيرون التي تشغل المقعد في «مجلس الفيفا» حالياً، مدّعيةً بأن الاتحاد الآسيوي لم يتّبع قواعد الانتخابات الخاصة بها، فضلاً عن خرقه قانوناً يحمي مبدأ المساواة بين الجنسين.

وفي سياق تأييده لشكوى مريم، أكد قرار «كاس» أن الانتخابات شهدت «تدخلاً من طرف ثالث»، وأن الاتحاد الآسيوي «أخفق في حماية الانتخابات من التمييز».

وقضت أيضاً بأن لجنة الانتخابات في الاتحاد الآسيوي أخطأت برفضها التحقيق في الشكوى التي كانت تقدمت بها مريم في أعقاب تلك الانتخابات، متهمةً فيها طرفاً ثالثاً بالتدخل غير المشروع للتأثير على مجريات التصويت.

وأكدت المحكمة أن قرار لجنة القيم والانضباط (في الاتحاد الآسيوي) بعدم التحقيق في مزاعم مريم في الوقت المناسب «أدى الى حرمانها من العدالة».

وسبق لمحكمة التحكيم الرياضي أن استمعت، في مطلع يوليو 2020، إلى طلب استئناف لإلغاء الانتخابات التي حضرها مندوبو آسيا السبعة في «مجلس الفيفا» المؤلف من 37 عضواً، بمَنْ فيهم رئيس الاتحاد الآسيوي، الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، ممثل البحرين.

وكانت محمد مرشحة لمقعد «فيفا» المخصص للنساء، بيد أن البنغلاديشية كيرون هي مَنْ فازت به.

وبعد الانتخابات، تقدمت محمد بشكوى رسمية إلى الاتحاد الآسيوي تدّعي فيها، صراحةً، بأن رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الشيخ أحمد الفهد، مارس تأثيراً غير مبرر في العملية الانتخابية.

وذكرت بأن الفهد دعم خصمتها، كاشفةً أنه استدعاها إلى اجتماع ليقول إن لا مستقبل لها في كرة القدم إذا استمرت في الانتخابات.

ولتحفيزها على عدم خوض الانتخابات، جرى عرض منصب آخر على محمد في الاتحاد الآسيوي أو الدولي، الأمر الذي اعتبرته «كاس» بمثابة «خليط من الرشاوى والتهديدات».

وأكدت محمد بأنها رفضت العرض، وأضافت: «أدين بشدة أياً وكل الجهود المبذولة لتهميش النساء اللواتي يقلن الحقيقة. هذا ما لا يريدونه في مواقع السيدات. لا يريدون أشخاصاً صريحين يريدون الأفضل لرياضتنا».

معلوم أن الفهد استقال من مناصبه المتعلقة بكرة القدم كافة، منذ فضيحة الفساد التي عصفت بالاتحاد الدولي للعبة رغم نفيه التورط في فضيحة رشوة دانت فيها محكمة أميركية، رئيس اتحاد غوام، ريتشارد لاي، بتلقيه رشوة بمليون دولار.

كما أعلن الفهد تنحّيه من منصبه رئيساً لاتحاد اللجان الوطنية الأولمبية الدولية (أنوك)، بعدما تنحّى أيضاً عن مهامه عضواً في اللجنة الأولمبية الدولية و رئيساً للجنة التضامن الأولمبي بعد اتهامه بتزوير تحكيم أشرطة «بلاغ الكويت» في سويسرا.

معلوم أن تدخل «كاس» جاء بعد أشهر على إهمال الاتحاد الآسيوي لاعتراض محمد والتي قررت عندها التوجه الى الهيئة القضائية العليا.

واللافت أن محمد حوربت حتى في بلادها، حيث قرر الاتحاد المالديفي للعبة، حيث كانت المسؤولة على قطاع السيدات فيه، إبعادها عن النشاطات والتوقف عن التواصل معها تماماً.

يذكر أن «كاس» لم تصدر الأمر بإلغاء الانتخابات رغم تدخل طرف ثالث فيها لأنها رأت «بأنها، في النهاية، لم تؤثر على النتيجة» لأن «السيدة محمد لم تسحب ترشيحها قبل إجرائها»، وأن صلاحية إلغاء الانتخابات تعود الى الاتحاد الآسيوي نفسه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي