No Script

رئيس البعثة الإقليمية للصليب الأحمر أثنى على سخاء الكويت ونزعتها الإنسانية

عمر عودة لـ «الراي»: التنقيب الناجح عن رفات في العراق... عرّفنا على 20 مفقوداً كويتياً

تصغير
تكبير

- أقارب المفقودين بعد 30 عاماً من الانتظار المؤلم تمكنوا من الكشف عن مصير أحبائهم
- للكويت تاريخ طويل في ما يتعلّق بالعمل الإنساني للمحتاجين
- القيادة الإنسانية للشيخ صباح الأحمد كانت حاسمة في تخفيف معاناة ضحايا الصراعات المسلحة
- أزمة «كوفيد 19» أضافت هشاشة إلى حياة السكان في مناطق الصراع
- تداعيات اقتصادية للوباء أثرت على المساعدات الإنسانية للبلدان المانحة

أكد رئيس البعثة الإقليمية لدول مجلس التعاون الخليجي للجنة الدولية الصليب الأحمر في الكويت الدكتور عمر عودة، أن للكويت تاريخ طويل في ما يتعلّق بالعمل الإنساني للمحتاجين على الصعيدين الإقليمي والعالمي، لافتاً إلى أن النزعة الإنسانية وسخاء الكويت جديران بالثناء، معرباً عن ثقته في استمرار الإرث الإنساني للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد.

وأضاف عودة في لقاء مع «الراي»، أن القيادة الإنسانية والديبلوماسية للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه، كانت حاسمة في تخفيف معاناة الذين يعيشون في الصراعات المسلحة، معرباً عن ثقته بأن هذا الإرث الإنساني سيستمر تحت قيادة سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد.

وذكر أن عمل اللجنة الثلاثية أدى إلى التنقيب الناجح عن رفات في جنوب العراق، حيث تم نقل الرفات إلى الكويت، وتم التعرف على 20 شخصاً بنجاح، باستخدام تحليل الحمض النووي، الذي أجرته إدارة الأدلة الجنائية الكويتية.

وفي ما يلي نص اللقاء:

• كيف تقيّمون تطورعلاقة الصليب الأحمر مع الكويت؟

- بدأت عملياتنا في الكويت خلال حرب الخليج الثانية 1990-1991.

حينها، كنا نزور المحتجزين، ونحاول إيجاد الأفراد المفقودين وإعادة الروابط العائلية.

ومثلما تطوّرت الكويت في 30 عاماً، فقد تطوّر عملنا ونمت علاقتنا مع الكويت.

الآن، تستمر بعض عملياتنا في معالجة آثار هذا الصراع، كدعم البحث عن الأشخاص المفقودين والتعرّف على هوياتهم، مثلما حصل أخيراً عندما تم تحديد هوية 20 فردًا.

أما الأنشطة الأخرى، فهي أكثر عمومية، مثل مناقشة مختلف قواعد النزاع المسلح الواردة في اتفاقيات جنيف وزيادة الوعي عنها لدى الإدارات القضائية والأكاديمية والعسكرية والحكومية والجمعيات الخيرية والإعلامية، وأيضاً الجهات غير الحكومية.

• كيف تنظرون للدور الإنساني الذي تقوم به الكويت في المنطقة والعالم؟

- دولة الكويت لها تاريخ طويل في ما يتعلّق بالعمل الإنساني للمحتاجين على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

إن النزعة الإنسانية وسخاء الكويت جديران بالثناء، وكانت القيادة الإنسانية والديبلوماسية للمرحوم الأمير الشيخ صباح الأحمد، حاسمة في تخفيف معاناة الذين يعيشون في الصراعات المسلحة، وعندي ثقة أن هذا الإرث الإنساني سيستمر، تحت قيادة سمو الأميرالشيخ نواف الأحمد.

الفترة الحالية تشكّل تحدياً كبيراً للعمل الإنساني، مع استمرار العديد من الصراعات وقائمة الاحتياجات الإنسانية للفئات المستضعفة في مناطق النزاع المسلح وفي جميع أنحاء العالم.

وقد أضافت أزمة «كوفيد19» طبقة من الهشاشة إلى السكان في مناطق الصراع، حيث أدت النظم الهشة وضعف الرعاية الصحية، إلى تعزيز حالات الاستغلال.

كما أثر الوباء على المساعدات الإنسانية العالمية بسبب معاناة البلدان المانحة من تداعياته الاقتصادية.

• ما مدى تعاون البعثة الإقليمية وجمعيات وهيئات الهلال الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي، وشراكتكم مع الهلال الأحمر الكويتي خصوصاً؟

- نولي اهتماماً كبيراً للتعاون مع جمعيات وهيئات الهلال الأحمر في دول مجلس التعاون، الذين نعتبرهم من أعضاء الأسرة الكبيرة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تمثل أكبر شبكة إنسانية على مستوى العالم.

وفي ظل التحديات الحالية التي تواجه العمل الإنساني على مستويات عدة، تتعاظم أهمية التعاون والتنسيق بين مختلف مكونات الحركة الدولية، لتقديم استجابة منسقة وفعّالة للاحتياجات الإنسانية الملحة حول العالم.

• ما مستجدات جهودكم في ملف الأسرى والمفقودين الكويتيين؟

- أبشع عواقب الحروب تلك التي لا نستطيع رؤيتها، خاصةً عندما تكون الصدمات غير مرئية، ويتم التغاضي عنها، أو تجاهلها أو عدم اعتبارها من الأولويات.

ربما يبدو هذا الأمر أكثر وضوحاً عندما تتعلق بالمسألة الحرجة الخاصة بالأشخاص المفقودين.

ففي كل يوم يختفي أناس، بسبب النزاعات أو العنف أو الكوارث أو أثناء الهجرة.

لقد رأينا ما يمكن تحقيقه بالإرادة السياسية والتعاون المستمر.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك، التعاون بين العراق والكويت في المبادرة المشتركة التي تترأسها اللجنة الدولية.

تم تشكيل هذا المشروع، المعروف باسم اللجنة الثلاثية، في أعقاب حرب الخليج، وتضم اللجنة الأعضاء الذين تقاتلوا في ذلك الوقت.

في العام الماضي، أدى عمل اللجنة الثلاثية إلى التنقيب الناجح عن رفات في جنوب العراق.

وتم نقل الرفات إلى الكويت والتعرف على 20 شخصاً بنجاح، باستخدام تحليل الحمض النووي، الذي أجرته إدارة الأدلة الجنائية الكويتية.

وعلينا أن نتذكر أنه قبل هذه الاكتشافات مرّ أكثر من عقد من دون أي نتائج.

النزاعات والتحديات

أوضح الدكتور عودة أن من أكبر الصعاب التي تواجه عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر عموماً، أن الاحتياجات الإنسانية تتخطى دوماً ما يمكننا تقديمه وتوفيره.

بالإضافة إلى ذلك، نواجه تحدياً يتعلّق بخصائص النزاعات المسلحة، فهي طويلة الأمد وأكثر تشتيتاً، كما أن حلها يبدو أكثر صعوبة.

وحتى بعد توقف القتال المباشر، نشهد فترات طويلة من العنف وغياب المصالحة.

علاقات متميزة

قال الدكتور عمر عودة إن البعثة الإقليمية تتمتع بعلاقات متميزة مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي، والتي نعتبرها من أهم مكونات الحركة الدولية ذات التأثير على المستوى المحلي والإقليمي، وعلى سبيل المثال كان للجمعية دور أساسي خلال عمليات الاستجابة لأزمة «كوفيد19» سواء داخل الكويت أو خارجها، بالإضافة إلى الدور الريادي الذي تقوم به قيادة الجمعية متمثلة في الدكتور هلال الساير عضو اللجنة الدائمة للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي