No Script

عميد الكلية أكد أن ردة فعل الطلبة والأساتذة بعد 6 أشهر مشجّعة جداً

عبدالله الهاجري لـ «الراي»: «التعليم عن بُعد» حلّ كثيراً من مشاكل «الآداب»

عبدالله الهاجري في حواره مع «الراي»
عبدالله الهاجري في حواره مع «الراي»
تصغير
تكبير

- الكلية تتمسّك بالتعليم عن بُعد في ظل الجائحة كبديل عن التعليم التقليدي
- نستقبل الطلبة العام المقبل في برنامج الدكتوراه في اللغة العربية
- حصلنا على موافقة لفتح برنامج الدكتوراه في الترجمة
- الدراسات الأدبية ركيزة أساسية في تأصيل علاقات الكويت ودول وشعوب العالم

أعلن عميد كلية الآداب الدكتور عبدالله الهاجري، تمسك الكلية بالتعليم عن بُعد، في ظل جائحة «كورونا» كبديل عن التعليم التقليدي، لافتاً إلى مواصلة التطوير في المسارات التعليمية، حيث تم فتح برنامج الدكتوراه في اللغة العربية، وسنستقبل الطلبة في العام المقبل، وأيضاً قسم التاريخ تم فتح برنامج الماجستير، وحصلنا على موافقة لفتح برنامج الدكتوراه في الترجمة.

وقال الهاجري، في حوار مع «الراي»، إن الدراسات الأدبية ركيزة أساسية وحجر الزاوية، لتعميق تأصيل العلاقات وتجسير التعاون الثقافي بين الكويت وبقية بلدان وشعوب العالم.

ولفت إلى أنه وبعد ما يقارب الستة أشهر من تطبيق نظام التعليم الإلكتروني، أستطيع القول إن ردة فعل طلبة وأساتذة الكلية على هذا النظام مشجعة جداً، بل حلت بعض المشاكل التي كنا نعاني منها، مثل الشعب المغلقة وكثافة التسجيل في بعض المقررات وغيرها. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• بداية حدثنا عن رؤية الكلية وأهدافها؟

- بشكل عام تنبع رؤية كلية الآداب من تأكيدها على ضرورة الاستمرار والمواكبة المعرفية والثقافية لمنتسبيها، واليوم وفي ظل جائحة «كورونا» التي أدت لتوقف الكثير من أنشطة المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية على مستوى دول العالم، لذا وفي تجاوبها السريع مع ما أقرته جامعة الكويت، باتخاذ التعليم عن بعد كبديل في هذه الفترة، قامت الكلية بتطبيق هذا الواقع، واتخذته كبديل للتعليم النظامي التقليدي، إضافة لحرصها على تذليل أي صعوبات تعتري مسار تلك العملية، ومراعاة الجوانب الإنسانية بالنسبة للطلاب، خاصة ما يتعلق بالأمور الطبية التي نتفهم أسبابها ودوافعها.

• ما أهمية وأثر الدراسات الأدبية على المجتمع الكويتي؟

- إن الشعب الكويتي، مثل كل شعوب العالم، يعتبر المساقات الأدبية والإنسانية، بمثابة الجسر الناقل بينه وبين الحضارات والثقافات الأخرى، فلا رقي ولا تقدم لأي أمة أو شعب، بلا نتاج ثقافي وإنساني وأدبي، يعكس ماضيه ويترجم حاضره ويستشرف مستقبله، لذا تولي كلية الآداب خصوصا، وجامعة الكويت عموما، أهمية قصوى لمثل تلك الدراسات وتشجع عليها، بوصفها الركيزة الأساسية وحجر الزاوية، التي تعمق وتسهم في تأصيل العلاقات وتجسير التعاون الثقافي بين الكويت وبقية بلدان وشعوب العالم.

• ما الاعتمادات الأكاديمية التي حصلت عليها الكلية؟

- في الفترة الحالية، تمضي كلية الآداب بخطى واضحة، نحو عملية تطوير وتحديث لصحائف التخرج، وبعض المقررات، خاصة ما يتماشى مع حاجة سوق العمل ومتطلبات المجتمع بكافةل مجالاته. فعلى سبيل المثال قامت الكلية بشكل موسع بعملية تحديث وتطوير صحائف التخرج بالنسبة لعدد من أقسامها، حيث انتهينا بالفعل من اعتماد صحائف عدة لبعض الأقسام، وسوف تطبق مع العام الدراسي المقبل 2021- 2022.

كذلك في العام الماضي تمت الموافقة على فتح برنامج الدكتوراه في اللغة العربية، وسوف نستقبل الطلبة في العام المقبل، وأيضاً قسم التاريخ تم فتح برنامج الماجستير، أيضاً هناك برنامج الماجستير في قسم الفلسفة، وبرنامجان في قسم اللغة الإنكليزية في الترجمة والآداب والثقافة، وحصلنا على موافقة لفتح برنامج الدكتوراه في الترجمة، بمعنى ان كلية الآداب لديها 3 أقسام بها برامج الدكتوراه، ونحن نعمل على تطوير البرامج بشكل مستمر بالتعاون مع سوق العمل.

• ما أثر جائحة كورونا على الدراسة الأكاديمية في الكلية؟

- بالطبع كلية الآداب، مثلها مثل سائر الكليات والمؤسسات الجامعية والتعليمية في جامعة الكويت، والتي تأثرت تأثيراً مباشراً بالجائحة، حيث رأينا كيف أن الدراسة (التقليدية) بالفعل توقفت، وتعطلت لأشهر عدة (وما زالت)، ومن ثم تم اعتماد الدراسة عن بعد، باستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، والتي نجحت الكلية بكوادرها، في جعلها مساراً سهلاً ومتوائماً مع الطالب، بتذليل الصعوبات التي كانت تعتري بعض الجوانب الإلكترونية، والآن وبعد ما يقارب الستة أشهر من تطبيق نظام التعليم الإلكتروني أستطيع أن أقول إن ردة فعل طلبة وأساتذة الكلية على هذا النظام جداً مشجعة، بل حلت بعض المشاكل والتي كنا نعاني منها، مثل الشعب المغلقة وكثافة التسجيل في بعض المقررات وغيرها.

أما بخصوص سلبيات نظام التعليم عن بعد، فمن وجهة نظري الخاصة، أنه يحتاج مزيداً من العمل على ضبط آلية الاختبارات الإلكترونية وعمليات ربط الطالب به بشكل أكثر مرونة، لاسيما في ما يتعلق بعمليات حضور المحاضرات، وطبيعة مساقات الشرح، المعتمدة في الأصل على تواصل الطالب والأستاذ عن بعد، وهي برأيي أمور تتعلق بعنصري العملية التعليمية (الطالب والأستاذ)، أكثر مما تتعلق بطبيعة النظام الإلكتروني (التعلم عن بعد نفسه).

• ما أبرز الإجراءات للتعامل مع الجائحة لاستمرار التعليم الأكاديمي؟

- تعتبر «الآداب»، إحدى أولى الكليات التي سعت إلى الأخذ المباشر بعملية التدابير الاحترازية والطبية، فمثلاً منعت وبشكل كامل الاختبارات الحضورية أو حضور الطالب لقاعات الدراسة، كذلك استطعنا في الفترة الماضية، تسجيل أعداد كبيرة في المقررات المطروحة من الكلية. ومع عدم وجود السعة المكانية (الصحية)، تم اتخاذ قرار من مجلس الكلية، بتحويل جميع الاختبارات الي إلكترونية، ووجدنا صعوبة في بداية الأمر، إلا أن الأمر الآن، ولله الحمد، جيد جداً ونتائجه مبشرة للغاية.

إيجابيات وسلبيات

أكد الهاجري أن الطالب والأستاذ أصبحا أكثر إدراكاً بأهمية النظم الإلكترونية في التعليم، كما أصبح الطالب أكثر قدرة على الاعتماد على عمليات البحث للعثور على المعلومة واستخدامها عبر فضاءات الشبكة العنكبوتية، إضافة لتنامي إحساس الطالب بالمسؤولية المباشرة. أما أبرز السلبيات والمعوقات التي نلمسها، وإن شاء الله في طريقها للحل، هي ضبط عملية التقييم بشكل أكثر مرونة، إضافة للبحث عن أنشطة جاذبة للطالب في ما يتعلق بحضور المحاضرات، وأخذ التوجيهات إلكترونياً في المادة أو المحاضرة.

المجتمع مثقف وواعٍ

أشار الهاجري إلى أن المجتمع الكويتي مجتمع مثقف وواع، وإن كان هناك جوانب قصور بالوقت الحالي، فإن ذلك برأيي يعود لما نعيشه اليوم من تجاذبات وأزمات وصراع سياسي، انعكس وقعه على مختلف مناحي وأنشطة الحياة في الكويت، لا الثقافة فحسب، بل تعداها أيضا نحو كثير من الأنشطة الحياتية الأخرى، كالصحة والتعليم، وإن كانت هذه المشاهد في حقيقة الأمر، لا تعكس واقع وقيم وثقافة الكويت الحقيقية.

12 ألف طالب في مقررات «الآداب»

بيّن الهاجري أن الأعداد المتزايدة تعتبر من التحديات التي تواجه الكلية، من حيث استيعاب الكثافة الطلابية، ذلك أن المسجلين في مقررات كلية الآداب يتجاوز 12.6 ألف طالب وطالبة، والتزاحم كان دائماً موجوداً في مرافقها وقاعاتها، حيث نعمل بالوقت الحالي على وضع رؤية لما بعد انتهاء الجائحة، إن شاء الله، بالنسبة لها وما يتعلّق بالفصول الدراسة والقاعات أيضا نرى ضرورة الاستمرار والتوسع في عمليات التسجيل الالكتروني، والذي أثبت فاعليته بشكل كبير.

رسالة إلى النخب والشباب...هويتنا الكويت

وجّه الهاجري رسالته للنخب والشباب الكويتي، قائلاً إنه «بعد سنوات طويلة قضيتها في البحث، فإن الكويت مجتمع متميز يمتلك هوية منفتحة على جميع الثقافات والحضارات، هوية لا تزال تتفاعل وتتبادل الأخذ والعطاء، لذا ستبقى القدرة على الكتابة عن هذا الوطن والمجتمع، متعلقة بالأساس في قدرة مؤرخيه وآدبائه ونخبة على قراءة هذا الواقع، من دون الانجرار إلى صراعات أو تجاذبات وتحزبات، فجميعنا يحمل هوية الكويت وينتمي لها، وهذا هو المشهد الذي يجب ألا يغيب عن الجميع، ليس فقط أدباء وكتاب ونخب الكويت فحسب، بل كل من يعيش على ترابها».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي