No Script

رأى بأن المشكلة تكمن في أن الشخص يصبح قيادياً «بكيفه»

يعقوب الشطي: أقترح تشكيل مجلس أعلى لتطوير الرياضة

الشطي متحدثاً إلى الزميل بلال غملوش	 (تصوير نايف العقلة)
الشطي متحدثاً إلى الزميل بلال غملوش (تصوير نايف العقلة)
تصغير
تكبير

اقترح الرياضي المخضرم الدكتور يعقوب الشطي تشكيل مجلس أعلى استشاري يضم رياضيين قدامى ويضع توصيات فنية يتم رفعها الى الهيئة العامة للرياضة بغية التطوير، مناشداً سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد العمل على الإنشاء والإشراف على المجلس الذي يمكن اختيار 9 أعضاء منه عبر الانتخابات، شرط أن يكونوا من الرياضيين الذين سبق لهم أن مثلوا المنتخب لمدة 10 سنوات على الأقل، مع حيازة شهادة جامعية.

وألقى الشطي الضوء على عثرات تحول دون تقدم الرياضة، ومنها الظلم المحيق بأبنائها القدامى الذين لم يحظوا بتكريم، وسط تجاهل لإمكاناتهم من الاندية والاتحادات و«الهيئة»، مشدداً على ان هناك شخصيات عديدة تقلّدت مناصب عليا، دون أي خبرة عملية او ممارسة للعبة، مثلما حصل ويحصل، على حد قوله، في اتحاد السباحة، على سبيل المثال.

كما عرض الشطي ذكريات ووقائع تاريخية وحالية تحمل هموم الرياضة وأسباب تراجعها، مقرونة بآراء صريحة وجريئة.

هل يمكن أن تمنحنا فكرة عن مسيرتك؟

- بدأت سبّاحاً في نادي القادسية في 1962 واعتزلت في 26 أغسطس 1986. كما مارست كرة اليد والكرة الطائرة في نادي التضامن، وعاصرت في بدايتي نجوماً في الألعاب كافة.

كان اللاعبون يكافحون مع الأندية والمنتخبات ويحملون الأمانة ويقاتلون لتحقيق مراكز متقدمة، ليس للشهرة فحسب، بل لتبقى الكويت عالية برجالها في شتى المجالات.

كان هناك أبطال يشار إليهم بالبنان رغم قلة الإمكانات من ناحية المدربين والأجهزة الطبية والرياضية. لم نملك مسابح مغطاة في مدارس صلاح الدين والشويخ والشامية، لكنها توافرت في ما بعد في أندية القادسية وكاظمة والحضارة في الأحمدي.

لعبت مع منتخب كرة الماء ضد إنكلترا وفزنا بهدفين في 1972 داخل حمام سباحة مفتوح بدرجة حرارة بلغت 2 تحت الصفر رغم فوارق البنية الجسمانية بين المنتخبين والتي كانت ترجّح كفة الإنكليز. لكن نجومية المرحومَين بدر عبدالرحيم لاعب الشباب وعبدالله عبدالرحمن، محمود الغضبان وفوزي بورحمة، صنعت الفارق.

في 1975، شاركت في دورة الألعاب الآسيوية في طهران، وخلال خوضي سباق 200 متر صدر، عمدت الى إزاحة الثلج، وفي هذه الحالة، يختلف النفس وينقص الأوكسجين. ورغم هذه العوائق، كنا نفوز.

أذكر بأن السباح أحمد عبداللطيف وخلال مشاركته في سباق 200 متر حرة، وقبل الوصول الى النهاية، وقف متجمّداً، لكن الولاء للوطن جعله يتحدّى الصعاب. والأمر كذلك لسباحي 200 متر ظهرا وصدرا.

في الدورة الألعاب العربية الرابعة في سورية في السبعينات، فزنا على مصر وسورية ولبنان والجزائر وتونس، وهذا دليل كفاح لاعبين وجهد مدربين أمثال طه الجمل وعلي توفيق، وآخر صيني، لكن الروح لا يصنعها المدرب، إنما يجب ان تتوافر في اللاعب الذي يضع نصب عينيه ان الشارع الرياضي ينتظر منه الانجازات.

ولا بد من الإشادة بجهود رئيس اتحاد السباحة الراحل عبدالحميد حجي وعلي نجف، في تلك الحقبة.

نشعر راهناً بالظلم على واقع الرياضيين القدامى، لأنهم لم يحظوا بالتقدير والتكريم مقارنة بمكافآت مجزية نالها رياضي أحرز ميدالية أولمبية في لعبة فردية في ظل غياب دول متقدمة مثل روسيا وبولندا وإنكلترا والولايات المتحدة. بعد فوزه بالميدالية، حصل على قطعة أرض و100 ألف دينار ومنزل. على كل حال، نحن فخورون بالعطاء الذي قدمناه في الماضي.

من برأيك المسؤول؟

- لا يسعني هنا سوى أن أسأل الهيئة العامة للرياضة عما قدمت للقدامى. لا انحاز الى طرف، انما أتكلم من منطلق قناعات داخلية دون تجريح. هناك تناقض بين وزارة الشؤون الاجتماعية و«الهيئة» والاتحادات. مدير عام «الهيئة» حمود فليطح كافح لاعباً وإدارياً، وقبله الشيخ أحمد المنصور وفيصل الجزاف وغيرهم، إنما ما هو الدور الذي قاموا به؟ أين مركز إعداد القادة في الخالدية؟ ربما يعود السبب الى الخلافات التي أثّرت عليه وأنهت دوره.

الامور محزنة، هناك مناصب قيادية يُفترض ان يقودها أصحاب اختصاص لم يصلوا اليها. هناك أشخاص يديرون الدفة ولا يفقهون شيئاً، وهذا ليس ذنبهم بل ذنب من أوصلهم اليها. كما أن هناك قيادياً في اتحاد السباحة لم يخض حتى سباق 200 متر وأصبح أميناً للسر.

أحزنني ما قاله أحد الإعلاميين «ذبحتونا بالحديث عن الجيل الذهبي للكرة الكويتية. ماذا قدم هؤلاء للرياضة؟ لعبوا كرة القدم. خير يا طير».

كذلك، ماذا فعل القادسية للاعبيه الذين اعتزلوا وانا واحد منهم؟ لم ينظم لي مهرجان اعتزال ولم يجرِ التفكير في إيفادي لدورة تدريبية خارجية. هل يريدون أن أتوسل لهم لتحقيق ذلك؟

ما هي مكامن الخلل التي أدت الى تدهور الرياضة راهناً مقارنة بالعصر الذهبي؟

- مشكلتنا تكمن في أن الشخص يصبح قيادياً «بكيفه» وهو لا يفقه حتى معنى الكر والفر. الرياضة بحاجة لمن يتخذ القرار. مثلا، رئيس اتحاد كرة القدم الشيخ أحمد اليوسف، خلوق ويغار على بلده، لكن أين خبرته؟ هل لعب من قبل؟، لا. كيف للقيادي ان يقود وهناك أناس تقوده؟

فواز الحساوي من خيرة الرجال خُلقاً وأدباً، حاربوه حتى دفعوه لمغادرة القادسية وهو ابن النادي. وفّر إمكانات مادية كبيرة عبر التعاقد مع مدربين جيدين على نفقته، ورغم ذلك قال له أعضاء النادي في لقاء إعلامي «انت بس تدفع». يا لها من إهانة، ومع ذلك تقبلها بصدر رحب. لم يبخل على اللاعبين بالدعم المادي رغم انني اعارض ذلك، لأنه يجب إنشاء صندوق للاعبين في كل ناد يشرف عليه اللاعبون أنفسهم ويكون عونا لهم عند الحاجة.

من أسباب تدهور الرياضة أيضاً التخبط في القرارات وتدخل اشخاص لا علاقة لهم بها، وغياب «الهيئة» لفترات واختفاء ولاء اللاعبين.

لا يسعنا سوى ان نطالب بتفريغ كامل للقيادات مع التعويض عليهم والمشاركة في دورات تدرييبة مكثفة ثقافية وتعليمية. أتمنى ترشيح فلطيح لمنصب وزير الرياضة رغم ان هناك أشخاصاً آخرين يستحقون المنصب.

السباحة انتهت رغم سيطرة الكويت على البطولات الخليجية والعربية. اتحادها لم يُكلّف خاطره الاتصال بالسباحين القدامى ويطلب منهم الإشراف على المنتخبات أو الاندية. الغريب ان 90 في المئة من اعضاء الاتحاد الراهن لم يمارسوا اللعبة، لذا لا يعرفون تاريخنا.

ما هو الاقتراح الانسب لتطوير الرياضة؟

- تشكيل مجلس استشاري يضم رياضيين قدامى يضع توصيات فنية يتم رفعها الى «الهيئة» بغية التطوير، لكن هل انه مطلوب من هؤلاء الرياضيين إنشاء المجلس؟ لا، هذا ليس من حقنا. هناك قنوات تبدأ من وزارة التجارة التي تستأنس برأي اللجنة الأولمبية او الاتحادات، ثم هناك «الهيئة». هذه فرصة أقولها لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، إذ نعلّق على سموه الآمال في تأسيس المجلس الاستشاري تحت مسمى المجلس الأعلى للرياضة يكون تحت إداراة سموه وتعتبر قراراته نافذة.

واقترح ان يتم اختيار المجلس من 9 أعضاء عبر الانتخاب شرط أن يكونوا رياضيين سبق لهم تمثيل المنتخب لـ10 سنوات على الأقل، مع حيازة شهادة جامعية. أوجه الرسالة الى سمو رئيس مجلس الوزارء لتنبي الفكرة وانتشال الرياضة قبل فوات الآوان، لأنه رجل دولة وقرار.

هل أنت مبتعد عن الوسط الرياضي بمحض إراداتك؟

- ابتعدت عن الوسط لأنه لا يحترم القدرات ولا يفكر في النهوض. إذا كان هناك من يحاربك، فمن الأفضل ان تحترم نفسك وتنسحب. كما أنني لم أتلق أي دعوة لإبداء رأي فني، لذا من الأفضل إنشاء مجلس استشاري.

كيف توجه الجيل الحالي لتحقيق الإنجازات؟

- الأَوْلى اختيار العناصر الشابة المدربة المثقفة، وعدم الاهتمام بالإشاعات. أقول لهم فكروا كيف ترتقون بالرياضة وبأنفسكم. الدول لا تقاس بثرواتها إنما بوعي الشعب. التفوا حول القيادة الحكيمة ولا تتدخلوا في ما لا يعنيكم، وكونوا قدوة لغيركم. ناقشوا بأدب وأحبّوا بلدكم دون تفضل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي