No Script

فقهاء لم يجيزوا تطبيقها مؤكدين أن إجراءات «الأوقاف» الاحترازية كافية... والخائف يُصلي في بيته

الجائحة لم تصل إلى مرحلة... «جمع وقصر» الصلوات

تصغير
تكبير

مع اتخاذ الحكومة عدداً من الإجراءات الاحترازية الجديدة، في مواجهة الارتفاع المطرد بإصابات فيروس كورونا المستجد، والتحوط من تسلل السلالة المتحوّرة له، طرح بعض المهتمين قضية جمع الصلوات وإمكانية قصرها، في إطار إجراءات المساجد الصحية، ولكن ذلك لم يلقَ قبولاً شرعياً وفقهياً.

فقد رأى عدد من الفقهاء الشرعيين أن مسألة القصر والجمع في الصلوات المكتوبة في المساجد أمر لا يصح حالياً، مؤكدين أن طرح هذه المسألة والحاجة إليها تكون في وقت النوازل الكبرى والتي تحتاج إلى اجتماع هيئة للفتوى فيها، وأن القصر والجمع لا يكون إلا في حالات حددتها الشريعة وهي غير متوافرة في جائحة كورونا حالياً.

وبيّن الفقهاء أن جمهور العلماء يرون بعدم جواز القصر والجمع في المساجد، لتقليل عدد مرات ارتياد المصلين للمساجد بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة في مكافحة فيروس كورونا، مشيرين إلى أن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها وزارة الأوقاف كافية، وأن من يخاف على نفسه أو شعر بالمرض فليزم الصلاة في بيته.

عضو لجنة الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ الفقيه الدكتور أحمد الحجي الكردي، قال لـ«الراي» إنه «لا يجوز القصر والجمع في المساجد بسبب الإجراءات الاحترازية المتبعة في مكافحة فيروس كورونا، فجمهور الفقهاء لا يجيزون هذا الأمر إلا في سفر أو مطر شديد أو رياح شديدة.

وفي ظني إن تداعيات فيروس كورونا الحالية لا تدعو إلى القصر والجمع، ولا يوجد ما يدعو لذلك، وإن مذهب الجمهور لعدم جواز القصر والجمع في ظل جائحة كورونا وأنا مع مذهب الجمهور».

من جهته، قال الشيخ جاسم العيناتي إن «مسألة القصر والجمع في ظل جائحة كورونا من النوازل الفقهية الكبيرة التي تحتاج إلى هيئة فتوى.

فالقصر يكون في حق المسافر والخائف من قتال فقط وليس من المرض، وأما الجمع فالمسألة مقيدة بالضرورة».

وأضاف العيناتي «في ظل تداعيات جائحة كورونا لم نصل للضرورة التي تجعلنا ندرس هذه المسألة من الجانب الفقهي المفصل، فحتى الآن لم نصل إلى مرحلة خطيرة جداً في تفشي الوباء.

وكان هناك منع تام للصلاة في المساجد وتبعتها إجراءات احترازية متعددة مطبقة حالياً، وعليه لا أرى في مسألة القصر والجمع حالياً».

بدوره، قال الإمام والخطيب في وزارة الأوقاف الشيخ الدكتور جاسم الجاسمي لـ«الراي» إن «الله تعالى يقول في كتابه (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً)، فالله أمرنا بأداء الصلوات في وقتها ولا يجوز تغييرها إلا لعذر شرعي.

ومسألة الأعذار في الجمع ذكرها أهل العلم، بأنها تكون لمطر أو خوف أو مرض، وفي ظل كورونا والإجراءات الوقائية والصحية التي أمرت بها وزارتي الأوقاف والصحة والمطبقة في معظم مساجد الكويت وهي التباعد بين المصلين مع وجود السجادة والكمام نرى أنها اسباب كبيرة وكافية للبعد عن هذا الوباء».

ولفت الجاسمي إلى أن «مسألة الجمع بين الصلوات في جائحة كورونا لا أرى لها سبباً ولا مبرراً ولا داعياً، خصوصاً أن المسلم قادر على أن يصلي في بيته مرفهاً منعماً ويصلي الصلوات في وقتها، والحمد لله المسلم ليس ممنوعاً من الصلاة، فحضور المساجد على رأي جمهور الفقهاء أن صلاة الجماعة مستحبة، وحتى القائلين بوجوب حضور صلاة الجماعة قالوا إنه من أصيب بهذا الوباء لا يجوز له الحضور وسقطت عنه الجماعة، ومن يخاف على نفسه لمرض أو لسبب معين جاز له ألا يذهب للمسجد حفاظاً على نفسه وحفاظاً على الناس».

وتابع «لذلك إذا فتح باب الجمع بين الصلوات بسبب فيروس كورونا، فأخشى أن يكون باباً لن يغلق لفتح باب الجمع لكل الأمراض المنتشرة في هذا الزمان، من انفلونزا الخنازير والإبل والفيروسات الموسمية. ومن الممكن أن أي إنسان يفتح هذا الباب لأي سبب كان، وما أراه أنه لا داعي للجمع وليس هناك سبب شرعي لذلك، ويكفي للمسلم إن لم يخف على نفسه ويخشى على نفسه أن يصلي في المسجد ملتزماً بالتعليمات الصحية، وإن كان مصاباً بهذا المرض أو خشي على نفسه جاز له أن يصلي في بيته، ولا مبرر شرعياً للجمع بين الصلوات، وللحفاظ على مكانة الصلاة وتعظيماً لشأنها وحفاظاً على وقتها لا أرى مشروعية الجمع في هذا الأمر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي