No Script

شيوعية.. بس لابسة جينز !!

تصغير
تكبير

إذا أردت أن تطاع فامر بما يستطاع، والمستطاع كان متاحاً لفترة طويلة مضت، عام كامل والناس تتحمل وتصبر وتحتسب وتستنزف مدخراتها وتستنزف أعصابها وقدرتها على التحمل لأجل الوفاء بالتزاماتها التي فرضتها عليها قرارات حكومية أمرت بالإغلاق وتنصلت من مسؤولياتها تجاه نتائج ما تأمر به.

الناس لم تقصر مهما اتّهمتهم الحكومة بالتقصير، والناس ليسوا سيئين مهما لوحت لهم الحكومة بما يفهم منه هذا، بل لقد التزم الناس كثيراً وغيروا سلوكياتهم المتوارثة من مئات السنين مثلما سيطروا على سلوكياتهم الشخصية وعاداتهم لكي لا يخذلوا حكومتهم ولا يزيدوا العبء على أبنائهم في الكوادر الطبية والصفوف الأولى.

هذا ما حدث طوال السنة المنصرمة وما حصل فيها من مشاكل وكان بالدرجة الأولى نتاج أخطاء حكومية قاتلة مثل اضطراب التعامل مع القادمين من دول التفشي سواء أوروبا أو أفريقيا أو آسيا.. إضافة لارتباك ما قبل الإعلان عن الحظر الجزئي ثم الكلي بما رافقه من هلع وتدافع على الشراء ورافق ذلك اكتظاظات بشرية مريعة ما كان لها أن تكون لولا تلك الأخطاء الحكومية.

ولكن، سمعنا وأطعنا وقبلنا أن تُلبِّسنا الحكومة «الطاسة»، وقبلنا أن نشعر بالذنب الذي لم نرتكبه، وقبلنا أن نسمع اللوم والتقريع والتهديد رغم أن من أرعبنا ودفعنا الى كل ذلك كانت الحكومة وهي تقودنا معها الى المجهول! فعل الناس ما عليهم وأكثر مما عليهم، فخالفوا الفطرة الطبيعية (المال والبنون)، وخسر الناس أموالهم بإرادتهم، وأغلقوا أبواب رزقهم بأياديهم، وقدموا نماذج فريدة من التضحيات بالمال لم تجد أي صدى يذكر لدى «ماما حكومة».. الحكومة المدللة التي تعرف كيف تبذخ وتفسفس ولا تعرف كيف تدبّر، الحكومة التي تحب لوم الآخرين دوماً.. ولكنها تظن أنها لا تخطئ!! الحكومة التي قالت لنا مراراً وتكراراً أفلسنا وسنعجز عن دفع الرواتب.. ولكن شيئاً من هذا لم يحدث.. الحكومة التي خسرتنا كل المدخرات بسوء أفعالها وتلتفت علينا اليوم وكأنها ترغب في «تشليحنا» كل ما بقي مما نملك ! ومع استمرار منهج اللوم الحكومي للناس وأصحاب الأعمال ممن تكبدوا الخسائر تلو الخسائر، استمرت الأخطاء الحكومية بلا رادع ولا محاسب، ووجدنا عين الحكومة القاسية على الصالونات والنوادي والحضانات والمطاعم والمقاهي رخوة ناعمة تجاه السياسيين، فلم تعقد حاجباً بغضب، ولم تنبس ببنت شفة على منصة الناطقين الحكوميين التي لا تعرف غير لوم الناس واستعراض نجاحات الحكومة، وكأنه إعلام شيوعي لكنه يرتدي الجينز والتي شيرت ليبدو عصرياً وهو في الحقيقة إعلام موغل في فكر الخمسينات الذي أكل عليه الدهر وشرب وتجشأ، وتركت ذات الحكومة قرعة الانتخابات والفرعيات ترعى مستخدمة استراتيجية «طاف» اللا-طبية والتي لم تأمر بها أي منظمة صحية في العالم.

واليوم، من جديد، بعد كل مرحلة فشل أو خلل أو تحور لا ذنب لنا فيه، نجد حكومتنا التي لا تخطئ تقرر تحميل الناس الأخطاء من جديد.. وكأنها تقول لهم أنتم المخطئون، تحملوا واخسروا جهود وسنين عمركم ومدخراتكم،، سحقاً لكم من أنتم أمام المتحور واللا-متحور !!.. اغلقوا مصالحكم واخسروا ذواتكم،.. واشحذوا واخرسوا ألا تبا لكم ولأعمالكم.

والآن، آن الأوان لكم انتم أيها الحكومة أن تسمعوا.. لقد حذرناكم مراراً وتكراراً من الجوائح المرافقة للجائحة الطبية، ومن الجوائح الناجمة عن جوائح تخليكم عن دوركم الريادي الحقيقي المطلوب، ومن مخاطر ركونكم إلى منهج «اللطم» ليل نهار، واللوم والعتاب والتجريح في حق من ضحوا بكل شيء.. بدلاً من إيجاد الحلول لهم أو تركهم في حالهم ليبحثوا هم عن الحلول.

اليوم، بعدما طفح كيل التحمل، وملأت صرخات المظلومين بأخطائكم الأرجاء..نعيدها عليكم اليوم..

كفاكم وعيداً وتهديداً ووقوعاً في مستنقع سوء التقدير مرة بعد مرة.. واتحفونا بحلولكم لمشاكلكم ومشاكلنا.

والسلام على من اتبع الهدى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي