ماجد الكدواني: عشت في الكويت نصف عمري وأعشق عبد الحسين عبد الرضا وحياة الفهد

تصغير
تكبير
| القاهرة - من عزت أبو النصر |

استطاع الفنان المصري الشاب ماجد الكدواني ببساطة وتلقائية وموهبة، أن يجد لنفسه مكانا في قلوب وعقول الجمهور العربي.. من خلال أعماله التي شارك فيها سواء كانت سينمائية أو تلفزيونية أو مسرحية، من البدهي أنه مقل في اطلالاته التمثيلية انطلاقاً من تقديره لأهمية المسؤولية الملقاة على عاتقه وسواه من فناني جيل الشباب - عصب الساحة الفنية في هذا العصر - فلا يقدم إلا ما هو مقتنع به ويساعده في إبراز الجوهر الحقيقي للرسالة الفنية.

في كواليس أحدث أعماله المسرحية التي يقدمها على خشبة المسرح القومي المصري وهي مسرحية «الإسكافي ملكا» تحدث الكدواني لـ «الراي» من خلال هذا اللقاء الذي اتسم بالبساطة والتلقائية... وإلى نص الحوار:



• من هو ماجد الكدواني؟

- اسمي «ماجد نبيل محمود الكدواني».. خريج كلية الفنون الجميلة العام 85. ثم خريج المعهد العالي للفنون المسرحية العام 95، متزوج وزوجتي كانت زميلة لي بكلية الفنون الجميلة، ولدي طفلانّ «يوسف - 11 سنة» و«ساندرا - 7 سنوات»، وأعمل ممثلا، وأنا من مواليد شبرا.. أقدم أحياء القاهرة وقضيت المرحلة الأولى من عمري من سن الطفولة إلى سن 18 سنة بالكويت، وتلقيت فيها جميع مراحلي التعليمية من تمهيدي إلى الثانوية العامة وتنقلت ما بين الجابرية وحولي والسالمية والكويت لها مكانة خاصة في نفسي.

• كيف كانت البداية بالنسبة لك؟

- صدقني أنا لم يخطر ببالي أبدا أن أصبح ممثلا أو أن أدخل مجال التمثيل فبعد عودتي من الكويت التحقت بكلية الفنون الجميلة قسم الديكور المسرحي، وشاءت الظروف أن نشترك كطلبة في إعداد ديكور أحد الأعمال المسرحية داخل الكلية وكانت البداية،  فقد تعلقت بكل ما له علاقة بالعمل المسرحي من ديكور وإضاءة، وكنت أجلس في المسرح بالساعات لكي أرى البروفات كل يوم.. ويوما بعد يوم زاد تعلقي وحبي للمسرح، والتحقت بفريق التمثيل في الكلية وواظبت على المشاركة في جميع الأعمال المسرحية التي قدمتها الكلية، وكنا كل عام نقدم عرضين «عرضاً للكلية وعرضاً للجامعة».

 إلى أن التقيت مع الدكتورة سميرة محسن والدكتور أشرف زكي وكان وقتها معيدا بالمعهد العالي للفنون المسرحية أثناء إشرافهما على أحد عروض الكلية وطلبا مني الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية والتحقت بالمعهد العام 90 وأثناء دراستي شاركت في بعض الأعمال.

وكانت البداية عندما رشحني أستاذي الراحل كرم مطاوع للمشاركة في مسرحية «727» مع الفنان محمود عبد العزيز ثم مسرحية «شابورة» ومسرحية «باللو» ثم الاشتراك في أعمال تلفزيونية منها: «أرابيسك» و«زيزينيا» و«الفرار من الحب» و«جسر الخطر»، وأخيرا مسلسل «أحلامك أوامر» مع ماجدة زكي.

• وكيف كانت الانطلاقة إلى عالم الشهرة؟

- كانت الانطلاقة القوية بالنسبة لي مع السينما في فيلم «عفاريت الأسفلت» مع الفنان محمود حميدة وإخراج أسامة فوز، حيث كان هناك دور «حلزونة»، وهو من الأطفال المنغوليين، وقد كانت الصدفة وراء ذلك، حيث أراد أسامة فوزي أن يأتي بطفل حقيقي من هؤلاء الأطفال، ولكن لم يستطع لسببين «أولهما» أن هؤلاء الأطفال لن يستطيعوا التمثيل، ثانيا: أن أهاليهم كانوا رافضين.. ولذلك طلب أسامة فوزي من الدكتور محمد لطفي - أستاذي في المعهد الذي كان يدرس لي مادة «تمثيل تلفزيوني وسينمائي» - ترشيح واحد منا وعمل لنا اختبارا عمليا وطلب من الكل أن يرتجل ويقدم شخصية منغولية، وأثناء عرض مسرحية «ديوان البقر» التقيت مع أسامة فوزي والفنان محمود حميدة وشرحا لي الشخصية، التي سوف أؤديها.. والحمد لله قدمت الشخصية وكنت في منتهى السعادة وبعد عرض الفيلم بدأت الأعمال تعرض عليّ.

• كيف تصنف نفسك وما هي شروطك للعمل؟

- أنا ممثل أمتهن مهنة التمثيل وتعلمت في المعهد كيف أكون ممثلا.. أي كيف أمثل الدور سواء كان كوميديا أو تراجيديا، وإن كان الناس يعتبرونني ممثلا كوميديا فهذا إطراء لي لأن الكوميديا أصعب أنواع التمثيل، لأنك المفروض أن تضحك الناس من خلال الشخصية ويجب أن تكون هناك مصداقية في أدائك.

أما شروطي فليست شروطا بالمعنى الحقيقي، ولكن شروط واجب توافرها في أي عمل أقدمه سواء سينما أو مسرح أو تلفزيون.. وأهمها الجهة الإنتاجية وهي أهم عوامل نجاح أي عمل فني.. كلما كانت قوية وتقدم للعمل كل ما يطلبه للمساعدة على نجاحه.

ثانيا: الورق الموضوع بشكل عام، ثم دوري، وأنا صدقني لا أنظر إلى الكم بل إلى الكيف ويمكن دوري في«الرهينة» لم يتعد «14» مشهدا ولكنني قدمته لأنه أعجبني.

ثالثا: المخرج الذي سوف يوجهني في عملي مهم جدا لأنه بتوجيهاته سوف يخرج مني الأفضل بالنسبة للدور.

• وأين تجد نفسك أكثر في السينما.. أم التلفزيون.. أم المسرح؟

- كل مجال له ميزاته.. فالسينما هي التي تؤرخ للفنان من خلال ما يقدمه، وقد عرفنا كل نجومنا الكبار من الأجيال السابقة من خلال السينما وأعمالهم الكبيرة التي لاتزال خالدة في عقولنا وقلوبنا.. والسينما لها بريقها الخاص، فالعمل أمام كاميرا السينما له مذاقه الخاص.. أما التلفزيون فهو النافذة التي أطل من خلالها على الجمهور وهو الذي قدمني للناس وعرفهم عليّ وحقق لي الشعبية، والعمل التلفزيوني حساس جدا.

• كيف؟.

- لأنني أدخل إلى الناس في منازلهم دون استئذان وعليّ أن أكون ضيفا خفيف الظل، ولذلك أنا مقل بعض الشيء في التعاون مع التلفزيون حتى لا يملني الناس وأكتفي بعمل واحد في السنة أو السنتين.

• وماذا عن المسرح؟

- المسرح هو عشقي الأول الذي ولد داخلي بالصدفة والذي بمجرد أن وطئت خشبته عشقته وأحببته.. فهو أكسير الحياة بالنسبة لي.. ففيه ألتقي مباشرة مع الجمهور، وفيه آخذ مكافأتي مباشرة من الجمهور، وفيه ميزة أخرى لا نجدها في السينما أو التلفزيون.

•ما هي ؟

- التواصل والتسلسل المنطقي في أحداث العمل «البداية والوسط والنهاية» وهذا يجعل الفنان متعايشا مع العمل الذي يقدمه على خشبة المسرح عكس العمل التلفزيوني والسينمائي فمن الممكن أن تصور النهاية أولا ثم البداية ثم الوسط حسب الديكور وهذه الميزة أعطت للمسرح حلاوته.

• ما رأيك فيما يــــقدمه أبـــــناء جــــيلك ؟

- بصراحة أبناء جيلي متحملون مسؤولية كبيرة وهي مواصلة المسيرة الفنية التي تسلموها من الجيل السابق والذي تسلمها بدوره، من الجيل الذي سبق وكل جيل استطاع أن يقدم شيئا، وجيلي معذور لحالة الازدهار الكبير الذي يختلط فيه الحابل بالنابل، ويمكن أن أذكر جملة سمعتها من الفنان الكبير النجم عادل إمام وقد قالها لي : لا ينفع أن تصنع الصدفة للنجاح، فنحن إذا قدمنا فيلما كوميديا، ناجحاً ترانا نجري وراء هذا النجاح الذي قد يكون للصدفة دور كبير فيه ونقلده ونقدم كل الأعمال كوميدية وهذا خطأ يقع فيه الكثير.

 فالسينما عبارة عن كوكتيل أعمال فيها الكوميدي والتراجيدي والأكشن والرومانسي والغنائي الاستعراضي يعني «منوع» وعلينا أن نقدم هذه التنويعات كلها حتى نرضي جميع الأذواق.

• يقال أنكم الجيل الأكثر حظا ؟

- هذا يقال لتعدد الفضائيات التي لم تكن موجودة في الزمن السابق، ولكن أحب أن أقول ليس ذنبنا أننا أبناء زمن الفضائيات التي تشكل سلاحا ذا حدين للفنان، فقد يعرض عمل لك على الفضائيات ويكون عملا سيئا أو دون المستوى فيسيء لك ويكون عائقا في استمراري، والعكس صحيح.

 ولذلك فإنني موقن تماما أن العمل الرديء لن يطرد العمل الجيد من السوق، والزمام في يد الفنان وعليه أن يتريث في اختياراته لأن الاستمرار سوف يكون للأحسن الأفضل.

• كيف تتعامل مع الشهرة ؟

- أنا إنسان بسيط وعادي جدا وأحب أن أعيش حياتي على طبيعتها.. والحمد لله لم تؤثر  فيَّ الشهرة ولم ولن تغيرني.. فإنني أحب حياتي سواء في بيتي مع أولادي أو في عملي أو مع أصدقائي بكل وضوح وبساطة.

 ودائما أشكر الله العلي القدير على ما أعطاني ووهبني من حب الناس لي وحبي لهم جميعا.. فأنا إنسان في المقام الأول والأخير، والإنسان يبقى حيا بعطائه للناس وحب الناس له.

• ماذا عن «الإسكافي» الذي تقدمه حاليا على خشبة المسرح القومي؟

- أنا سعيد جدا جدا بأنني أقدم هذا العمل على خشبة المسرح القومي الذي وقف عليه عمالقة التمثيل في مصر.. و«الإسكافي ملكا» نفسه نص رائع ومتماسك وقوي ويقدم فكرا.. فهو لكاتب من كبار كتاب المسرح في مصر والوطن العربي «يسري الجندي» وهو لا يحتاج للكلام عنه فتاريخه يتحدث عنه، والمخرج الفنان خالد جلال استطاع وبأمانة.. أن يبدع في إخراجه وقدمه برؤية جديدة جدا وجميلة أضافت للنص نفسه جماليات عديدة ورائعة.

• وهل وجدت نفسك في شخصية الإسكافي ؟

- لو لم أحب النص ما قدمته.. ورغم أنني أجسد من خلال المسرحية «3» شخصيات وهي شهريار والممثل والإسكافي فإنني أحببت الإسكافي ووجدت فيه الكثير من ماجد، فهو شخصية طيبة ومتفائلة ويدعو إلى الحب والسلام وهما سلاحه في محاربة الشر ما جعلها قريبة مني جداً،  كما أنني والحمد لله كذلك لا أحب الشر ولا أسعى إلى محاربته بالقوة، وأعتقد أن أقوى سلاح لمواجهة الشر لكي يسود السلام هو الحب.. فأنا الإسكافي والإسكافي أنا.

• ماذا تتمنى لعرضك المسرحي «الإسكافي ملكا» غير النجاح؟

- أولا طبعا أتمنى له  النجاح سواء داخل مصر أو خارجها وأتمنى أن أجوب به جميع دول الوطن العربي وأولها بكل صراحة الكويت.

• لماذا الكويت؟

- لأنها وطني الثاني.. فقد عشت فيها النصف الأول من عمري منذ نعومة أظافري إلى أن أنهيت دراستي الثانوية ولأن عيني تفتحت على الفن في الكويت وأحببت كل نجومها وعلى رأسهم عبدالحسين عبد الرضا، ولا أنسى له أبدا مسرحية «باي باي لندن»، كما أنني من عشاق حياة الفهد وسعاد عبدالله والراحلة مريم الغضبان وغانم سلطان وداود حسين وغيرهم، فقد كنت أتابع أعمالهم التلفزيونية والمسرحية، ولذلك أتمنى أن أقدم لهم أول أعمالي المسرحية التي يقدمها البيت الفني المسرحي التابع للهيئة، والذي أنا أحد أبنائها بحكم تخرجي في المعهد العالي للفنون المسرحية كعربون حب وامتنان للعشرة التي جمعتني بهم جميعا كفنان والجمهور وكشعب تربطني به صداقات عديدة وقديمة ولها ذكرياتها الخاصة في قلبي وعقلي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي