أمين سر اللجنة المركزية لـ «فتح» أعلنَ عودة الحوار الفلسطيني - الأميركي وفقاً لسياسة الإلتزام بحل الدولتين

جبريل الرجوب لـ «الراي»: نطالب بوجود الكويت في اللجنة العربية لإحياء عملية السلام

تصغير
تكبير

- بايدن لن يلتزم بكل قرارات ترامب ويريد الحوار... ونحن منفتحون
- بيان الأمناء العامين حدّد برنامج الدولة وبرنامج المقاومة الشعبية والتمسك بمنظمة التحرير ممثلاً وحيداً
- الانتخابات في الضفة وغزة ستُجرى تحت رقابة المجتمع الدولي
- مراسيم الانتخابات إنهاء لكل مظاهر الانقسام وتكريس لثقافة وسلوك الوحدة الوطنية
- من سيقاطع الحكومة بمشاركة «حماس» هو الاحتلال فإذا كانت هناك دول إرادتها محتلة فلن نتفاجأ ولا يعنينا
- من ينجح سيشكّل حكومة وحدة وطنية وبعدها نذهب إلى الانتخابات الرئاسية
- ما نود ممارسته في فلسطين «مَن ننتخبه لا بد أن نحترمه» وشعبنا واعٍ ومثقف

طالب أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» اللواء جبريل الرجوب، بأن تكون الكويت في اللجنة العربية لإحياء عملية السلام، إلى جانب مصر والسعودية والأردن والإمارات، مؤكداً أن علاقة الشعب الفلسطيني بالدول العربية مرتبطة بموقفها من الإجماع العربي ومن الدولة الفلسطينة، كعنصر واجب الوجود في معادلة صراع البقاء.

وأعلن الرجوب في حوار مع «الراي»، أثناء زيارته إلى الكويت، عن عودة الحوار الفلسطيني - الأميركي، بعد التواصل مع الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي أكد أنه لن يلتزم بجميع الخطوات التي قام بها الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، تجاة القضية الفلسطينية، وسيعود إلى السياسة التقليدية للإدارة الأميركية، الملتزمة بحل الدولتين وبإقامة الدولة الفلسطينية، وأن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني، بالإضافة إلى عودة المساعدات وعمل وكالة غوث اللاجئين «أونروا».

وأكد أن الانتخابات التشريعية في الضفة الغربية وغزة، ستُجرى تحت رقابة المجتمع الدولي، معتبراً أن مراسيم الانتخابات التي أصدرها الرئيس محمود عباس، تشكل إنهاء لكل مظاهر الانقسام وتكريساً لثقافة وسلوك الوحدة الوطنية، (في إشارة إلى تحديد موعد الانتخابات التشريعية في 22 مايو المقبل، والرئاسية في 31 يوليو المقبل، والمجلس الوطني في 31 أغسطس المقبل).

وأضاف: إن «من ينجح سيشكل حكومة وحدة وطنية، وبعدها نذهب إلى الانتخابات الرئاسية، ومن سيقاطع الحكومة بمشاركة (حماس) هو الاحتلال، فإن كانت هناك دول إرادتها محتلة لن نتفاجأ ولا يعنينا».

وفي ما يلي نص الحوار:

بداية نود الحديث عن اجتماع الفصائل الفلسطينية في القاهرة، في شأن الاتفاق على الأمور التقنية، لعملية إجراء الانتخابات المقبلة؟

- قدنا حواراً وطنياً ثنائياً مع «حماس»، وكل فصائل العمل الفلسطيني، بهدف إنهاء الانقسام، وبناء شراكة في كل مكونات النظام السياسي، كمقاربة عملية ومنطقية. وفي رأيي، حَظيَ الحوار بإسناد إقليمي وعربي وإسلامي، وفي المقدمة جمهورية مصر العربية، وتوصلنا لأسس صياغة الدستور، وهذه الأسس ارتكزت على اجتماع الامناء العامين، الذي عقد في 3 سبتمبر الماضي. والبيان الذي صدر بإجماع الأمناء العامين، حدّد برنامج الدولة، وبرنامج المقاومة الشعبية، والتمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني، وبناء شراكة من خلال الانتخابات، تلا ذلك «بيان إسطنبول»، حيث تم الاتفاق مع «حماس» على آلية تنفيذية للبدء في خطوات عملية لإجراء الانتخابات... نوعاً ما حصل تأجيل، لأن الموضوع ليس سهلاً، بسبب أن الثقة مفقودة، وعناصر الإفساد من الطرفين، وبعض الأطراف الاقليمية، وعلى رأسها إسرائيل، لها مصلحة في عدم إنجاز المصالحة، إلا أن العملية تمت بتعاون جميع الأطراف، وبحوار مباشر، وتوصلنا إلى ضرورة إصدار مراسيم بمواعيد، لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، والمجلس الوطني.

حالياً هناك دعوة مصرية وصلت لنا (أول من) أمس مع مدير المخابرات المصري، سلمها للرئيس محمود عباس (أبو مازن)، ونحن في بداية شهر فبراير، سنتوجه للقاهرة.

والأجندة ستكون مفتوحة واختيار آليات الرقابة والشرطة، التي ستشرف على الانتخابات، وموضوع سجل الناخبين والقضاء المشرفين على الانتخابات وطريقة إجراء الانتخابات.

فهناك ترسبات قديمة للانقسام الفلسطيني، عمرها 14 عاماً، تحتاج علاجاً وتشكيل لجان لدراستها، وتقديم تقرير للرئيس أبومازن، لمعالجة كل المشاكل بسبب الانقسام برؤية وطنية ومفهوم وطني، بغض النظر من المسؤول هنا أو هناك، وتحال إلى الحكومة، التي ستكون حكومة ائتلاف وطني لمعالجة الملفات.

هل تم الاتفاق على الجهة المشرفة على الانتخابات في غزة؟ هل ستكون «حماس» أم السلطة؟

- نحن شعب واحد. و«حماس» من نسيجنا السياسي والاجتماعي والنضالي، وعناصر الشرطة في غزة هم فلسطينون، وكذلك عناصر الشرطة في الضفة فلسطينيون أيضاً، ونحن لا بد أن نتفق على آلية الإشراف والرقابة.

هل توصلتم إلى آلية الرقابة والإشراف على الانتخابات مع «حماس»؟

- لا، لكن في الحوار سنتوصل إلى إتفاق، ونحدد مهام الشرطة واللجان الانتخابية، ونحدد المراقبين المحليين لأن الانتخابات، ستكون تحت رقابة المجتمع الدولي، والعالم سيشارك في الرقابة في الضفة وغزة، ونحن و«حماس» متفقون على الحوار والتوافق.

والمسألة الثانية، أن كل طرف يؤكد للطرف الآخر صدقية ونزاهة أدائه، وسيكون هناك ثقة متبادلة، وفي المحصلة النهائية نحن قيادات قادرة على حل مشاكلنا وخلق البيئة الآمنة هنا وهناك بتوافق.

وهناك رقابة ذاتية وموضوعية بإشراف اللجنة الانتخابات المركزية.

ولكن إطلاق المراسيم الرئاسية بداية، ووقف الملاحقات الأمنية على خلفية الانتماءات التنظيمية في الضفة وغزة، ووقف حالة الانقسام وتشكيل الحكومة الوطنية، انطلاقة لبدء سياسة الوحدة والمظلة الواحدة للشعب، وانتخاب الرئيس الخطوة الأولى... نحن شعب واحد وقضيتنا واحدة وقيادتنا واحدة وقرار واحد ووطني، ويتوج ذلك بمنظمة التحرير الفلسطينية ومجلسها الوطني ومجلسها المركزي واللجنة التنفيذية.

والمراسيم للدعوة للانتخابات فيها خط بداية ونهاية، وإنهاء لكل مظاهر الانقسام وتكريس مظاهر وثقافة وسلوك الوحدة الوطنية.

في حالة مشاركة «حماس» في الحكومة المقبلة، من المحتمل أن هناك دولاً ستقاطع الحكومة الفلسطينية...

- الاحتلال هو الذي سيقاطع هذه الحكومة، فإن كانت هناك دول إرادتها محتلة لن نتفاجأ، وهذا الأمر لا يعنينا.

نحن توافقنا مع الدول ذات الشأن، وعلى رأسها مصر والأردن، فهذه العملية الديموقراطية نمارسها ونحترم نتائجها، وهذه الوحدة الوطنية التي تركز عليها، ونحن ناقشنا المبادرة العربية، ومشروع الجامعة الدول العربية، وليس مشروع المطبعين والمهرولين.

ومن يتعامل مع فلسطين، أنها من النهر إلى البحر، فهو عمل معيب.

ونحن مشروعنا الإجماع العربي.

و«حماس» ملتزمة به.

والمشكلة مع إسرائيل.

وهناك دول عربية تبنت قضية المصالحة والانتخابات، وستحترم نتائجها.

والمشكلة مع الإسرائيليين لا يريدون أن نكون دولة ولدينا ديموقراطية، ولا يعترفون بحق تقرير مصيرنا، حسب القرارات الدولية الشرعية، وقرارنا نابع مع إرادتنا وسنكون جزءاً من الاجماع العربي، وجزءاً من القوة الديموقراطية، الملتزمة بالقرارات الشرعية.

هل نستطيع القول إننا لن نشاهد أزمة الانقسام السابق القائم منذ 2007؟

- أؤكد لك أن هناك إرادة وقراراً فلسطينياً عند «فتح» و«حماس» لكسر كل الحواجز.

ونحن ذللنا كل الصعاب، ونحن في مربع التوافق، وفي آخر 10 دقائق للذهاب إلى الانتخابات.

ونحن في حركة «فتح» تعاملنا مع الموضوع بأعلى درجات الشعور بالمسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه شعبنا وقضيتنا، ووجدنا المفهوم نفسه والالتزام نفسه لدى «حماس».

هل ستقبل جميع الفصائل الفلسطينية بنتائج الانتخابات؟

- نحن ملتزمون بإجراء الانتخابات، وملتزمون بإفرازاتها، وبحكومة وطنية، ومن ينجح سيشكل حكومة وحدة وطنية، لذلك الأخ أبومازن سيبقى رمزاً لوحدتنا الوطنية، وبعدها سنذهب إلى الانتخابات الرئاسية.

هل أبدى الرئيس عباس رغبة في خوض الانتخابات الرئاسية؟

-إلى الآن لم نناقش الموضوع. ونحن في حالة حوار.

وأنا كفتحاوي، أتطلع لبناء جبهة وطنية على برنامج الدولة، وبرنامج حرية الرأي وحقوق المرأة وسيادة القانون... شرطة واحدة سلاح واحد، قانون واحد، ومن يرغب بالتحالف معنا سنخوض الانتخابات مع بعض، في ما بعد نشكل حكومة مع بعض وبرنامج موحد، وما دام نحن في عملية ديموقراطية، وأنتم في الكويت لديكم عائلة حاكمة، لديها مفهوم الديموقراطية مفهوم ناضج، وأنتم تشعرون به، من الانتقاد والممارسة الديموقراطية وموضوع سحب الثقة، وغيرها من الممارسات الديموقراطية، ويبقى سمو الأمير رمزاً للوحدة والكبرياء وللاحترام، ولا مرة صار لديكم خلاف على دور سموه أو موقعه، وهذا الأمر نود ممارسته في فلسطين، ومن ننتخبه لابد أن نحترمه، وشعبنا واع ومثقف، ودفع فواتير ملحمية وبطولة ونضال.

هل تواصلتم مع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن؟

- طبعاً تواصلنا معه، و(غداً) الأربعاء يتسلّم مهامه رسمياً، وهناك اتصالات مشتركة.

وناقشنا مسألتين، الأولى العودة إلى السياسة التقليدية للإدارة الأميركية الملتزمة بموضوع حل الدولتين وبالدولة الفلسطينية، وأن الاستيطان غير شرعي وغير قانوني، بالاضافة إلى موضوع المساعدات ووكالة الاونروا.

هل ناقشتم مع الإدارة الأميركية المنتخبة موضوع اعتراف إدارة ترامب، بالقدس عاصمة لإسرائيل؟

- بايدن لن يلتزم بكل القرارات التي اتخذها ترامب وأدت إلى الإضرار بالفلسطينيين، ويريد فتح حوار، ونحن منفتحون على الحوار مع الإدارة الجديدة.

هل هناك دول عربية في طريقها للتطبيع مع إسرائيل؟

- نحن نحاكم الآخرين على ما نسمعه منهم، وليس ما نسمعه عنهم.

ماذا في آخر تطورات عمل اللجنة الرباعية العربية لإحياء عملية السلام؟

- اللجنة الرباعية من الأردن ومصر والسعودية والإمارات... ونطالب بأن تكون الكويت في الرباعية لإحياء عملية السلام.

كيف هي علاقتكم مع الدول العربية الآن؟

- علاقتنا مع الدول العربية مرتبطة بموقفها من الاجماع العربي ومن الدولة الفلسطينية كعنصر واجب الوجود في معادلة الصراع والبقاء ومنظمة التحرير الفلسطيني ممثلاً وحيداً للشعب الفلسطيني... والفلسطينيون عمالقة يختارون ممثليهم، وفلسطين حديقة وبها سور وبوابة.

من يلعب فيها ليس لنا علاقة به.

إذا ترشّح الغانم في فلسطين فسينجح

قال اللواء جبريل الرجوب، إن (رئيس مجلس الأمة) المناضل مرزوق الغانم إذا ترشّح في فلسطين فسينجح، لما له من شعبية وتاريخ نضالي كبير مع الشعب الفلسطيني.

فهو أخ راقٍ وديموقراطي ومناضل.

لن أترشح لأي موقع

رداً على سؤال، في حال عدم ترشح الرئيس محمود عباس إلى الرئاسة، هل ستعلن ترشحك لانتخابات الرئاسة، قال الرجوب: «أنا لا أسعى إلى أي منصب، وأنا مكلف من حركة فتح العظيمة، التي أعتز أن أكون عضواً فيها، وأعتقد أن الرئيس محمود عباس، مازال الشعب الفلسطيني بحاجة إليه، لحكمته ومصداقيته ومكانته في المجتمع الدولي، ونحن كفتحاويين، أبومازن رئيسنا، ونريد أن نناقش هذا الامر مع بقية الفصائل، وأنا شخصياً غير وارد لدي الترشح لا للانتخابات التشريعية ولا الرئاسية، وما أريده مشروع الدولة ومشروع شهداء الشعب الفلسطيني، ومن وقع في الاسر، ومن هم في الشتات، لتعود فلسطين منارة الديموقراطية والحرية».

حجبوا حتى الأوكسجين!

بسؤاله عن تراجع المساعدات العربية لفلسطين، قال الرجوب إنها توقفت تماماً بعد الإعلان عن «صفقة القرن»، بتعليمات من المستشار الأميركي (جاريد) كوشنر... و(الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد) ترامب و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، هما امتداد للفاشية العنصرية ولموسوليني وهتلر، وتقسيم العالم أبيض وأسود.

وأضاف «مع الأسف بعض الدول العربية وبتعليمات من كوشنر، أوقفوا عنا المساعدات، حتى الأوكسجين حجبوه عنا».

ترامب عارٌ على الديموقراطية والأسوأ بعد هتلر وموسوليني

قال الرجوب إن ترامب عارٌ على الديموقراطية الأميركية وعلى إرث أبراهام لينكولن صاحب مبادئ حقوق الانسان.

ترامب أسوأ نموذج بعد هتلر وموسيليني، وأكبر خطر على النظام، ويريد صياغة العالم بطريقته، ونتنياهو أكبر خطر أيضاً وهو صورة لترامب وخطر على استقرار الاقليم.

وترامب ذهب إلى مزبلة التاريخ، وأعتقد أن نتنياهو سيلحق به في الانتخابات المقبلة.

وهذه رابع انتخابات، وعشية كل انتخابات، ترامب كان يقدّم هدية لنتنياهو تساعده في الفوز في الانتخابات، وهذه المرة لن يجد شيئاً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي