No Script

رسائل في زجاجة

لا للترفيه

تصغير
تكبير

ما إن دخلنا سنة جديدة إلّا وظهر وباء أشد من الذي قبله، وما إن اقترب القضاء على الفيروس اللعين، إلّا وظهر فيروس أشد منه قوة، فأغلقت المطارات ودور السينما وبعض المجمعات والتباعُد في المطاعم، وإغلاق المقاهي وألعاب الأطفال - بينما نحن نفتقد مدينة ألعاب للكبار والصغار - وكذلك أُغلقت المدارس ودور الحضانة... وأصبح المواطن حبيساً لتعليمات الصحة العالمية والاشتراطات الصحية، لا سفر ولا ترفيه، مع العلم أن الحكومة فكّرت يوماً ما بجعل الكويت بلداً للسياحة الداخلية والخارجية، ولكن حتى هذا الحلم أصبح من الماضي البعيد، فدبّ الملل والتذمر في نفس المواطن مع ازدياد التذمر من المشهد السياسي بين الحكومة ومجلس الأمة.

من هنا بدأ بعض المواطنين ابتكار بعض من أفكار الترفيه، وذلك بإطلاق حملة (الكشتة)، وكما هو معروف أن الكشتة هي عبارة عن نزهة برية من النهار حتى الليل، فأخذ البعض يتفنن ويُبدع في عمل هذه الكشتة، وتأجيرها لمَنْ يريد أن يرفّه عن نفسه، فتطورت هذه الكشتة، حيث إن البعض أخذ يستخدم فيها بعض الكرفانات الفخمة وبعض الخيام وتزيينها بالأنوار والإضاءة الملونة لتعطي بعضاً من اللمسات الجميلة، وبدأت المنافسة في الإبداعات والابتكارات لاستقطاب الجمهور المحب للكشتة.

نعلم أنه ليس لدينا أنهار أو غابات أو سهول خضراء أو أودية ينزل منها الماء، فليس لدينا إلّا صحراء قاحلة لا نبات فيها إلّا في بعض الأماكن، وبما أن غالبية المواطنين ليس لديهم شاليهات ولا مزارع بآلاف الأمتار، فليس أمامهم إلّا افتراش الأرض القاحلة والترفيه عن أنفسهم وأهليهم وأبنائهم، فليس لهم أي خيار للترفيه عن أنفسهم إلّا بهذه الطريقة.

وفجأة تأتي جرافات البلدية لتدمّر كل أحلام هؤلاء الذين لم يجدوا إلّا افتراش الأرض القاحلة، بحجة أنها أراضٍ للدولة، وممنوع التخييم عليها أو الترفيه أو أي نشاط يبعث البهجة في نفوسهم وأبنائهم.

اللهم احفظ الكويت وأهلها وأميرها وولي عهدها من كل شر ومكروه... اللهم آمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي