انتعاشة... في سوق «الخام»

تعتبر الدشداشة الكويتية رمزاً يعبر عن الهوية الوطنية المتوارثة عن الآباء والأجداد، وتعد إعلاناً رسمياً لبدء وانتهاء فصول السنة، ومع دخول فصل الشتاء تنتعش الأسواق ومحلات بيع الأقشمة وتتنافس في ما بينها، لتقديم الأفضل والأجود والأغلى من الخامات التي تستورد من الهند واليابان وإنكلترا.

«الراي» زارت أحد محلات بيع الأقشمة والتقت بصاحبها سعد كاكولي الذي أكد أن المستهلك الكويتي «ذويق» في اختيار أنواع الأقشمة وألوانها حيث تستورد معظمها من إنكلترا واليابان، مؤكداً أن هناك فرقاً بين الخام الكشميري المستورد من الهند والذي يعتبر أقل جودة من خام كشمير الذي يستورد من أستراليا.

دعوات لإحياء السياحة الجيولوجية في البلاد

18 أبريل 2024

عجلة التشجير والتخضير... تدور في مايو

17 أبريل 2024

وأشار كاكولي الى أن أغلى خام موجود في سوق الكويت حالياً تبلغ قيمتها 800 دينار، وهي عبارة عن قطعة واحدة بقياس ثلاثة أمتار ونصف المتر وتقدم كهدايا في المناسبات، حيث تمتاز بالصوف النادر والملمس الناعم والقماش الراقي، مشيراً إلى أن بعض المحلات تبيعها بسعر 1400 دينار وهو سعر مبالغ فيه، أما في محلي فأبيعها بسعر 800 دينار وعليها إقبال جيد من أصحاب الذوق الرفيع.

وذكر كاكولي أن محله في سوق البلوكات ولديه فروع أخرى، مؤكداً أن عائلة كاكولي أصحاب صنعة في مجال بيع الأقمشة، منذ أن افتتح المرحوم حجي عبدالله كاكولي أول محل له في سوق دعيج، واستمر أبناؤه وأحفاده في هذه المهنة حتى اليوم، غير ان النساء من العائلة افتتحن محلات لبيع الستائر والبرادي في منطقة الضجيج كنوع من الاستثمار.

وأوضح كاكولي أن أكثر أنواع الخام المستخدم هو «السوبر» من الصوف ويستورد من بريطانيا وأستراليا، وأسعاره متنوعة تصل الى 100 دينار للدشداشة الواحدة، بينما هناك أنواع أخرى تتراوح فيها الدشداشة من 15 الى 40 ديناراً، لافتاً الى أن اللون المتميز لهذا العام هو اللون «الأخضر الزيتي»، وعليه طلب كبير خصوصاً إذا كان على خام راقٍ.

وبيّن أنه ليس كل الخامات تفصل للدشداشة، فقد يتم تفصيلها كبدل أو قميص، بل إن هناك نقشات لا تصلح إلا للبدل، كما أن هناك خامات تصنع كدشداشة نسائية أو شالات وسعرها يبدأ من 25 ديناراً، موضحاً أن هناك خامات لا تصلح للبيئة الكويتية الحارة حيث يكون 65 في المئة منها قطن ولا تصلح للجو الحار، كما أن هناك خامات عملية تكون أسعار المتر فيها من دينارين الى أربعة دنانير.

وذكر كاكولي أن الألوان الشتوية عادة ما تكون داكنة، والربيعية أفتح منها، أما الصيفية فاللون السائد فيها هو الأبيض والأصفر بدرجاته، لافتاً الى أن هناك من يشتري 20 دشداشة لفصل الشتاء بينما يشتري آخر 40 دشداشة لفصل الصيف، نظراً لطول فترته ولحرارة الجو التي تجعل الإنسان يبدل ملابسه مرات عدة في اليوم الواحد، مؤكداً أن الخامات الكويتية مرغوبة خليجياً، وعليها طلب غير عادي لتنوعها في الألوان والخامات.

وقال كاكولي «إن الدشداشة الكويتية معروفة بأنها ثوب من قماش واحد طويل بأكمام طويلة وزرائر بسيطة في ياقتها، لتبدأ قبل سنوات هبّة ارتداء قميص بلون آخر أسفل الدشداشة، بحيث يظهر القميص من أسفل أكمام الدشداشة، خصوصاً في فصل الشتاء، ثم إدخال بعض الإكسسوارات عليها، خصوصاً «البزمة» عوضاً عن الأزرار العادية للدشداشة.

جاسم أميري: نستورد من الهند وإنكلترا وإيطاليا

قال البائع جاسم أميري إن الموسم الشتوي في الكويت لبيع الاقمشة لا يزيد على أسبوعين، حيث يبدأ الموسم من 20 نوفمير الى 10 ديسمبر من كل عام، وبعدها يبدأ البيع القطاعي، بينما يستمر الموسم الصيفي لـ 9 أشهر، لافتاً إلى أن أكثر الاقمشة يتم استيرادها من انكلترا وإيطاليا والهند.

وأوضح أميري أن اللون الأخضر الزيتي هو لون هذا العام والأكثر طلباً، بالإضافة الى درجات الرمادي والبني، مشيراً إلى أن الاسعار تتراوح من 5 دنانير للمتر الواحد، وحتى 40 ديناراً، حسب النوع وكمية الصوف.

محمد الجاسم: إقبال النساء على الخام الرجالي

أكد أحد أصحاب محلات الأقمشة في منطقة الفروانية محمد الجاسم أن هناك إقبالاً ملحوظاً من النساء لشراء الأقمشة الرجالية والتي تقدم كهدايا للأزواج أو الآباء والإخوة، لافتا إلى أن لديهن ذوقاً في اختيار الألوان ونوع الأقمشة، وخاصة الشتوية منها، مضيفا أن بعضهن يجعلونها «براس البياع» حيث يختار لها الخامة المناسبة وعلى مسؤوليته.

وبيّن الجاسم أن موسم الصيف أكثر انتعاشاً من الشتاء، نظراً لطوله، وبالتالي يشتري الزبائن قطعاً أكثر، وبعضهم يصل إلى 40 دشداشة في الموسم الواحد، ولا يقل أحدهم عن 10 قطع من الخام الصيفي، نظراً لطبيعة الجو وارتفاع حرارته، مبيناً أن الألوان الصيفية تعتمد على الأبيض والسكري ودرجات الأصفر والرمادي وتصل أسعار الخام الصيفي من دينار حتى 10 دنانير للمتر الواحد.