No Script

علماء شريعة أكدوا لـ «الراي» جواز إحلال الآلة محل المُغسّل عند الضرورة

هل يتولى «روبوت» تغسيل موتانا؟

تصغير
تكبير

على وقع ما أحدثه فيروس «كورونا» المستجد من تغييرات على جميع الأصعدة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، برزت قضية دفن المتوفين بسبب مضاعفات الفيروس، ولاسيما في بداية ظهور الجائحة وما سببته من هلع عالمي، وصل إلى حد أن بعض دول العالم عمدت إلى حرق جثث المتوفين بالفيروس، في حين أن العديد من البلاد الإسلامية، ومنها الكويت، فرضت إجراءات مشددة في التعامل مع المتوفين بسبب المرض، سواء من حيث تغسيل الميت أو تكفينه أو حتى دفنه.

وكان لموتى «كورونا» خصوصية مشددة في التعامل حتى في المقبرة، حيث عمدت إدارة شؤون الجنائز في البلدية إلى اتباع الإجراءات الشرعية والصحية في عمليات الدفن بالمقابر، والتعامل يتم بطريقة خاصة لبعض الحالات، ومنها المتوفاة بسبب أوبئة، إذ يتم غسلها وفق تعليمات وزارة الصحة والتعليمات الشرعية، ويتم وضع المتوفين بأكياس طبية معقمة يحذر فتحها. وعند الدفن تطبق أقصى درجات الحيطة والحذر.

ولكن تلك الإجراءات خففت، بعد ازدياد عدد الوفيات من جهة، وبسبب تصريحات منظمة الصحة العالمية بأن المعلومات المتوافرة حول (كوفید-19)، تؤكد أن جثث الموتى ليست معدية، كما لم يثبت أي دليل على إصابة أشخاص بالعدوى نتيجة التعرض لجثة شخص توفي بسبب الإصابة بالفيروس، ولا سيما مع اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة من قبل الأفراد المتفاعلين بصورة مباشرة مع جثة المتوفى.

وأمام هذا الأمر، وفي ظل ما طرح عن كيفية تغسيل موتى «كورونا»، طرحت قضية أوسع، تشمل آلية تغسيل الموتى بشكل عام، وليس فقط لمصابي الأوبئة، ومدى إمكانية الاستغناء عن العنصر البشري في عملية غُسل المتوفى.

«الراي» بسطت هذه القضية في الجانب الشرعي، واستطلعت آراء بعض العلماء الذين أكدوا أنه «لا مانع شرعياً في عملية الانتقال من العنصري البشري إلى العنصر الآلي إذا دعت الضرورة لذلك».

الشريف: مقترح جيد فالنيّة ليست شرطاً لغسل الميت

قال العميد الأسبق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية الأستاذ الدكتورمحمد عبدالغفار الشريف لـ «الراي»، إن «هذا مقترح جيد جزى الله صاحبه خير الجزاء وعمل واجب لأداء شعيرة من شعائر الإسلام مادام الأمر ميسراً وغسل الميت لا تشترط له النية»، مستشهداً بقول ابن رشد «يجزئ غسل الميت بغير نية، والأصل في ذلك أن كل ما يعقده الإنسان في غيره فلا يحتاج فيه إلى نية كغسل الإناء من ولوغ الكلب سبعا».

سالم: يجوز عند الضرورة شرط التلطّف بالميت

أكد الداعية الباحث في الموسوعة الفقهية عبدالله نجيب سالم لـ «الراي»، أن «تغسيل الميت واجب على أهله وورثته. فإن قصر ورثته في ذلك أثموا وإن قام بعضهم بذلك كفى. وأجرة تغسيله من ماله، فإن لم يكن له مال فعلى أغنياء المسلمين، وأقل التغسيل صبة ماء تعم بدنه كله وأفضله تغسيله ثلاثاً بعد توضئته، وأن يكون في الغسلة الأخيرة شيء من طيب مع الماء ككافور ونحوه».

وشدد سالم على أنه «يجب ستر عورة المتوفى عند تغسيله وكتمان حاله إن لم يكن حسنا»، مؤكداً أنه «تجوز الاستعانة بالربوت (الإنسان الآلي) في التغسيل عند الضرورة كوباء ونحوه، على أن يشرف على ذلك من يتلطف بالميت ويدعو له ويستشعر هيبة الموت وجلالة الموقف، أما في غير الضرورة فلا يجوز ترك التغسيل اليدوي».

وبيّن أنه «يجب أن يتولى تغسيل الأموات صلحاء المسلمين ومن يؤتمن على أحوالهم بعد الموت»، لافتاً إلى أن «التغسيل عبادة للحي وطهارة للميت».

الحمادي: حلّ علمي لحالات الوباء الخطرة

أكد الداعية خليل الحمادي لـ «الراي»، أن «جمهور العلماء اتفقوا على أن غسل الميت المسلم فرض أو واجب على الكفاية إذا انتفت الموانع»، موضحاً أنه «قد يتعذر في بعض الأحوال تغسيل الميت لسبب من الأسباب، مثل أن يكون الميت قد احترق جسده ولو غسل بالماء لتفسخ، أو ربما كان سبب وفاته مرضاً من الأمراض المعدية كالجذام أوالطاعون أو الكورونا وغيرها من الأمراض بحيث لو غسل لربما انتقل المرض إلى مغسله».

وتابع الحمادي «باستعراض أقوال الفقهاء في هذه المسألة نرى أنهم يجيزون ترك الغسل والانتقال منه إلى صب الماء، فإن تعذر انتقل إلى التيمم والضرورات تبيح المحظورات»، لافتاً إلى أن «الضرورة تقدر بقدرها لذا يمكن التغاضي عن غسل الميت المصاب بالفيروس الوبائي المسمى بكورونا، إذا كان في الغسل خطر على من يقوم به، فكل ما يجب فعله في هذه الحاله هو دفن الميت بدون غسل ثم إقامة صلاة الجنازة على قبره».

وشدد على أن «أهل العلم قيدوا ذلك في حالة إذا لم يتوافر المختصون ومن لديهم خبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات. واستخدام الروبوت (الإنسان الآلي) في مثل هذه الحالات من الحلول العملية والمباحة لتحقيق الغسل من دون إلحاق الضرر بالمغسل».

بسام الشطي: ليس من المصلحة استخدام الروبوت في التغسيل

للأستاذ في قسم العقيدة والدعوة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور بسام الشطي، رأي مخالف، حيث أكد أن «الأصل في الشرع أن يقوم أهل الميت بتغسيله وتكفينه والصلاة عليه فهذا حقهم عليه»، لافتاً إلى أن «الجهات المعنية في الكويت قررت أن الميت من الجائحة لا يغسل ولكن يكفن وبعدها يوضع في البلاستيك، وبالتالي فقد زال الخطر عن المغسل والمكفن والمشيع وفق الإجراءات الاحترازية المعتمدة، وليس من المصلحة العامة استخدام روبوت».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي