No Script

كلمات من القلب

عش نسراً ولا تستمع لكلام الدجاج!

تصغير
تكبير

مع بداية العام الجديد، أتمنى أن تجد كل أمنياتكم وطموحاتكم التي ظلّت معلقة الأعوام السابقة، طريقها لكي تتحقق هذا العام.

في هذا العام الجديد لم أضع أمنيات جديدة، وإنما سأضع نصب عيني تغيير ما في داخلي من معوقات وقفت حاجزاً أمام تحقيق أمنيات الأعوام السابقة، فإن تحقيق طموحاتنا وأحلامنا لا تأتي بتغيير الأعوام، وإنما بتغيير أنفسنا وقد يستلزم الأمر تغيير محيط علاقتنا.

نعم قد نكون محاطين بعلاقات محبطة سارقة للطموح وللنجاح وهادمة للذات، محاطين بعلاقات سلبية متشائمة ترى الحياة بمنظار أسود، لا يرون الجانب المضيء من الحياة، مثل تلك العلاقات يجب أن تبتر من حياتنا وألا نترك لسارقي الهمم والإنجاز مكاناً في حياتنا.

فإن رضخنا لأصوات المحبطين فسنكون كالنسر، الذي كبر وعاش في مزرعة الدجاج ومات، وهو يحلم بأن يطير ويحلق في السماء كبقية النسور المحلقة بشموخ، قصة «النسر والدجاجة» تستحق أن أستفتح بها أول مقالاتي للعام الجديد، باختصار القصة تدور حول (بيضة سقطت من عش النسر وتدحرجت إلى أن استقرت في مزرعة للدجاج، وأدركت الدجاجات أن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن لتربية البيضة إلى أن تفقس.

وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفي ما كان يلعب في ساحة المزرعة شاهد مجموعة من النسور تحلق بفخر عالياً في السماء، تمنى هذا النسر أن يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور، ولكن قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج بالقول: أنت لست سوى دجاجة ولن تستطيع أن تحلق عالياً مثل النسور، وبعد وقت قليل توقّف النسر عن أحلامه في أن يحلق عالياً، ولم يلبث بعد فترة أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاجة).

الحكمة من القصة أنك إن ركنت إلى واقعك السلبي تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به، فإذا كنت نسراً وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح، فتابع أحلامك ولا تستمع لكلمات الدجاج (الخاذلين لطموحك، ممن حولك)، لا تستمع لكل محبط ومتشائم وسلبي. فمن لم يتعلم ويُصقل من عام 2020 فيجب عليه أن يعيد ترتيب أوراقه وحياته مرة أخرى، فالعام السابق ما زال يعيش معنا بكل مخاوفه، لذلك على الإنسان أن يتعلم كيف يواجه تحديات العام الجديد بكل قوة وإصرار، وأن ينجز كل ما هو متعلق في حياته ولو القليل منها.

إن الأمنيات والتغييرات لا تأتي من السماء ولن تجلبها لنا الأعوام ولا صفحات المنجمين، وإنما تأتي من أنفسنا وقناعاتنا الشخصية، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). سورة الرعد.

فنحن من أكثر الشعوب التي تبدأ عامها الجديد بأمنيات وأحلام جديدة، عكس الشعوب التي تبدأ عامها بإنجازات ونجاحات جيدة. الأحلام في المنام أما الانجاز فمكانه أرض الواقع.

وأخيراً رافق من يقوي عزيمتك ويثق بقدراتك. غيّر التكتيك المعتاد عندما تسير الأمور عكس ما تريد.

Najat-164@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي