No Script

من الخميس إلى الخميس

بلاد لم تكن الشمس تغيبُ عنها

تصغير
تكبير

في ذات يوم وقف فلاديمير لينين، الزعيم السوفياتي، على جسر وستمنستر في لندن قائلاً في وصف الشعب الإنكليزي: إنهم شعبان مختلفان.

وفي يوم آخر كتب أستاذ عالم النفس الاجتماعي البريطاني ريتشارد هوغرت المولود عام 1918، والذي توفي عام 2014 بعد أن شاهد انهيار الإمبراطورية البريطانية وانتهاء كل عصورها الذهبية ليقول:

«التمييز بين الطبقات لا يختفي، لكن الطبقات تتعلّم طرقاً جديدة للتعبير عن نفسها، ومع كل عقد من الزمان نقول إن الطبقية ماتت، لكن الكفن يبقى فارغاً».

ربما كان الزعيم السوفياتي والأستاذ الإنكليزي يفكران في أسرار علامات الضعف، التي بدأت تسري في الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، تلك العلامات التي انتهت بزوال تلك الإمبراطورية، ولم يتبق للإنكليز سوى صوت (فيتو) في مجلس الأمن الدولي.

أما نحن العرب فلم يعرف تاريخنا تلك الظاهرة المقيتة، ربما بحكم تأثيرات تعاليم الدين، الفروقات بين الطبقات في بلادنا لا تصل إلى حد العزل التام، بل إن تلك الفروقات جميعها فروقات متغيرة، ولا تستمد قوتها من حقائق ثابتة.

ويكفي أن نعلم أن بداية نهضة العرب كانت بتبنيهم لقواعد الأخلاق التي خطها لهم الإسلام، تلك القواعد التي حرّمت الطبقية ووصفتها بالنتانة كاحتقار لها واحتقار لمن يتعامل بها.

لا مجال للنجاح لمن يحاول أن يميّز نفسه أو جماعته أو أسرته في ظل ثقافة الإسلام المتجذرة في النفوس، لا مجال بتاتاً، حتى لو نجح في تأليف تاريخ أو خلق بطولات فبعد عقود عدة تنتهي تلك الخرافات، وتبقى المجتمعات العربية مقاومة لفيروس الطبقية التي قضت على بلاد لم تكن الشمس تغيب عنها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي