يُقال: خرجت علينا نتائج الانتخابات بمجلس يمثل نصف الأمة. نظراً لغياب النساء فيه. وعدم فوز مرشحة واحدة. ولا أدري مدى صحة هذا الادعاء، لأن كثيراً من النساء شاركن في عملية الانتخابات، أي نصف الأمة كان حاضراً فعلياً، حتى لو لم ترجح الكفة للمرأة.
ولا بد من التأكيد أننا هنا ضد دعم المرأة لمجرد أنها امرأة. ولا نريد لأي امرأة أن تدخل قاعة المجلس لمجرد أنها أنثى. فذلك قصور في الفكر وغياب للمنطق والحكم السليم. وضد العنصرية والجندرية. في التحيز للمرأة لمجرد أنها كذلك. فهي ليست دمية في لعبة الانتخابات ولإضفاء لون وردي في تركيبة المجلس.
الشعب فتح عينه ودماغه واستوعب واستبصر.
لا يريد امرأة تكون قطعة شطرنج بيد الحكومة تحركها كيفما تشاء. من أجل الصفقات والتسويات. ولا يريد امرأة نفعية تستغل المنصب للتكسب على حساب توقعات ووعود وآمال الشعب. تسكت عن الفساد والظلم وسرقات المال العام من أجل دفتر فواتير خاص بها. لا يريد الشعب اللعب تحت الطاولة بل فوقها، بوضوح وفي النور لا في الظلمة والخفاء.
أراد الشعب امرأة لها مصداقية. تساهم في نهضة المجتمع. تدافع عن حقوق الضعيف ومسلوب الإرادة والمهمش. أراد الشعب امرأة تدافع عن العلم والثقافة والتاريخ والفنون والتعليم والصحة والمبادئ وحريات النشر والرأي العام والتعبير. امرأة تطالب بإصلاحات جذرية، بخطة تنمية جادة تشمل مسارح ومكتبات وقاعات عرض ومترو وقطاراً ومؤسسات، تدعم صغار المخترعين والموهوبين. أسوة بدول الخليج.
أراد الشعب امرأة تحقق آمال الشعب الخائبة وطول انتظاره لسكن، وظيفة ، وصوت يتكلم وقلم يكتب.
امرأة بدأت مبكراً قبل الانتخابات بكثير. عبرالمقالات والمحاضرات والندوات والمشاركات المجتمعية الفعلية على أرض الواقع. نزلت الشارع. كانت بين الجمهور. متواضعة ،هادئة مبتسمة، متزنة ، متحضرة ، لبقة ، لها حضور ومنطق. تتقن الخطابة والكلام والتحاور الحضاري. ذات قبول وثقل. لا تقف عند حدود أنوثتها ومصالحها. ترتقي فوق كل ماهو مادي وشخصاني وتنزع إلى الجماهيرية والشعبوية. فوق الطوائف والمذاهب والتصنيفات والطبقات والعائلة والمظهر والألقاب والشهادات.
لا يزال الشعب ينتظر هذه التركيبة المختلفة. لا يزال ينتظر هذه المعادلة الصعبة بامرأة يبدو أنها غائبة حالياً. فهل توجد مستقبلاً ؟