وجع الحروف

«المصلح»... أين هو ؟

تصغير
تكبير

استكمالاً لمقال الثلاثاء الماضي حول «التفتيش» عن المصلح، يتساءل البعض: المصلح... أين هو؟

وهل يستطيع المصلح أن يعمل شيئاً في ظل استمرار النهج نفسه ووجود الصوت الواحد ونقل الأصوات وشرائها، والمزاجية في التعامل وبقاء قضايا الفساد عالقة ؟

تساؤلات منطقية، لكن نحن نتحدث عن إستراتيجية إصلاح، تبدأ مني ومنك أنت أيها الناخب وأيتها الناخبة ؟

إن اخترنا المصلحين فطبيعي جداً أن تنتهي معظم قضايا الفساد، وسيكون هناك ضغط في اتجاه اختيار رجالات الدولة ليتولوا قيادة مؤسساتنا، ونطمح إلى أن تكون الأدوات الدستورية محل تفعيل وبجِد، ويأتي في مقدمتها طلب تشكيل لجان تحقيق واستجوابات مستحقة.

يقول أهل العلم: مصلح واحد أحب إلى الله من ألف صالح، لأن المصلح قد يحمي أمة كاملة، والصالح يكتفي بحماية نفسه فقط...

قال تعالى: «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون»! إذا كان هذا ما ندفع به - وإن كنا على يقين بأن معظم حالات الفساد وسوء تمثيل الأمة سببه يعود للنظام الانتخابي (الصوت الواحد) وتوزيع الدوائر وتقديم الرويبضة - فيبقى الاختيار حقك وأنت المحاسب عليه ومسألة الكيف، فهي معلومة ذكرناها في مقالات ومشاركات سابقة.

فقط... خاف الله واحضر قلماً وورقة وقارن بين المرشحين: فمن تراه يستحق تمثيل الأمة كمصلح فقم باختياره والمعايير سبق وذكرناها... خصوصاً المرشحين من النواب السابقين: «هل كانت مواقفهم وطنية تخدم المجتمع وترفع من أداء مؤسساته؟».

لا تنظر إلى المظهر الخارجي... أكان حليقاً أم ملتحياً، فالفساد له من يرعاه من ملتحٍ أوحليق ومن سني أو شيعي ومن بدوي أو حضري.

تعصبنا لقبيلتنا، عائلتنا، فئتنا، حزبنا، كتلتنا، لا يبني وطناً... نقطة وسطر جديد ! أستغرب ممن يتبع نهجاً قديماً جداً، من شيلات تقدم البعض وكأنه بطل وهو في الواقع «ما من شي»، حسب المعايير العادلة لاختيار المرشح المصلح.

بعضهم بالكاد يفهم في جزئية معينة أو مجال معين، بينما النائب يُراد منه المشاركة في لجان، لذا فإن مستوى ثقافته وخبرته يجب أن يكون عالياً.

بعضهم يحتاج دورات مكثفة وخبرة، ليستطيع التعامل مع مجريات الأمور وفهم متطلبات وظيفة «نائب» ! الزبدة: عرفتم الآن أين هو المصلح؟ فهمتم سبب تركيزنا على حسن الاختيار.

قد يرى كثير أننا نغرد خارج السرب، لكن يبقى القول المأثور «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه»، ماثلاً أمامنا، وندعو الله عز شأنه أن يثبتنا عليه وأن يهب الجميع اتباعه.

مشكلتنا في «كرسي» إمّا أن يجلس عليه رجل دولة وإمّا أن يستمر الفساد... والخيار لكم.

في الأمس تشتكون من سوء أداء المجلس، والآن جاء دوركم: فماذا أنتم فاعلون؟... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي