إطلالة

هل يقرّ الرئيس ترامب بخسارته ؟!

تصغير
تكبير

بعد فوزه في الانتخابات الأميركية الأخيرة، يكون جو بايدن هو الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة، وذلك بعد انتخابات تنافسية بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري، كما أصبحت كامالا هاريس - التي تنحدر من أصول هندية - أول امرأة لنيابة الرئاسة في التاريخ الأميركي، ورغم الفوز الساحق الذي حققه الرئيس الديموقراطي جو بايدن للوصول إلى سدة الرئاسة، إلا أن الرئيس دونالد ترامب يرفض الإقرار بالهزيمة، وهو على رأس عمله في البيت الأبيض، في حين يرى البعض أنه تعد واضح على ممتلكات الغير، ويجب خروجه من البيت الأبيض، قبل أن يُساق بالقوة إلى خارجه خلال الأيام المقبلة.

ولكن ماذا إذا رفض دونالد ترامب مغادرة البيت الأبيض بعد انتهاء ولايته في 20 يناير المقبل؟! حيث إن فريق الرئيس بايدن الانتقالي جاهز تماماً لتولي مقاليد السلطة في الولايات المتحدة، وتشكيل إدارة جديدة وفق أجندة لها أولوياتها والتي تنصب نحو مجال الصحة العامة، وملف الاقتصاد الجديد بدءاً بكيفيه محاربة «كورونا» المنتشر في جميع الولايات، بعد أن ازداد الوضع خطورة.

فقد كان ترامب يأمل بتكرار مشهد ما حصل في انتخابات عامي 1948 و2016، من سيناريوهات ساعدت على تغيير الرئاسة الأميركية، إلا أن مجرى الترجيحات الأخيرة كانت واضحة المعالم، بتقدم منافسه عليه بفارق كبير، الأمر الذي أعطاه الحجة بعدم نزاهة هذه الإجراءات، والدفع نحن اللجوء إلى القضاء، لإعادة الفرز، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة دستورية جديدة، الشعب الأميركي في غنى عنها في الوقت الحالي، بسبب سريان أزمة كورونا.

إن فريق ترامب قد فشل في ملفات حيوية عدة ومنها: عدم التعامل مع أزمة «كورونا» بالشكل الصحيح، ما انعكس سلباً على مكانة الرعاية الصحية، ومكانة الطاقم الطبي، الذي اتهمهم ترامب بموت مرضاهم من أجل كسب المزيد من المال ! ثم فشله في إدارة اقتصاد بلاده، وانتشار عمليات الجرائم العرقية، وفقدان الأمان بسبب عدم وجود المساواة، وأيضاً فشله في إدارة ملف الهجرة وبناء الجدار الحدودي الذي كلّف البلاد ملايين الدولارات، وتدنّي مستوى العلاقات ما بين الولايات المتحدة والصين أثناء الأزمة الصحية، ففي نهاية المطاف لا نرى في عهده السابق بوادر إيجابية ساعدت على تغيير الولايات المتحدة نحو الأفضل، غير أن صراع الحزبين الجمهوري والديموقراطي ما زال قائماً، فمنذ بداية فترة الانتخابات الرئاسية والتوتر يتصاعد، حتى وصل إلى الشارع الأميركي.

بالإضافة إلى الدعاوى القضائية التي تقدم بها ترامب ضد منافسه بايدن متهماً أنصاره بمحاولة سرقة الانتخابات من خلال «التزوير» من دون دليل ! ورغم انتشار وباء كورونا، الذي قضى على حياة أكثر من 233 ألف شخص في الولايات المتحدة، وتفشي البطالة وفقد بعض الأميركيين لوظائفهم، إلا أن الشارع الأميركي المعارض لسير الانتخابات الرئاسية لم يتوقف عن الشد والجذب، والخلافات الجانبية والاحتجاجات العنصرية، وسط خلافات إعلامية كبيرة على نتائج الانتخابات، في ما يتهم ترامب في تغريداته منافسه بايدن بأنه لم يفز إلا في عيون وسائل الإعلام الكاذبة، معلناً أنه الفائز في الرئاسة والطريق أمامه طويل، وهذه الاتهامات الباطلة ساعدت على إشعال حرب الشوارع، واستمرار الجمود السياسي، ما قد يأخّر المرحلة الانتقالية لتسليم قيادة الولايات المتحدة إلى إدارة الرئيس المنتخب الجديد.

ويبقى السؤال هنا: هل يقر ترامب بخسارته أمام انصاره، ويرحل عن البيت الأبيض بعد أداء بايدن القسم، أم أنه سيرفض الرحيل بدوافع شخصية ؟! ولكل حادث حديث.

Alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي