No Script

بروفيسور الأمراض المعدية خالد السعيد أكد أن إجراءات السفر ستتغيّر مع توافر اللقاحات

شهادة تطعيم «كورونا»... بديل الـ PCR

تصغير
تكبير

- غير صحيح ما يثار من إشاعات عن تسبب اللقاح بتلف أو تدمير الخلايا
- الهدف الأولي تكوين استجابة مناعية عند الفئات المعرضة للخطر أكثر من غيرها
- الكويت لن تواجه مشكلة لأن هناك سعة تخزين مناسبة وفق الاشتراطات المطلوبة
- الجرعة الأولى تعطي مناعة جزئية بعد نحو أسبوعين فيما تكتمل المناعة بعد نحو 4 أسابيع من الجرعة الثانية
- الكويت بلد الإنسانية واللقاح سيكون للمواطنين والمقيمين وفق آلية تنسيق محددة ومراحل معينة
- «فايزر» تعمل على نسخة جديدة من اللقاح على شكل مسحوق أو بودرة يتوقع طرحها العام المقبل
- النسب الفعلية لنجاح اللقاحات فاقت كل التوقعات وهي جيدة للغاية
- لا أحد يعلم ما إذا كان لقاح «كورونا» يحتاج تطويراً سنوياً مثل لقاح الإنفلونزا
- الفيروس منذ ظهوره قبل نحو 10 أشهر لم يتحوّر بطريقة تجعله لا يستجيب للقاح
- طائرة كبيرة تستطيع حمل شحنة كاملة من اللقاح مع التبريد تكفي لتطعيم نحو 8 ملايين
- أي دولة كمرحلة أولى لن تحصل سوى على نحو 5 في المئة من حاجتها

أكد بروفيسور طب الأطفال والأمراض المعدية المتخصص في اللقاحات الدكتور خالد السعيد أن بعض الدول النامية قد تواجه صعوبات في النقل والتخزين للقاح شركة «فايزر» المضاد لفيروس «كورونا» المستجد، فيما لن تواجه الكويت مثل هذه التحديات نظراً لتوافر السعة التخزينة المناسبة وفق الاشتراطات الخاصة المطلوبة.

وأوضح الدكتور السعيد، في لقاء مع «الراي»، أن لقاح «فايزر - بيونتيك» يحتاج إلى اشتراطات خاصة في النقل والتخزين وليس لطائرات خاصة، لأن طائرة كبيرة الحجم مثل «البوينغ جمبو» تستطيع حمل شحنة كاملة من اللقاح مع التبريد تكفي لتطعيم نحو 8 ملايين شخص.

وكشف أن الشركة التي حقق لقاحها التجريبي نسبة فعالية تزيد على 90 في المئة وفقاً لنتائج التجارب الأولية، «تعمل بالفعل على نسخة جديدة من اللقاح على شكل مسحوق أو بودرة، ومن المتوقع طرحها العام المقبل»، مشيراً إلى أن ذلك سيسمح بتفادي مشكلة الحاجة إلى الاحتفاظ باللقاح في درجة تجميد 70 درجة مئوية تحت الصفر.

وبدّد الدكتور السعيد المخاوف في شأن ما أثير من إشاعات في شأن تدمير لقاحات «كورونا» لخلايا جسم الإنسان أو وضع شريحة في الجسم عند التطعيم، مؤكداً أن «هذا كلام عارٍ عن الصحة»، مشيراً في هذا الصدد إلى بعض الأسانيد العلمية التي تدحض مثل هذه الإشاعات.

وأشار إلى أن الكويت بلد الإنسانية، و«هناك توجه في وزارة الصحة لتقديم اللقاح إلى المواطنين والمقيمين وفق آلية تنسيق محددة، ومراحل معينة، وهو ما سيكون له الأثر الإيجابي على جميع أفراد المجتمع».

ولفت إلى أن «إجراءات السفر والاشتراطات الصحية الخاصة بالتصدي للفيروس ستتغيّر مع توافر اللقاح»، كاشفاً أن «شهادة التطعيم ستصبح بديلاً عن فحص الـ(PCR) للمسافرين، فيما سيتعين على من لم يحصل على هذه الشهادة الخضوع للفحص».

وأكد أن نسب النجاح التي أعلنتها بعض الشركات التي تعمل على تصنيع اللقاحات «فاقت كل التوقعات وهي نسب جيدة للغاية»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه «لا أحد يعلم حتى الآن المدة الزمنية لفعالية اللقاح، إن كانت سنة أو أقل، أو مدى الحاجة لتطوير اللقاحات سنوياً مثلما يحدث في لقاحات الإنفلونزا».

وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• هل صحيح ما أثير عن تدمير لقاحات «كورونا» لخلايا جسم الإنسان؟

- كثير من الفئات غير المتخصصة تتحدث وتتداول معلومات غير دقيقة أو غير صحيحة بالمرة، ومنها ما أشرت إليه بأن اللقاح يسبب تلف أو تدمير خلايا الجسم، إذ إن اللقاحات تعتمد حالياً على جزء من الفيروس وهو الحمض الأميني، ولا حاجة له بالدخول إلى نواة الخلية وإنما يتعامل مع بروتين خارج النواة، ومن ثم ليس هناك أي فرصة لمخاطر احتمال حدوث اتحاد له مع جينوم الخلية بالنواة، كما أن ما أثير أيضاً عن وضع شريحة في الجسم عند التطعيم كلام عارٍ عن الصحة تماماً وإشاعات ليس لها أدنى أساس من الصحة.

• هل هدف اللقاحات خلال الفترة الحالية تكوين مناعة مجتمعية ضد الفيروس؟

- الهدف من توفير اللقاح ليس تكوين مناعة مجتمعية ضد الوباء لأن الكميات المنتجة من اللقاحات قليلة ولا تكفي لتطعيم النسبة المطلوبة من تعداد سكان الكرة الأرضية والذي يبلغ نحو 7 مليارات نسمة، لكن الهدف في البداية تكوين استجابة مناعية ضد الفيروس عند الفئات المرضية المعرضة لعوامل اختطار أكثر من غيرها، وكذلك توفير هذه الاستجابة المناعية عند العاملين في الصفوف الأولى، ثم تالياً يتم الانفتاح والبدء بحملات التطعيم لمختلف أفراد المجتمع من الراغبين بها، لأن التطعيم بالنهاية عملية اختيارية.

• هل يمكن أن تواجه الكويت صعوبة في نقل اللقاحات، لاسيما لقاح شركة «فايزر» الذي يتطلب تخزيناً تحت 70 درجة مئوية؟

- ربما تواجه بعض الدول النامية صعوبات في النقل والتخزين لكن في الكويت لا أعتقد بأننا نواجه مثل هذه التحديات، لأن هناك سعة تخزين مناسبة وفق الاشتراطات الخاصة المطلوبة. كما أنني أود الإشارة في هذا السياق إلى أن شركة «فايزر» تعمل بالفعل على نسخة جديدة من اللقاح على شكل مسحوق أو بودرة ومن المتوقع طرحها العام المقبل، وبذلك سيتم تفادي مشكلة الحاجة إلى الاحتفاظ باللقاح في درجة تجميد تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر.

• هناك تعاقد مع 3 شركات لتوفير لقاح «كورونا» في الكويت حسبما ذكر في وسائل الاعلام، فهل تعتقد بأن هناك توجهاً لتوسيع دائرة تعاقدات توفير اللقاحات؟

- إن معظم اللقاحات التي تتوافر حول نتائج تجاربها بيانات ومعلومات، تخضع للتقييم المستمر من قبل اللجان المختصة، وسيكون هناك انفتاح على اللقاحات المعتمدة من قبل الهيئات الدولية المختصة والمؤكد فعاليتها وسلامتها.

• وفق نسب النجاح التي أعلنتها بعض الشركات المصنعة للقاحات، كيف ترى ذلك مقارنة بنسب نجاج اللقاحات المبتكرة سابقاً؟

- أعتقد أنها فاقت كل التوقعات وهي نسب جيدة للغاية، لكن دعني أوضح أن نجاح لقاح شركة «فايزر بيونتيك» بنسبة 90 في المئة يعني أن العينة التي خضعت للتجارب السريرية والبالغة نحو 43 ألف شخص، كانت عبارة عن مجموعتين بالتساوي في عدد المتطوعين، وتلقت مجموعة منهما اللقاح الحقيقي فيما تلقت الأخرى اللقاح الوهمي، وأسفرت النتائج عن وجود 9 إصابات فقط بين أفراد المجموعة التي تلقت اللقاح الحقيقي فيما تم تسجيل 85 حالة بين أفراد المجموعة التي تلقت اللقاح الوهمي، وهو ما يشير الى أن نسبة فعالية اللقاح الحقيقي تبلغ 90 في المئة، وهي نتائج مبشرة للغاية وتفوق التوقعات.

• اللقاحات تحتاج لتطوير بشكل سنوي، فهل ذلك سينطبق على لقاح «كورونا»؟

- بعض الفيروسات تتحور سنوياً، ولذلك لزاماً يكون هناك تطوير للقاحات بهدف مواكبة تحور الجينوم الفيروسي ومن ذلك على سبيل المثال لقاح الإنفلونزا، إذ إن فيروس الإنفلونزا يتحور سنوياً، وعليه يكون هناك تطوير للقاحات ذات الصلة به لمواكبة هذا التحور، حيث إن لقاح الإنفلونزا لسنة 2019 يختلف عن لقاح 2020، لكن في ما يخص لقاح «كورونا» لا أحد يعلم حتى الآن ما إذا كان يحتاج تطويراً سنوياً، وهذا حتماً يحتاج إلى وقت ليتبين مدى الحاجة لذلك مستقبلاً، لكن ما نستطيع قوله هو عدم حدوث تحور في فيروس «كورونا» منذ ظهور الوباء قبل نحو 10 أشهر بطريقة تجعله لا يستجيب للقاح.

• هل لقاح شركة «فايزر - بيونتيك» يحتاج طائرات خاصة لنقله؟

- اللقاح يحتاج إلى اشتراطات خاصة في النقل والتخزين وليس لطائرات خاصة، لأن طائرة كبيرة الحجم مثل البوينغ جمبو تستطيع حمل شحنة كاملة من اللقاح مع التبريد، تكفي لتطعيم نحو 8 ملايين شخص، مع الأخذ بالاعتبار أن أي دولة كمرحلة أولى لن تحصل سوى على نحو 5 في المئة من حاجتها، فيما بقية متطالباتها ستصل على دفعات وفق فترات زمنية معينة وبحسب الشروط التعاقدية، كما أن ظروف النقل والتخزين تختلف من لقاح إلى آخر، وبعض هذه اللقاحات ظروف نقلها وتخزينها ستكون مشابهة لظروف اللقاحات الحالية كلقاح الإنفلونزا وغيره.

• هل سيكون اللقاح مقتصراً على المواطنين؟

- الكويت بلد الإنسانية وهناك توجه في وزارة الصحة بتقديم اللقاح للمواطنين والمقيمين، وفق آلية تنسيق محددة ومراحل معينة، وسيكون لهذا الأثر الإيجابي على جميع أفراد المجتمع.

• ماذا عن جرعات اللقاح وبداية تكوين المناعة ضد الفيروس؟

- اللقاح سيكون عبارة عن جرعتين تفصل بينهما فترة تتراوح بين 3 إلى 4 أسابيع، وستعطي الجرعة الأولى مناعة جزئية بعد نحو أسبوعين فيما تكتمل المناعة بعد نحو 4 أسابيع من الجرعة الثانية.

• هل يمكن أن تستمر المناعة لمدة سنة؟

- حتى الآن لا أحد يعلم المدة الزمنية لفعالية اللقاح، إن كانت سنة أو أقل، لكن ربما يحتاج الشخص خلال سنة لأخذ جرعة تنشيطة، وبهذا الشأن أعتقد أن المعلومات ليست واضحة بدرجة كافية.

• هل ستتغيّر إجراءات السفر مع توافر اللقاح؟

- من سيتلقى التطعيم سيحصل على شهادة تفيد بذلك، وهذه الشهادة مع توافر اللقاح ستكون بديلاً عن فحص الـ(PCR)، ومن لم يحصل على شهادة التطعيم سيتعين عليه الخضوع للفحص، وعليه فإن إجراءات السفر والاشتراطات الصحية الخاصة بهذا الشأن ستتغيّر مع توافر اللقاح.



15 في المئة سيتلقون التطعيم في المرحلة الأولى

أكد السعيد أن العاملين في الصفوف الأولى سيشملهم التطعيم في المرحلة الأولى، وهم:

1 - الكوادر الطبية من أطباء وهيئة تمريضية وفنية وإدارية من العاملين في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية.

2 - العاملون على تشغيل الخدمات الأساسية، مثل المطار ورجال الشرطة والإطفاء والجمارك والمدرسين وعمال المخابز والمطاعم.

وأضاف أن «هؤلاء تتراوح نسبتهم في المجتمع نحو 10 إلى 15 في المئة، ثم تبدأ لاحقاً المراحل الأخرى من تطعيم أفراد المجتمع».



مراحل التطعيم

أوضح السعيد أن المرحلة الأولى من التطعيم قد تستغرق نحو 3 أشهر، في حين أن المراحل الأخرى قد تستغرق نحو 6 أشهر.



تخزين لقاح «مودرنا» بين 2 و8 درجات... لشهر

تعليقاً على إعلان شركة «مودرنا»، أمس، أن لقاحها فعال بنسبة 94.5 في المئة، أشار السعيد إلى أن «العينة التي خضعت للتجارب السريرية بلغت 30 ألف شخص، كانت عبارة عن مجموعتين بالتساوي في عدد المتطوعين، تلقت مجموعة منهما اللقاح الحقيقي فيما تلقت الأخرى اللقاح الوهمي، وأسفرت النتائج عن وجود نحو 5 إصابات فقط بين أفراد المجموعة التي تلقت اللقاح الحقيقي في حين تم تسجيل 90 حالة بين أفراد المجموعة التي تلقت اللقاح الوهمي، كان من بينهم 11 حالة شديدة الاصابة، وهو ما يشير الى أن نسبة فعالية اللقاح الحقيقي تبلغ 94.5 في المئة وهي نتائج مبشرة للغاية».

وعن الفرق بينه وبين لقاح «فايزر»، أوضح السعيد أن «طريقة حفظ لقاح (مودرنا) وتخزينه من النقاط المميزة له، إذ انه يتطلب فقط لتخزينه وحفظه لمدة شهر درجة حرارة تتراوح بين 2 إلى 8 درجات مئوية، وهي درجة حرارة الثلاجة العادية، فيما يحتاج الى 20 درجة مئوية تحت الصفر في حال تخزينه لمدة 6 أشهر، وهذا أبرز ما يميّز اللقاح فضلاً عن نسبة فعاليته، إلى جانب أن البيانات والمعلومات الخاصة به تمثلت في بعض الآلام البسيطة إلى المتوسطة بعد الجرعة الثانية والتي تختفي غالباً خلال أسبوع واحد فقط». ورداً على سؤال في شأن نقل وتخزين لقاح شركة «أسترازينيكا - جامعة أكسفورد»، أكد السعيد أنه وفقاً للمعلومات المتوافرة، ستكون الاشتراطات المطلوبة أسهل من اللقاح الأميركي - الألماني لشركتي «فايزر - بيونتيك»، إذ سيتطلب تقريباً نفس الاشتراطات الخاصة باللقاحات الأخرى كلقاح الإنفلونزا أو الحصبة أو السعال الديكي أو غيرهما.



لا معلومات عن اللقاح الصيني

أوضح السعيد أنه لم تتوافر أي معلومات موثوقة في شأن نتائج اللقاح الصيني لشركة «سينوفارم»، على الرغم من أن عينات المتطوعين التي تلقته ربما تكون أكبر من تلك التي تلقت عينات لقاح «فايزر - بيونتيك» أو «أسترازينيكا - أكسفورد»، مشيراً إلى أن «هذه الحالة من الغموض في شأن فعالية اللقاح تضع أمام المختصين علامة استفهام، وعليه لا يمكن تقييمه لانعدام المعلومات في شأن نتائج تجاربه».



التطعيم حتى للمرضى

لفت السعيد إلى أن «هناك أنواعاً متعددة من التطعيمات، منها اللقاحات الضعيفة الحية واللقاحات غير الحية، حيث إنه حتى المرضى الذين يتلقون العلاج الكيماوي أو الحوامل بمقدروهم أن يتلقوا التطعيمات من النوع الأخير، وعليه بمقدور جميع الحالات تلقي التطعيم».



الفرق بين اللقاحات قديماً وحديثاً

قال السعيد إن «اللقاحات الحالية والسابقة لا شك بأنها تختلف مع تطور التكنولوجيا وطرق التصنيع وآليات اكتشافها، إذ على سبيل المثال كان يعتمد تحضير اللقاحات في السابق على البكتيريا أو الجرثومة أو الفيروس نفسه، والذي يقتل أو يخفف، فيما الآلية المتبعة حالياً تكون عبر الحمض الأميني للفيروس، ومن بين المزايا المتعددة لهذه الآلية أخذ جزء فقط من الفيروس، والقدرة على تصنيع كميات كبيرة من اللقاحات، وأيضاً على القدرة على تحضير أكثر من لقاح في نفس الحقنة، وهذه المزايا بلا ريب تحقق الكثير من الفوائد والإيجابيات في مكافحة الأوبئة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي