أشجاره تشكو الإهمال... وناشطون يؤكدون ضرورة استغلاله اقتصادياً وليس لتجميل الشوارع
نخيل الكويت... هدرٌ بالملايين !
- سعد الحيان:
- لم تتم الاستفادة منه حكومياً ويجب أن يكون ضمن المشاريع الكبرى
- إهمال الصيانة يؤدي إلى انتشار الآفات والحشرات
- خالد الحسن:
- الأشجار في الكويت فقط لونها أصفر أما في بقية الدول فلونها أخضر
- النخيل تُلقب بالشجرة الكريمة ولها دلالة في تراثنا العربي
- فنيس العجمي:
- أقترح التوجه للأشجار البرية المناسبة لبيئتنا كونها مقاومة للأمراض
- من باب الإنصاف... لـ «الزراعة» جهود إيجابية لكنّ المساحات كبيرة
حرّكت أشجار النخيل المريضة والميتة شجون الناظرين والناشطين في آن واحد، وسط دعوات لاستغلال تلك الأشجار اقتصادياً وعدم الاكتفاء باستخدامها للتشجير.
وبيّن ناشطون تحدثوا لـ«الراي» أن إهمال استغلال أشجار النخيل لتُدر عائداً مالياً، يُهدر ملايين الدنانير سنوياً، لافتين إلى أن عوائد تصدير التمور في بعض الدول تخطت حاجز المليار دولار سنوياً.
الحيان
وفي هذا السياق، قال الناشط البيئي سعد الحيان، صاحب تجربة تشجير منطقة مطربة، إن «النخيل ثروة وطنية مُهدرة فهو يعتبر مورداً من الموارد الطبيعية، ويمكن أن يُدرّ إرادات مالية ضخمة عبر إنتاج وتصدير التمور، فتجربة بعض الدول في تصدير التمور أثمرت عوائد تفوق مليار دولار سنوياً».
وعبّر عن قلقه من «قلة الاهتمام بأشجار النخيل وعدم متابعة ومراقبة الجهات المسؤولة لهذا الأمر، خاصة أشجار النخيل في الشوارع فضلاً عن إشكالية قلة الأيدي الماهرة»، مشدداً على أنه «يجب أن يكون النخيل ضمن المشاريع الكبرى، ويتم إنشاء مزارع النخيل بأعداد ضخمة تحت رعاية جهة حكومية يكون القياديون فيها من أهل الاختصاص».
وعن أهم الأسباب التي تؤدي إلى موت النخيل ومرضه، قال الحيان إن «إهمال الصيانة يؤدي إلى انتشار الآفات والحشرات الضارة والقاتلة، فضلاً عن أن قلة الماء تؤدي لنفس النتيجة فثمة أشجارأحياناً لا تُسقى طوال فترة الصيف».
وفيما بيّن أن «نخيل الكويت لم تتم الاستفادة منه من قبل الجهات الحكومية»، شدّد في الوقت ذاته على أن «أشجاره لا تصلح أن تكون أشجاراً تجميلية للشوارع لأن هناك أشجاراً كثيرة ذات ظل وافر تتحمّل أجواءنا الحارة كشجرة السدر البلدي وشجرة الغاف وشجرة اللالوب وشجرة السرسديم».
وفي وقت اعتبر فيه أن «اهتمام المواطنين بالنخيل يفوق اهتمام الجهات الحكومية بالنخيل المزروع في الشوارع»، شدد على أن «الكويت تحتاج زيادة الغطاء النباتي وزيادة المسطحات الخضراء بملايين الأشجار، لتخفيف ومكافحة التلوث الحاصل المدمر لصحة الإنسان والبيئة، وأتمنى أن أرى مشروعاً زراعياً ضخماً للنخيل بوسط الصحراء الكويتية».
الحسن
أما الناشط البيئي خالد الحسن فقال لـ «الراي»، إن «الأمر لا يقتصر على النخيل فقط، بل هو متعلّق بكافة الأشجار والمسطحات الخضراء التي تُعاني من شُح في عملية الري والمتابعة والتنظيف والتقليم والاستفادة منها حتى تستمر خضراء»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «الأشجار في الكويت فقط لونها أصفر أما في بقية الدول فلونها أخضر».
ورأى أن «القائمين على منح الأموال للجهات المختصة بمتابعة هذا الملف غير مدركين لأبعاد القضية، لأنه يتم تقليل الأموال والتقشف مما يتسبّب في خسائر أكبر، لأن زراعة الأشجار تكلّف الملايين ومن ثم يؤدي تقليل نفقات ريها إلى تدمير للمسطحات الخضراء في الكويت».
وأضاف أن «شجرة النخيل تُلّقب بالشجرة الكريمة ولها دلالة في تراثنا العربي الأصيل، وأنا أؤكد أن شباب الكويت لديهم القدرة على معالجة هذا الملف لكن التعيينات البارشوتية تحول بينه وبين القيام بخدمة وطنه».
العجمي
وليس بعيداً، قال الناشط فنيس العجمي لـ«الراي»، إن «الاستفادة من النخيل تتم بالتعاون بين الجهات الحكومية المختلفة»، مشدداً على «أهمية استغلال جهود المتطوعين والجمعيات الخيرية».
وعزا موت أشجار النخيل إلى «قلة المياه وعدم الاستفادة من المياه المهدرة»، مؤكداً أن «أشجار النخيل لا تصلح أن توضع في الشوارع، فمكانها الطبيعي في الحدائق والمزارع لأن الشوارع تجعلها عرضة للتلف».
وبيّن أن «كلفة صيانة النخيل باهظة وهناك بدائل لأشجار أخرى مثل السدر والطلح وكف مريم، وأنا أقترح التوجه للأشجار البرية المناسبة لبيئتنا كونها مقاومة للأمراض والتوقف عن زراعة النخيل».
واختتم قائلاً «من باب الإنصاف فإن هيئة شؤون الزراعة والثروة السمكية لها جهود إيجابية لكن المساحات كبيرة وعدم وجود مياه يؤثر على الحفاظ على أشجار النخيل».