No Script

رومانوسكي أكدت أن المرأة الكويتية كالأميركية تلعب دوراً حاسماً في المجتمع

السفيرة الأميركية لـ «الراي»: قيود «كورونا» حالت دون زيارتي الديوانيات

تصغير
تكبير

- منذ وصولي إلى الكويت قبل 7 أشهر لمست ترحيباً وانبهرت بحسن الاستقبال
- المرأة الكويتية حققت انتصارات عديدة في كفاحها من أجل المساواة
- تعيين 8 قاضيات كويتيات سابقة تاريخية لبقية دول الخليج
- ألهمتني شجاعة وبطولات شهيدات الكويت
- الديوانية حلم كل ديبلوماسي... توافر زيارة شرائح مختلفة من المجتمع الكويتي
- اتفاقيات السلام تستمر عند إشراك النساء في المفاوضات
- خطوة مهمة إقرار مجلس الأمة قانون العنف الأسري وتعديلات «الولاية الصحية»
- لا تختلف تحديات الديبلوماسيات عن تلك التي تواجهها النساء في المهن الأخرى
- بدأ اهتمامي بالشؤون الدولية عندما كنت طفلة صغيرة
- كولن باول قدوتي في المجال الديبلوماسي ولقد ألهمت قيادته كثيرين

فيما شددت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى البلاد الينا رومانوسكي، على ضرورة الوقوف والتفكر في أولئك الذين ضحوا بأرواحهم خلال الاحتلال العراقي للكويت، ومن بينهم 89 امرأة، أوضحت أن شجاعة وبطولة أسرار القبندي ووفاء العامر وسناء الفودري وسعاد حسن وتحديهن الاحتلال، كانت مصدر إلهام لها.

وأكدت رومانوسكي في لقاء مع «الراي»، أن الزمن يتغير والنساء في جميع أنحاء العالم يحرزن تقدماً، لافتة إلى أن التحديات التي تواجهها الديبلوماسيات لا تختلف عن تلك التي تواجهها النساء في المهن الأخرى، موضحة أن اهتمامها بالشؤون الدولية، بدأ عندما كانت طفلة صغيرة.

وأعربت عن فخرها بالخدمة لما يقرب من 40 عاماً في عدد من الوكالات الحكومية الأميركية، مؤكدة أن الديبلوماسية مهنة ممتعة ومجزية، إذا كان لديك أذن للغة وشغف بالتعلم عن الثقافات الأخرى، وحس تحليلي، مشيرة إلى أن كولن باول هو قدوتها في المجال الديبلوماسي، والذي ألهمت قيادته وخدمته للآخرين، الكثيرين.

وذكرت أن اتفاقيات السلام، من المرجح أن تستمر، عندما يتم إشراك النساء في المفاوضات، لافتة إلى أن الديوانية هي حلم كل ديبلوماسي، وأن النقاش عبر الإنترنت ليس كاللقاء وجهاً لوجه، على الرغم من التحديات التي يمثلها فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19).

وأكدت أن المرأة الكويتية تمكنت من تحقيق انتصارات عديدة، مع استمرارها في كفاحها من أجل المساواة. وفي ما يلي نص اللقاء:

• هل يمكنك أن تخبرينا قليلاً عن خلفيتكِ المهنية، وكيف دخلتِ السلك الديبلوماسي؟

- بدأ اهتمامي بالشؤون الدولية عندما كنت طفلة صغيرة، وكانت الثقافات واللغات المختلفة والسفر الدولي جزءاً كبيراً من نشأتي، هاجر والداي إلى أميركا، وكانت محادثتنا على مائدة العشاء تدور غالباً حول عائلاتنا «في الوطن» والتجارب المختلفة التي نشأوا عليها.

انتقلت عائلتنا أيضاً إلى سويسرا لمدة عام، حيث بدأت الدراسة وتعلمت الفرنسية، وسافرنا في جميع أنحاء أوروبا.

وبعد تخرجي في المدرسة الثانوية، ذهبت لدراسة تاريخ الشرق الأوسط والعلاقات الدولية في جامعة شيكاغو في منتصف السبعينيات، وهو اختيار حكيم، نظراً إلى مدى سرعة تطور الشؤون العالمية في ذلك الوقت.

كانت أميركا تتعامل وقتها مع أزمة «ووترغيت»، وبدأت مارغريت تاتشر حقبة جديدة في بريطانيا كأول رئيسة وزراء، وأرهقت منظمة «أوبك» الاقتصاد العالمي بعد إعلان الحظر النفطي، وتوقيع إسرائيل ومصر معاهدة سلام تاريخية، لقد كان عقداً ديناميكياً على أقل تقدير، وأصبحت مفتونةً بالسياسة الدولية لمعرفة وكيف عملت الدول والشعوب والحكومات، لحل النزاعات وإحراز تقدم في تطوير الاقتصادات والحكم والأمن.

وبعد حصولي على درجة الماجستير، انتقلت إلى واشنطن العاصمة، لبدء مسيرتي المهنية مع حكومة الولايات المتحدة، والعمل على تطوير وتنفيذ بنود السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة.

لقد خدمت بفخر لما يقرب من 40 عاماً في جهات حكومية أميركية عدة، بما في ذلك وزارتا الخارجية والدفاع، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ووكالة المخابرات المركزية.

وهذه هي المرة الأولى التي أعمل فيها كسفيرة، وأنا فخورة بتمثيل بلدي في الكويت، أتطلع إلى إحياء مناسبتين مهمتين العام المقبل، وهما مرور 60 عاماً على العلاقات الديبلوماسية الأميركية- الكويتية، والذكرى الثلاثين منذ أن قادت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً لتحرير الكويت.

• ما التحديات التي واجهتيها بصفتك ديبلوماسية؟ وما مدى سهولة أو صعوبة عمل المرأة في الديبلوماسية برأيك؟ وما تأثيره على حياتك العائلية؟

- لا تختلف التحديات التي تواجهها الديبلوماسيات اليوم عن تلك التي تواجهها النساء في المهن الأخرى، نعمل بجد، ويمكننا العمل لساعات طويلة، ويمكن استدعاؤنا بعيداً عن عائلاتنا دون تحضير مسبق، ولتحقيق النجاح، نبني شبكة علاقات مهنية، ونبحث عن مرشدين أقوياء، ونبحث عن الفرص التي تمكننا من إظهار أفضل الصفات، يجب أن تكون هؤلاء النساء، ممن يتقلدن مناصب عليا، قدوة للجيل القادم من الديبلوماسيات.

الديبلوماسية مهنة مثل العديد من المهن التي تحتاج إلى مشاركة أكبر من النساء، ولم يتحقق ذلك حتى عام 1949، أي بعد خمسة وعشرين عاماً من إنشاء سلك الخدمة الخارجية الأميركية، عندما عين الرئيس هاري ترومان أول سفيرة لأميركا. واليوم، يشكل الرجال 60 في المئة من مجموع أخصائي الخدمة الخارجية، وأكثر من 70 في المئة من المتخصصين في الخدمة الخارجية.

لا شك أننا بحاجة إلى تشجيع المزيد من النساء على الالتحاق بصفوف الديبلوماسية وأن يصبحن سفيرات.

لا شك بأن الزمن آخذ في التغير، والنساء في جميع أنحاء العالم يحرزن تقدماً ملحوظاً في كافة المجالات.

ترأست وتترأس النساء العديد من البلدان منها على سبيل المثال لا الحصر: ألمانيا وسويسرا ونيوزيلندا وبنغلاديش والنرويج وفنلندا. علاوة على ذلك، ارتفعت نسبة تمثيل المرأة في البرلمانات العربية من 10 إلى 18 في المئة بين عامي 2012 و2017. وحتى عندما يتعلق الأمر بحفظ السلام، تُظهر إحصاءات الأمم المتحدة أن اتفاقيات السلام من المرجح أن تستمر عندما يتم إشراك النساء في المفاوضات.

وبغض النظر عن كونك رجلاً أو امرأة، أن تكون ديبلوماسياً ليس بالأمر السهل، وعالم السياسة الدولية سريع الخطى، نلعب دوراً مهماً من خلال تمثيل الولايات المتحدة في الخارج وتعزيز علاقاتنا مع البلدان في جميع أنحاء العالم.

إنها أيضاً مهنة ممتعة ومجزية، خصوصاً إذا كان لديك أذن للغة وشغف بالتعلم عن الثقافات الأخرى وحس تحليلي، ويمكن أن توافر مهنة الديبلوماسي أيضاً فرصة فريدة لعائلاتهم للعيش والسفر إلى الخارج.

• هل تواجهين أي عقبات كونك سيدة ديبلوماسية في الكويت، خصوصاً في ثقافة الديوانية الكويتية؟

-تتمتع الولايات المتحدة والكويت بعلاقة وثيقة طويلة الأمد، ومنذ وصولي إلى الكويت قبل سبعة أشهر، لمست ترحيباً حاراً، وسعدت بشكل خاص، بل وتفاجأت وسررت بالاستقبال الجميل على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال حسابي على منصة تويتر.

أعتقد أن الديوانية هي حلم كل ديبلوماسي، حيث توافر للزوار مثلي فرصة زيارة شرائح مختلفة من المجتمع الكويتي والتعرف على ثقافتهم وتقاليدهم الغنية. قيود فيروس «كورونا»، حالت دون قدرتي على زيارة الديوانيات، لكنني أتطلع إلى القيام بذلك بمجرد إعادة فتحها.

وبفضل التكنولوجيا، تمكنت من التغلب على بعض القيود التي فرضها الوباء علينا جميعاً. لقد شاركت في عشرات النقاشات عبر الإنترنت، مع الصحافيين وممثلي المجتمع المدني وأصحاب العمل الكويتيين والأكاديميين، وحتى الطلبة في الكويت، كديبلوماسية، أعترف بأن الأمر ليس مماثلاً للالتقاء مع الأفراد وجهاً لوجه.

• من قدوتك في مجال الديبلوماسية؟

- إنني معجبة بكولن باول، صاحب مسيرة مهنية مميزة للغاية كوزير للخارجية ومستشار للأمن القومي ورئيس سابق لهيئة الأركان المشتركة خلال حرب الخليج الأولى.

لقد ألهمت قيادته وخدمته للآخرين الكثيرين، فقد عمل باول بشكل وثيق مع رؤساء كلا الحزبين السياسيين لمصلحة الولايات المتحدة، وأنا أحترم ذلك بشدة. وكرئيس لهيئة الأركان المشتركة، قاد باول الاستراتيجية التي أدت إلى انتصار الجيش الأميركي في حرب الخليج الأولى.

وكوزير للخارجية، كان له تأثير عميق على السياسة الخارجية.

كان باول أيضاً رائداً.

فكان أول وزير خارجية أميركي من أصل أفريقي، ونشأ في برونكس في مدينة نيويورك المعروفة بتنوعها الكبير.

تعلم التواصل مع الناس من جميع المشارب والخلفيات، وتبنى التنوع الثقافي، واعتبرالاختلافات في وجهات النظر أمراً ثميناً، وذلك أمر غاية في الأهمية لدى العمل في السلك الديبلوماسي.

• كيف ترين دور المرأة في المجتمع الكويتي؟

- تلعب المرأة الكويتية، مثل نظيراتها في أميركا، دوراً حاسماً في المجتمع، منذ حصولها على حق التصويت في عام 2005، ونجحت في العمل كوزيرة ونائبة في البرلمان وقائدة في مؤسسات المجتمع المدني.

وفي الشهرين الماضيين، تمكنت المرأة الكويتية من تحقيق انتصارات عديدة مع استمرارها في كفاحها من أجل المساواة.

بفضل جهود الضغط الدؤوبة التي بذلتها مجموعة (Abolish153)، وهي مجموعة مناصرة بقيادة فريق من النساء الكويتيات، أقر مجلس الأمة مشروع قانون مهم للعنف الأسري، بالإضافة إلى ذلك، تم إجراء تعديلات على قانون الولاية الصحية مما يمنح الأمهات الحق في السماح بالعلاج الطبي لأطفالهن دون طلب موافقة الذكور.

وفي خطوة تاريخية تشكل سابقة لبقية دول الخليج، عينت الكويت 8 سيدات في سلك القضاء للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

وأخيراً، فيما نستعد للاحتفال بمرور ثلاثة عقود على تحرير الكويت، يجب أن نقف ونتفكر في أولئك الذين ضحوا بأرواحهم خلال الاحتلال العراقي، ومن بينهم 89 امرأة.

أسرار القبندي ووفاء العامر وسناء الفودري وسعاد حسن، من النساء الكويتيات اللواتي قاتلن من أجل وطنهن وتحدين الاحتلال، إن شجاعتهن وبطولاتهن مصدر إلهام لي.

تجربتي في الكويت... إيجابية للغاية

معلقة على تجربتها في الكويت كديبلوماسية، وبعض المسؤوليات التي تحملتها حتى الآن، وأولوياتها خلال فترة عملها قالت رومانوسكي «لقد مررت بتجربة إيجابية للغاية حتى الآن في الكويت على الرغم من التحديات التي يمثلها فيروس كورونا، وحالياً، أعمل مع حكومة الكويت لتنفيذ العديد من المبادرات المتبادلة التي اتفقنا عليها، ضمن بنود الحوار الاستراتيجي الأميركي-الكويتي، والذي يمثل إطاراً أساسياً، لبناء أسس أقوى لبلدينا».

وأضافت «أركز على تعميق تعاوننا في القضايا الإقليمية والثنائية، على سبيل المثال العمل مع الكويت، للحفاظ على أمن ووحدة الخليج والتصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة».

واستطردت «حالة اقتصاداتنا هي الشغل الشاغل ويبلغ حجم التجارة بين الولايات المتحدة والكويت نحو 5 مليارات دولار، وأنا أعمل عن كثب مع غرفة التجارة الأميركية في الكويت، لضمان بقاء الأعمال التجارية الأميركية نشطة هنا، وأتطلع أيضاً إلى تعميق تعاوننا في مجالات التعليم والرعاية الصحية وأمن الحدود والتعليم الإلكتروني وممارسة الأعمال التجارية بشكل افتراضي».

أستمتع بالبناء على ما حققه من سبقوني

في ردها على سؤال حول ما تستمتع به كونها ديبلوماسية قالت رومانوسكي، أتذكر أنني قدمت عرضاً تقديمياً منذ أكثر من عشر سنوات أثناء خدمتي في مكتب الشؤون التعليمية والثقافية في واشنطن، لقد تحدثت إلى ضباط الخدمة الخارجية الشباب في اجتماع مفتوح حول أهمية برامج التبادل الدولية والفرص المذهلة التي توافرها لبناء تفاهم متبادل بين أميركا والبلدان في جميع أنحاء العالم، وهذا ما يتلخص فيه عملي حتى اليوم كسفيرة للولايات المتحدة في الكويت.

إن التعاون مع شعب وحكومة الكويت للبناء على ما حققه من سبقوني، وتعزيز العلاقات طويلة الأمد بين بلدينا هو أكثر ما أستمتع به في عملي.

الديبلوماسيات حول العالم

بعد ارتفاع أعداد النساء من الديبلوماسيات حول العالم، للمرة الأولى يشهد السلك الديبلوماسي في الكويت أكبر عدد من السفيرات المعتمدات في البلاد.

«المرأة في الديبلوماسية» هو عنوان لحلقات تعرض النساء اللواتي برعن في الديبلوماسية أو استخدمن الديبلوماسية كأداة لتعزيز العلاقات بين الناس من مختلف البلدان.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي