No Script

لا نوم آناء الليل وروائح كريهة على مدار الساعة تخنق الأنفاس

انبعاثات المردم... تُدمع «العيون»

تصغير
تكبير

لا نوم أثناء الليل من نباح الكلاب... وعلى مدار الليل والنهار روائح تهدد الأطفال بالاختناق، وتفاقم معاناة مرضى الربو وضيق التنفس... وحرمان من أبسط حاجات البيوت في أن تجدد هواء غرفها، ومن ممارسة الأهالي رياضة المشي... إنه مردم النفايات في الجهراء... القنبلة الموقوتة الدائمة، باعث القلق والمعاناة المستمرين لأهالي «العيون»، تلك المنطقة التي أراد من أسماها بذلك، رمزاً ومنبعاً للماء، جاعل الحياة في كل شيء، فباتت عنواناً لكل ما يرمز إلى الهلاك، فلم يتبقَ لـ«العيون» سوى الدموع.

أهالي العيون في محافظة الجهراء، يشكون الأمرين من المردم، الذي لا يبعد سوى بضعة كيلومترات، وبات بفعل توسعه والزحف العمراني من حوله، يحاصر حياتهم اليومية، ويسبب الكثير من المشاكل للقاطنين.

«الراي» جالت مع عضو المجلس البلدي أحمد هديان العنزي، في موقع المردم، حيث شرح معاناة أهالي العيون، من مردم النفايات بالقرب من منازلهم، وانبعاث الروائح الكريهة والدخان منه، بالإضافة إلى أنه أصبح مأوى للكلاب الضالة، وعليه أصبح المردم يهدد نقاء البيئة وصحة الأهالي.

وأضاف هديان أن «مردم الجهراء أصبح بين منطقتين سكنيتين، هما الجهراء ومشروع النعائم قيد الإنشاء، إذ إن المناطق السكنية تتمدد إلى 30 كيلومتراً، وعليه يجب نقل المردم إلى المناطق الحدودية»، مشيرا إلى أن المشاريع المقرر أن تقام على الموقع، هي سوق الخيام وحراج السيارات.

وبيّن أنه تقدم بمقترح لنقل المردم إلى المناطق الحدودية، مردفاً «سأتابعه عن كثب لحين نقله إلى خارج المحافظة، علماً بأنني قدمت اقتراحات عدة بنقله في الفترة الماضية، وقد وعودوني خيراً في ذلك، وسأواصل العمل والمتابعة حتى ينتهي هذا الأمر».

وزارت «الراي» ديوانيات عدة، والتقت روادها، حيث لا حديث للأهالي إلا المعاناة المستمرة من المردم.

وفي هذا السياق، قال المواطن سعود الخمسان: «بدأت المشكلة منذ 7 سنوات من خلال انبعاثات كثيفة من المردم، نتيجة حرق المخلفات المتزايدة والتي تتطاير في الهواء باتجاه المنطقة السكنية، إذ لايبعد المردم سوى كيلومترات عدة».

وأضاف انه «نظراً لقرب المردم من منطقة الجهراء الشمالية، يشكو أهالي العيون من (الدركترات)، والرائحة الكريهة التي تغطي المنطقة بشكل مستمر، ومع تغير اتجاه الهواء».

وعن تحرك الأهالي، أشار الخمسان إلى أنه تم إيصال «شكاوى الأهالي إلى عضو المجلس هديان، الذي وعدنا خيراً بتبني المطالب»، مناشداً الجهات المعنية نقل المردم لما سببه من ضرر بيئي ووضع حل سريع لهذه المشكلة، لتكون الجهراء نظيفة خالية من الملوثات البيئية.

وعن معاناة أهالي المنطقة، قال المواطن مشعل الصليلي، إن المشكلة «تتفاقم يوماً بعد يوم، حيث أصبحنا لا نستطيع النوم بالليل من نباح الكلاب الضالة التي تأوي إلى المردم وتتكاثر، بالإضافة إلى وجود الروائح المزعجة التي تصيب الأهالي بالاختناق، خصوصاً لدى بعضهم أمراض الربو وضيق التنفس وكذلك الأطفال».

وتمنى الصليلي سرعة نقل المردم إلى المناطق البعيدة، كحال سكراب السيارات الذي تم نقله نحو 40 كيلومتراً عن المناطق السكنية.

من جانبه، تطرق أحمد الخمسان إلى الأضرار البيئية والصحية على صحة أهالي المنطقة، خصوصاً الأشخاص الأكثر عرضة لأمراض الحساسية والتنفسية، فمع «انبعاث الروائح الكريهة مجبرون على الالتزام بعدم الخروج إلى ممشى المنطقة القريب من المردم، لانتشار الروائح».

وأضاف «جميع الأهالي يشتكون من الانبعاثات والروائح الكريهة من المردم وبشكل يومي، بالإضافة إلى كونه أصبح مأوى للكلاب الضالة، كما أن تضاريس المنطقة تغيرت بسبب المردم، مبيناً أنه «في حال تغير حركة الهواء باتجاه الغرب فإنها تحمل معها انبعاثات وروائح حرائق تزكم الأنوف».

وانتقد وجود المردم والحرائق بداخله قرب المناطق السكنية، آملا من الجهات المعنية الإسراع في معالجة الأمر ونقله إلى موقع آخر لأنه أصبح يقلق سكان المنطقة.

بدوره، قال المواطن عادل العنزي إن المردم سبب معضلة لأهالي المنطقة «لا نجد معها حلاً بسبب الروائح المنبعثة من المردم، إذ حُرم سكان المناطق القريبة من الجلوس أمام منازلهم، خصوصا في هذه الأجواء، كما لايمكن للأهالي فتح نوافذ المنازل لتهويتها، نظراً للانبعاثات المزعجة من المردم».

وبيّن العنزي أن المردم أصبح مأوى للكلاب الضالة، ما حرم الأهالي من ممارسة رياضة المشي خشية تهجم الكلاب، داعياً إلى ضرورة زيادة جهود البلدية والجهات الرقابية لمعالجة القضية.

بدوره، دعا فرحان الخمسان إلى سرعة نقل موقع المردم إلى موقع آخر خاصة مع التوسع العمراني، حيث أصبحت المناطق السكنية تحيط به من جوانب عدة.

وأشار إلى أضرار المردم، من كونه مأوى للكلاب الضالة، والأضرار البيئية مثل الحفريات، التي انتهت ويجب أن تدفن.

وشدد المواطن طلال محمد الصليلي، على ضرورة إيجاد أماكن بديلة عن الموقع الحالي، حيث إن المناطق السكنية زحفت إلى المردم، مبيناً أن المعاناة تزيد في حال تغير اتجاه الهواء محملة بالروائح الكريهة التي تحرم الأهالي من الجلوس أمام منازلهم، متمنياً سرعة الاستجابة لمطالب الأهالي بنقل المردم، قبل أن يلحق الضرر بالصحة العامة، خصوصا وأن المشكلة ليست وليدة اليوم وإنما هي منذ سنوات عدة، من دون تحرك فعلي لإنقاذ المنطقة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي