No Script

توفي بعد رحلة عطاء نثرَ خلالها الخيرَ في كل مكان

عبدالعزيز الحسن... رحيل الطبيب الإنسان

عبدالعزيز الحسن
عبدالعزيز الحسن
تصغير
تكبير

- عيسى العيسى: الكويت خسرت واحداً من خِيرة شبابها في المجالين الطبي والإنساني
- مشاري الفوزان: بوعدنان...كثيراً ما عمل الخير مع الأسر المتعففة
- بصيص العجمي: مدرسة بالأخلاق والعلم
- عبدالله العوضي: مثال يُحتذى به في كل شيء
- طلال الرياحي: دائماً يقدّم الإنسانية على نفسه
- طارق بورزق: سمح ولديه حل لكل مشكلة
- جمعية النجاة: كانت له صولة في كل ميدان عمل خيري
- لجنة التعريف بالإسلام: نسأل الله أن يجعل ما قدّم في موازين حسناته

كم كان فقدك مُفجعاً!

الخلوق، المحبوب، المهذب، رجل الخير والمبادرات الإنسانية.

... كثيرة هي الصفات التي أُطلقت على الطبيب الإنسان، استشاري طب أسنان الأطفال الدكتور عبدالعزيز الحسن، الذي انتقل، أمس، إلى رحمة الله تعالى بعد معركة مع مرض السرطان.

وكما كان حب الخير والعطاء، سجية في الفقيد، فقد سارع محبوه وأصدقاؤه بعد إصابته بالمرض الخبيث إلى إطلاق مبادرة لإنشاء مجمع تعليمي لتدريس الطلبة السوريين النازحين إلى تركيا حتى يواصلوا عمل الخير الذي اعتاد على عمله.

«الراي» تواصلت مع زملاء الراحل وبعض من أصدقائه، وفي البداية، نعاه استشاري طب الأسنان الدكتور عيسى العيسى، والذي زامل الفقيد في عيادة «أسنان تاور»، وقال: «ليست العيادة فقط التي خسرته، وليس فقط أهله وأصدقاؤه من خسروه، بل الكويت قد خسرت واحداً من خيرة شبابها في المجالين الطبي والإنساني، لقد عملت معه بداوم جزئي طوال أربع سنوات وبدوام كامل طوال ثماني سنوات، وطوال هذه المدة لم أذكر أنه قد ترك فرضاً واحداً أو أساء إلى إنسان ما أو تسبّب في مشكلة، كان رجلاً وزميلاً ورب أسرة من أروع ما يكون».

وأكمل: «في وقت فراغه عندما ينتهي من كل مراجعيه الأطفال الذين حببهم في طبيب الأطفال، يعود إلى بيته ليس للراحة، بل ليباشر مساعدة الناس بالتعاون في كل مرة مع لجنة خيرية مختلفة، وهو العمل الذي حرص عليه شهرياً مع فريقه (صناع الخير).

عبدالعزيز كان علماً من أعلام الكويت، وأنا أقول (إن الله إذا أحبّ إنساناً ابتلاه، والطيبون أقرب للجنة)، لم يرحل من هذه الحياة إلا وقد عمل كل شيء يحبه، ولم يرحل إلا وقد شاهد حب الناس له بنفسه من خلال أكبر مشروع تعليمي خيري قمنا به في تركيا، وتم ذلك في بداية مرضه بسرطان المخ، كان حلمه وشغفه كله متعلقاً في التعليم لهذا بادرنا بهذا المشروع الذي ما زال قائماً تحت اسم (مجمع عبدالعزيز الحسن التعليمي) في تركيا».

أما الدكتور مشاري الفوزان (تخصص تقويم أسنان)، فقال: «فعلاً سوف نفقد أعماله الخيرة التي لا حصر لها، وبما أنّ الله قد توفاه سأقول بعضاً منها، إذ كان الدكتور عبدالعزيز كثير عمل الخير مع الأسر المتعففة (كل أعماله بينه وبين الله، وما يسولف عنها)، وكان حريصاً على أن يتعامل مع هذه الأسر بنفسه من دون وسيط ليقدم لها عمل الخير، أدعو الله القدير أن يتقبلها منه، ونحسبه بإذن الله من الصالحين، ولا نزكي على الله أحداً».

وتابع الفوزان: «لا يوجد أي مثيل له كأخلاق وسنع وكلام طيب مع الناس كلها، دائماً تراه مبتسماً بشوش الوجه، رحمه الله صاحب خلق عال لا يختلف عليه اثنان، ولا أذكر بتاتاً أنه طوال فترة زمالتي له في (أسنان تاور) قد أساء إلى زميل ما أو مريض أو حتى اختلف في الرأي».

أما الدكتور بصيص العجمي (تخصص لثة – عضو جمعية طب الأسنان)، فقال: «كان،رحمة الله عليه، الدكتور عبدالعزيز الحسن (بوعدنان) قدوة حية، ومثالا حياً يقتدى فيه من حيث الإخلاص والتفاني بالعمل، كان مدرسة بالأخلاق والعلم. وشخصياً أعرف مجموعة كبيرة من الأطباء المتخصصين بالأطفال ممن يحبونه كثيراً كونه كان السبب وراء حبهم لهذا التخصص والعمل فيه».

وأكمل: «بوعدنان كان ظاهره مثل باطنه، بمعنى يخفي ما يظهر، كما كان مخلصاً يخاف الله عز وجل ودائماً قلبه على الناس الضعفاء. فعلاً الكلمات تعجز عن وصفه، إذ أشبهه بالمدرسة المتحرّكة التي تقدم النصح من دون أن ينصح من خلال تصرفاته وحركاته التي تُضرب بها أروع الأمثلة، أسأل الله أن يغفر له ويرحمه».

من جانبه، نعى الدكتور عبدالله العوضي (علاج عصب وأقنية جذور) في مركز العدان التخصصي، الراحل، بقوله «قد يقول البعض إن كلامي في حق الراحل خيالي، لكن هو ما لمسته فعلاً، فهو إنسان وشخصية لن تتكرّر، وشخصية استثنائية ومتفانٍ في عمله، خلوق ويساعد الجميع، وكل من تعامل معه استشعر هذا الأمر، والجميع قد أخذوا نصيباً من عطائه سواء من الدكاترة أو المرضى... فعلاً كان مثالاً يُحتذى به في كل شيء سواء من تعامله مع المرضى أو مع زملائه وحتى في أنشطته الخيرية... الدكتور عبدالعزيز خسارة كبيرة لنا ولوزارة الصحة، الله يرحمه».

ووصف الدكتور طلال الرياحي (طـب الأسنان التحفظي وتجميل الأسنان)، بعيادة «أسنان تاور»، الحسن بأنه «لم يكن زميل عمل أو صديقاً، بل كان أخاً بمعنى الكلمة، كان قدوة بكل تفاصيل حياته على المستوى العملي والطبي والعائلي والصداقة والأخوّة (ما أقدر أوصف لك شنو هالإنسان)، عظّم الله أجر الكويت فيه. كان دائماً يقدم الإنسانية على نفسه، محباً لعمل الخير، دوماً يفكر براحة الناس ومساعدتهم ولهذا كان مبدعاً بعمله، كان إنساناً قبل أن يكون طبيباً، مهما قلت لن نوفيه حقه».

إلى ذلك، ذكر الدكتور طارق بورزق (استشاري تركيبات وتجميل وزراعة أسنان)،: «لا أعلم من أين أبدأ رثائي (بوعدنان جاري من عمر)، فهو صديق الدراسة أيام الطفولة وفي الغربة، بعدها عملنا معاً في الجامعة ثم في (أسنان تاور)، أعرفه منذ مدة تزيد على 35 عاماً، وطوال هذه المدة لم أرَ منه عيباً ولم يزعل أحداً أو يؤذي مخلوقاً أو يجرح أحداً بكلمة. سبحان الله كان سمحاً ولديه حل لكل مشكلة (لما تقعد معاه ترتاح)، وأنا على مدار الـ 12 عاماً ونحن نعمل معاً في (أسنان تاور) وفي كل صباح نشرب قهوتنا معاً».

وأكمل: «فقدانه صعب على القلب، إذ كان دائماً محباً للعمل الخيري، ومن شدة ثقتنا به كنا نعطيه زكاتنا وصدقاتنا كوننا نعلم أنها سوف تذهب لمن يستحقها. تعلمنا منه التواضع وحب عمل الخير الذي سحبنا إليه من دون استئذان، كذلك كان،رحمه الله، مطلعاً في علوم الدين والدنيا وكان مرجعنا في كل ما نجهله، الله يرحمه».

ونعت جمعية «النجاة» الخيرية الفقيد، وقالت: «رحم الله الدكتور عبدالعزيز الحسن، كانت له صولة في كل ميدان خيري، نثر بذور الخير في كل أرض، فأينعت نوراً وسعادة في قلوب الفقراء رحل عنا، ولكن سيظل ذكراه في أعماله المباركة».

بدوره، قال مشرف العلاقات العامة والإعلام بلجنة التعريف بالإسلام جودة الفارس: «رحم الله الدكتور عبدالعزيز الحسن، كان معنا في أغلب الحملات الخيرية الدعوية، وأيضاً في حملة (حقهم علينا) الخاصة بلجنة التعريف بالإسلام، نسأل الله أن يجعل ما قدم في موازين حسناته، ويرفع بها درجته في عليين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي