محمد العوضي / خواطر قلم / السفالة الأكاديمية... وجمعية الخريجين!

تصغير
تكبير

كتب الدكتور الفاضل خالد القحص مقالاً بتاريخ 26/12/2007 بعنوان «قذائف العوضي... هل أصابت الهدف»؟ وأعيد نشر المقال في مجلة «آفاق» الجامعية، ومقال الدكتور خالد القحص نموذج للرقي في النقد لأنه بعيد عن الشخصانية، كما ينطوي على ذوق رفيع في حسن ظنه بمن يختلف معه، وهذا ليس بغريب على دكتور سمعت ثناء الطلبة عليه وارتياحهم لأبوته لهم، واذا كان مقالنا السابق يحمل عنواناً استفزازياً وهو: «الدكتور القحص وهاتك أعراض الطلبة» فإن هذا نمط أسير عليه ولي فيه مآرب عديدة ولعل الدكتور ياسين الياسين استاذ الإعلام في جامعة الكويت له ملاحظات نقدية على هذه الطريقة نبهني اليها مشكوراً... ولكن للتوضيح فإن الواو في عنوان المقال السابق هي للعطف والشيء لا يعطف على نفسه فالعطف يقتضي المغايرة بين الأمرين فالدكتور موضوع وهاتك أعراض الطلبة موضوع آخر وشتان بين الثرى والثريا... ومعلوم ان العناوين يتوخى فيها الاختصار تماماً كعنوان مقالنا اليوم... إذاً الواو للعطف والمغايرة.

أتفق مع الدكتور القحص في أمور عديدة في مقاله منها قوله «الإعلام ليس دوره أن يعالج الخطأ بشكل كامل بل دوره في اثارة الموضوع والتوعية به لكي يتخذ أصحاب القرار الاجراءات الكفيلة بعدم تكرار مثل هذه الظاهرة»... وأنا معك دكتور (100 في المئة) وهذا ما نكرره ونقوله في الإعلام والصحافة والمنتديات العامة اجابة على الذين يقولون وماذا بعد النصح والتوجيه؟ هل سيكون هناك حلول جذرية لمثل هذه المشكلات؟.

كما أتفق مع أخي القحص بأن نقاشي كان قاسياً ولاذعاً، إلا أنني أختلف معه في عدة قضايا لاختلاف المنطلقات او لأن بعض المسائل تقديرية كل يرصدها من زاويته الخاصة بناء على فهمه وتصوره لمجمل المشكلة.

يقول الدكتور: «اعتقد ان الصديق العوضي قد جانبه الصواب حين أطال في إثارة الموضوع على مدى أربع حلقات...» يقصد حلقات برنامج قذائف ضد عبث الدكاترة... وأرى ان في الرجوع إلى الحلقات الأربع نجد أنها لم تكن حول جزئية واحدة وهي التحرش الجنسي، وانما كانت أول حلقة تمهيداً لمصطلح الدكتور، ومصداقيته وكيفية استغلاله وأوردنا كلام العلامة محمود شاكر في كتابيه «أباطيل وأسمار» و«المتنبي» ثم كلام إمام اللغة في الشام محمد راتب النفاخ وعرضنا كتاب جلال أمين «عصر الجماهير الغفيرة» وأنه كتب عن التلاعب بمصطلح الدكتور، ومقالات علامة الجزيرة حمد الجاسر عن عبث الدكاترة في مجلة «العرب» وكان مرادنا من ذلك هو التأكيد على خطورة الموضوع من زوايا مختلفة، ثم عن ديكتاتورية الدكاترة في الغياب والتسيب وضياع الأمانة، والتحزب في تقسيم الدرجات، والقبيلة والعائلة والمذهبية، ثم عرضت أمثلة عملية على المتاجرة بالسلطة من الاستغلال المالي للطلبة بأمثلة قاسية، العجيب أنه لم يعترض عليها أحد لا جمعية أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت ولا جمعية الخريجين، والحلقة الرابعة خصصناها لتحرش الطالبات أي عكس الموضوع المعترض عليه من قبل بعض الزملاء لإحداث التوازن واعطاء الصورة الكلية، وحلقة استضفنا فيها محاميا موكلا عن إحدى الطالبات من اللاتي لم تتحرك ادارة كليتها في أخذ حقها من الدكتور الذئب... أقصد من هذا الاسهاب ان الحلقات كانت شديدة التنوع متعددة المحاور وكان أحدها محور التحرش الجنسي، لكني أظن أن الذي أثار بعض الدكاترة هو الطريقة الشعبية والاسلوب التصويري الذي رويت به حكايات التحرش الجنسي، وبالعامية. ما جعل الرسالة أكثر تشخيصاً وأشد وقعاً على نفوس الجماهير.

وكانت احدى الحلقات خاصة عن انحرافات الدكاترة الفكرية وطعنهم في مسلمات العقيدة، وابتعدنا عن الطرح المحلي وتناولنا الدكتور نصر حامد أبو زيد نموذجاً وعرضنا كتبه وبينا تحريفاته وتزويراته بالدليل والصفحة فالقضية ليست كما يصورها الدكتور القحص بأنها أربع حلقات في محور واحد.

وتأتي مسألة أخالفه فيها قوله: «الذي يتحكم بتفسير النص الإعلامي هو الجمهور هو أنا وأنت وليس هناك صح أو خطأ في هذا، فالمرجعية هي خبرتك وصفاتك الشخصية ومزاجك حين تعرضت لوسائل الإعلام».

وهذا الكلام يحتاج إلى تفكيك... أولاً ما من رسالة إعلامية بمعناها الواسع إلا ويتنوع مفهوم الناس في استقبالها، بل ان الوحي الواضح والرسل المعصومين استقبل الناس كتبهم السماوية بتعددية في المواقف لاعتبارات أكثر مما ذكره الزميل يطول شرحها. فالقذائف التي وجهناها ضد الدكاترة واللوائح الجامعية ومواقف الإدارات في الكليات كان لها وقع مختلف عند الناس، فجمعية الخريجين اصدروا بياناً بلغ من فشله أنهم وقعوا أسرى لنظرية المؤامرة وقالوا انها حملة مخططة تستهدف فرض رؤى معينة على المجتمع الكويتي!! الطالبات المعتدى عليهن رحبن وشكرن، كثير من الدكاترة امتعض وغيرهم قالوا زين تسوي فيهم، أما جماهير الطلاب فيريدون المزيد من النقد، مسؤولون اتصلوا يطلبون تزويدهم بالمعلومات... الخ ومن أطرف التفسيرات ان أحدهم كتب مقالاً في جريدة «الراي» تحت عنوان «أم عادل نقلي معلمات»! يقول فيه: «ووفقاً لـ«قذائف» العوضي فإن ثلاثة أرباع الدكاترة في الجامعة ونصفهم في التربية، وربعهم في التكنولوجيا، وثلثهم في التجاري... فاسقون فاجرون، مارقون، زنادقة، ملاحدة»... فأنت ترى أن كلامنا على سفالة الأكاديميين يستقبل بتنوع كبير بما في ذلك الغيبوبة الفكرية التي يتحول فيها التحرش الجنسي عند الدكاترة إلى زندقة والحاد ومروق، وللحديث بقية.


محمد العوضي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي