(عامية انطلياس) على خشبة بيبلوس
«صيف 840 » تقدم للمرة الثانية بعد 22 عاماً
لقطة من مسرحية «صيف 840»
مشهد من افتتاح مهرجان بيبلوس بمسرحية «صيف 840»
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
«صيف 840» مسرحية استندت الى مضمونها (عامية انطلياس 1840) قدمت في العام 1987 على مدى اكثر من سنتين، وكانت مهداة الى روح الراحل الكبير عاصي الرحباني.
وبناء على تعاون بين الاخوة مروان، غدي وأسامة الرحباني ومهرجانات بيبلوس الدولية انطلق العرض الافتتاحي على اساس خمس حفلات انتهت يوم (الاربعاء الماضي)، بعدما تردد ان هناك رغبة في التمديد نظراً للاقبال الكبير على حجز المقاعد طوال ايام العرض المعلنة.
الـ «عامية»
هي القانون الذي التأم اللبنانيون في النصف الاول من القرن الثامن عشر واتفقوا عليه مسلمين ومسيحيين وتعاهدوا على الدفاع معاً عن الارض والكيان لحمايته من اي اطماع او محاولات اخضاع.
وما زالت هذه العامية اشبه بالقاموس الذي يتم الاعتماد عليه كلما اراد لبناني ان يستشهد بالوضع العام ويخلص الى نتيجة مميزة حول مآل الامور.
الـ «عامية» حاضرة مئة في المئة. لكن حين التنفيذ يتبين ان الامير بشير الثاني مال الى فرنسا ومصر، فاذا بطرف لبناني يحمل السلاح ويتولى قيادة الثوار هو «سيف البحر» (غسان صليبا)، ولأن اي ثورة تحتمل الكثير من الاستنتاجات حول ارتباطاتها وتشعباتها، فان هذه الثورة تحديداً كانت لبنانية صرفة لا علاقة لها بكل الصور المتبادلة حول النضال وغاياته.
عاطفة
ميرا الجميلة (هبة طوجي) تقع في سحر سيف منذ اول لقاء، لكن والدها عساف (كرباج) اصر على اعطائها للبكباشي مختار (زياد سعيد) وجاء سيف ليغني في هذا الزفاف واستغلها فرصة لكي يخطف ميرا ويهرب بها، وتظل الامور على هذا النحو حتى انتصار الثورة.
سيبقى غسان صليبا طاقة غنائية كبيرة، واثبت ذلك في كل مواقف العمل، اضافة الى كاريسما حضوره الجاذبة.
كما ان هبة في اطلالتها الثانية من على خشبة رحبانية بعد بعودة الفينيقا تثبت انها خيار موفق جداً.
الفنان كرباج ما زال على همته الاولى التي استطاع من خلالها توظيف كامل خبرته، واذا ما استثنينا بعض الممثلين لأسباب عديدة نجد ان معظم الذين ظهروا كانوا في مواقعهم الطبيعية ولم يحصل رد فعل يذكر على السياق العام.
الموسيقى ساهم فيها الرحابنة الثلاثة، اي مروان، غدي وأسامة.
والرقص لم يختلف امره علينا كثيراً، خصوصاً اذا علمنا ان الفريق الاول للعمل هو نفسه الثاني، وبالتالي لا مجال لأي مقارنة باستثناء ان المشهدية التي واكبناها كانت رحبة، ضخمة، عميقة، وجيدة السبك، وكانت المجاميع تتراصف بكل دقة ثم تنفرج في اكثر من اتجاه.
اما الجمهور، فكان رائعاً بحق ولا مجال لاعطاء الصورة معنى آخر، فهو جاهز للتصفيق، للتفاعل، لأن يحضر بكثرة، لان يستمع ما دامت النتيجة في حضور الكثيرين معروفة سلفاً.
والذي يؤثر في السياق بحث بعض من لم يروا العمل عن شمّاعات للنيل من المسرحية، هكذا من دون مبرر، فقط للقول (مثلاً ولماذا لم يقدموا عملاً آخر غير صيف 840) يعني محاسبتهم لماذا لم يقدموا عملاً آخر، من دون التطلع الى ما قدموه فعلياً.
مهرجان
الاطار المهرجاني للمسرحية كان متميزا وفاعلا، فهذا الاقبال الذي يؤمنه الناس يعطي انطباعاً عما هو عليه مزاج الجمهور في كل الحالات. والذي علينا رصده في السياق هو ضرورة الحفاظ على رمز البيت الرحباني بكل اجياله خصوصاً الجيل الثاني الذي يرث مباشرة ما قدمه الاخوان الراحلان، وبالتالي عليهم اكمال المسيرة من بعدهما.
«صيف 840» مسرحية استندت الى مضمونها (عامية انطلياس 1840) قدمت في العام 1987 على مدى اكثر من سنتين، وكانت مهداة الى روح الراحل الكبير عاصي الرحباني.
وبناء على تعاون بين الاخوة مروان، غدي وأسامة الرحباني ومهرجانات بيبلوس الدولية انطلق العرض الافتتاحي على اساس خمس حفلات انتهت يوم (الاربعاء الماضي)، بعدما تردد ان هناك رغبة في التمديد نظراً للاقبال الكبير على حجز المقاعد طوال ايام العرض المعلنة.
الـ «عامية»
هي القانون الذي التأم اللبنانيون في النصف الاول من القرن الثامن عشر واتفقوا عليه مسلمين ومسيحيين وتعاهدوا على الدفاع معاً عن الارض والكيان لحمايته من اي اطماع او محاولات اخضاع.
وما زالت هذه العامية اشبه بالقاموس الذي يتم الاعتماد عليه كلما اراد لبناني ان يستشهد بالوضع العام ويخلص الى نتيجة مميزة حول مآل الامور.
الـ «عامية» حاضرة مئة في المئة. لكن حين التنفيذ يتبين ان الامير بشير الثاني مال الى فرنسا ومصر، فاذا بطرف لبناني يحمل السلاح ويتولى قيادة الثوار هو «سيف البحر» (غسان صليبا)، ولأن اي ثورة تحتمل الكثير من الاستنتاجات حول ارتباطاتها وتشعباتها، فان هذه الثورة تحديداً كانت لبنانية صرفة لا علاقة لها بكل الصور المتبادلة حول النضال وغاياته.
عاطفة
ميرا الجميلة (هبة طوجي) تقع في سحر سيف منذ اول لقاء، لكن والدها عساف (كرباج) اصر على اعطائها للبكباشي مختار (زياد سعيد) وجاء سيف ليغني في هذا الزفاف واستغلها فرصة لكي يخطف ميرا ويهرب بها، وتظل الامور على هذا النحو حتى انتصار الثورة.
سيبقى غسان صليبا طاقة غنائية كبيرة، واثبت ذلك في كل مواقف العمل، اضافة الى كاريسما حضوره الجاذبة.
كما ان هبة في اطلالتها الثانية من على خشبة رحبانية بعد بعودة الفينيقا تثبت انها خيار موفق جداً.
الفنان كرباج ما زال على همته الاولى التي استطاع من خلالها توظيف كامل خبرته، واذا ما استثنينا بعض الممثلين لأسباب عديدة نجد ان معظم الذين ظهروا كانوا في مواقعهم الطبيعية ولم يحصل رد فعل يذكر على السياق العام.
الموسيقى ساهم فيها الرحابنة الثلاثة، اي مروان، غدي وأسامة.
والرقص لم يختلف امره علينا كثيراً، خصوصاً اذا علمنا ان الفريق الاول للعمل هو نفسه الثاني، وبالتالي لا مجال لأي مقارنة باستثناء ان المشهدية التي واكبناها كانت رحبة، ضخمة، عميقة، وجيدة السبك، وكانت المجاميع تتراصف بكل دقة ثم تنفرج في اكثر من اتجاه.
اما الجمهور، فكان رائعاً بحق ولا مجال لاعطاء الصورة معنى آخر، فهو جاهز للتصفيق، للتفاعل، لأن يحضر بكثرة، لان يستمع ما دامت النتيجة في حضور الكثيرين معروفة سلفاً.
والذي يؤثر في السياق بحث بعض من لم يروا العمل عن شمّاعات للنيل من المسرحية، هكذا من دون مبرر، فقط للقول (مثلاً ولماذا لم يقدموا عملاً آخر غير صيف 840) يعني محاسبتهم لماذا لم يقدموا عملاً آخر، من دون التطلع الى ما قدموه فعلياً.
مهرجان
الاطار المهرجاني للمسرحية كان متميزا وفاعلا، فهذا الاقبال الذي يؤمنه الناس يعطي انطباعاً عما هو عليه مزاج الجمهور في كل الحالات. والذي علينا رصده في السياق هو ضرورة الحفاظ على رمز البيت الرحباني بكل اجياله خصوصاً الجيل الثاني الذي يرث مباشرة ما قدمه الاخوان الراحلان، وبالتالي عليهم اكمال المسيرة من بعدهما.