مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / مرتزقة... بوب دينار!

تصغير
تكبير
بوب دينار مرتزق فرنسي تحت الطلب، كان منذ ريعان شبابه وحتى قبل وفاته بفترة وجيزة من أكبر المرتزقة في العالم، وهو من قام بمعظم الانقلابات في القارة الإفريقية، فكل ما عليك سوى الاتصال به وستجده أمامك خلال ساعات، أعطه المقسوم وستكون متربعاً على عرش إحدى دول القارة السوداء! كنت اعتقد أن (بوب دينار) قد رحل، ورحل معه إرثه المليء بالمؤامرات، والدسائس، ولكن اعتقادي هذا تلاشى مع ما أراه اليوم هنا، فقد اتضحت معالم ما يقوم به المرتزق (بوب دينار) الكويتي والذي لا يختلف في شيء عن الفرنسي سوى قيامه بحملة أكاذيب، وتوزيعه صكوك الطهارة والعفة على أتباعه، ومن لم يخضع لأجندته فهو عميل ومأجور، وغيرها من اتهامات اعتاد مرتزقة بوب دينار الكويتي أن ينشروها في مقالاتهم، وطعنهم في ذمم الآخرين، واختزالهم الأمانة، والوطنية، في أسماء معينة لإيهام القراء أنهم حماة المال العام ودعاته، وهم عكس ذلك تماماً!
الكتابة عن السراق ولصوص المال العام، وكشف أعوانهم أمر يحتمه الضمير الحي، وواجب وطني لا جدال فيه، بل ويتطلب أن يكون صاحب القلم حيادياً، وصادقاً، عند فتحه هذا الملف، وألا يجعل للمحاباة طريقاً إلى السطور، كأن يشن حملات على بعض السراق، وتركه سراقاً آخرين، فاتحاً باب المحاباة على مصراعيه كما يحصل الآن! والأمر والأدهى من ذلك، أنك ترى بعض هذه الأقلام، تقوم بحملة بالوكالة على من يتجرأ ويقتحم حصن اللصوص، بتلفيق اتهامات زوراً وبهتاناً، ووصفه بالإمعة، أو مع الخيل يا شقرا، وغيرها من مصطلحات حفظوها من المعزب عن ظهر قلب، لمجرد أنه انتقد انتهازيتهم وخلطهم السم بالعسل!
* * *

قدم النواب أسيل العوضي، وعبدالرحمن العنجري، وحسن جوهر، ونواب آخرون، اقتراحاً بقانون يتيح لديوان المحاسبة إحالة المخالفات التي يكتشفها إلى القضاء مباشرة بعد التثبت منها، مع نشر تقارير الديوان السنوية في الجريدة الرسمية. اقتراح رائع جداً سيحد من التلاعب مستقبلاً بمقدرات الأمة وثرواتها في حال تطبيقه، والسؤال: هل سيمرر هذا المقترح، أم أن هناك من سيضع العراقيل لمنع تحقيقه؟
* * *
يوماً بعد يوم يثبت جهاز أمن الدولة، أنه جهاز فعال ونشط في حماية أمن البلاد والعباد، وما إحباطه المخططات الإرهابية إلا دليل واضح على يقظته، وإحساسه بالمسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقه، وهذا ليس بالمستغرب من أبناء الكويت الأوفياء في هذا الجهاز الحساس، فهم ما زالوا عند حسن الظن بهم، وعلى وزارة الداخلية أن تبذل أقصى جهودها لتعزيز إمكانات هذا الجهاز، وبما يتوافق والمرحلة المقبلة في ظل تزايد التهديدات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي