مسلسل «قلوب حائرة» يكشف الظواهر السلبية والعلاقات المادية المشبوهة في مجتمعاتنا العربية

|متابعة صالح الدويخ|
نواة الظلم في العالم اساسها البيئة المحيطة بالانسان وما يطرأ على حياته من ظروف، قد تصنع منه شخصاً مسالماً يبحث عن السلام او شخصاً ظالماً يطغى على المقربين منه اولا ليبدأ رحلة الاستبداد خارج نطاق حياته الخاصة في ما بعد، تجلت هذه الخطوط الدرامية أكثر وضوحاً في مسلسل «قلوب حائرة» وباحداث يتسارع رتمها الدرامي من حلقة الى اخرى وبحرفية عالية اشرف عليها المخرج هيثم الزرزوري ليقرأ من خلال المشاهد المصورة ما كتبه المؤلف محمود القاضي، وبتسهيلات من قبل المنتج خالد البذال، وقد شاهدناها على أرض الواقع خلال زيارتنا الى موقع التصوير في منطقة غرب الجليب، من أجل الكشف عن العمل من خلال معايشة ظروف الطاقم والحديث معهم حول فكرة المسلسل الذي سيعرض في القريب العاجل على شاشة تلفزيون «الراي».
المخرج هيثم الزرزوري الذي يتعاون مع المنتج خالد البذال للمرة الثانية بعد مسلسل «سقوط الاقنعة» قال: « قلوب حائرة» عمل اجتماعي يبحث في العديد من المحاور ويسلط الضوء على الظواهر الاجتماعية السلبية والعلاقات التي تحكمها المادة. وسنحاول طرح معالجة جديدة لهذه المشاكل خلافا لما تطرق لها الزملاء في الاعمال السابقة، وستعتمد القصة على قضية محورية تتفرع الى الكثير من الاحداث، بحيث ينقسم المسلسل الى قسمين، الاول يحكي عن زمن التسعينات، أما القسم الثاني فيتناول ما آلت اليه الأمور بعد عشرين عاما.
واشار الزرزوري الى ان الأسماء المشاركة في البطولة لها كل التقدير لمشوارها الفني أمثال هدى الخطيب، ومنى شداد، وعلي جمعة، وشهاب حاجية، وسلمى سالم، وكذلك حرص المنتج خالد البذال كعادته على دعم الطاقات الشابة واكتشاف وجوه جديدة سيكون لها مستقبل في مجال التمثيل.
وامتدح الزرزوري كلا من البذال ومدير الانتاج احمد عبدالله لتوفيرهما كل ما يلزم اللوكيشن من معدات وتقنيات بالاضافة الى الجو الاسري الذي نتجت عنه ألفة ومحبة بين طاقم العمل ككل والتزام واضح في الوقت، كما وضعنا في اعتبارنا ان تلفزيون «الراي» يسعى الى الدراما في ثوبها الجديد وهذا الأمر كان بمثابة مسؤولية كبرى على الجميع وحافز قوي مع وجود لجنة فنية خاصة بالدراما في شركة «الراي» للانتاج وهي الجهة المنتجة لحساب تلفزيون «الراي» ومتابعتها التي دائما تسعدنا من وقت الى آخر.
من جانبه قدم المؤلف محمود القاضي الشكر للمنتج البذال الذي اتاح له الفرصة للعمل الاول في الدراما الخليجية من خلال هذا المسلسل، وقال ان كتابة عمل خليجي بطبيعة الحال تختلف عن العمل المصري، بسبب الفروقات بين البيئتين، ولذلك استعنت بالبذال والمخرج الزرزوري لتزويدي ببعض المفردات الكويتية الأصيلة لتكويت الحوار، وان شاء الله لن يكون هذا التعاون الاول وانما هناك اعمال مقبلة سيتم الكشف عنها في الوقت المناسب.
أما المنتج خالد البذال فقد تحدث قائلاً: هذه هي التجربة الثانية مع تلفزيون «الراي» الذي لن انسى وقفاته الكثيرة معي كمنتج، وذلك لوجود الثقة المتبادلة من قبل الاستاذ يوسف الجلاهمة والاستاذ عاطف كامل.
وحول ما يتضمنه العمل الجديد من رسائل، يقول البذال: سنسلط الضوء على آفة المخدرات بطرح مغاير عن الاعمال السابقة، كذلك قضية الزواج في السر وما ينتج عنه من تغيرات في نفسيات الاسرة، سواء الزوجة التي تحاول الانتقام بطريقتها القاسية والمرفوضة شرعياً ومنطقياً، أو على الابناء الذين تتباين وجهات نظرهم في هذه المسألة، واود ان اوضح للمشاهد والقارئ اننا في « قلوب حائرة» لا ننشر غسيل مجتمعاتنا كما يعتقد البعض وانما نحذر من تصرفات وسلوك خاطئ يشكل خطراً كبيراً على جيلنا الحالي واجيالنا القادمة، ولله الحمد نحن كويتيون حتى النخاع ونعي تماماً ان ما نقدمه كمنتجون للصالح العام وهذا ما دفعنا بأن نمعن جيداً في النصوص التي نأخذها من الكتاب لتكون وفق المعايير التي وضعناها منذ بدايتنا في عملية الانتاج وتتناسب مع قناعاتنا القريبة من قناعات الكثير من الناس.
واضاف البذال: ليكن الجميع على بينة انني لا ارضى أن يرى اولادي بعض الامور التافهة التي نشاهدها في بعض الاعمال، فكيف سأرضى على ابناء الآخرين، ايضاً كشف البذال ان المسلسل كان بالأساس يحمل عنوان «قلب العنود» ومن ثم «ظلام الشمس» وتم تغييره حتى لا يسلط الضوء على شخصية «العنود» وتهميش الشخصيات الاخرى في العمل الى ان توصلنا الى «قلوب حائرة» وهي حال قلوب كل شخصيات العمل، فمنها الحائر بسبب الجشع ومنها حائر بسبب فقده للابن او حتى هو حائر بسبب الظلم. النجمة هدى الخطيب تفصح عن دورها في العمل فقالت: انا امرأة مسالمة اعيش مع زوجي وابنائي بسعادة الى ان اكتشف ارتباط زوجي بامرأة اخرى، لتتحول شخصيتي بالكامل الى انسانة متسلطة وشريرة لدرجة الجنون تسعى الى الانتقام، والعمل ينبذ الانانية والطمع والجشع الذي نلمسه في المجتمعات الحالية، وعن علاقتها بالمنتج خالد البذال تقول الخطيب هو صديق من زمان وقد هاتفني سابقا للعمل معه باكثر من مسلسل لكن ارتباطاتي حالت دون ذلك، وانا بالاساس معجبة به كشاعر له تعاونات رائعة كما ان سمعته كمنتج تفوق الوصف بشهادة من عمل معه من الفنانين وهذا ما شجعني للتعاون معه خصوصاً ان لدي تجارب سابقة مريرة مع بعض المنتجين الذين يبخلون على اعمالهم بشكل مستفز.
اما الفنان علي جمعة فقال: سأقوم بدور وليد الشخص الانتهازي الذي عانى الكثير من ظلم ابيه وهو صغير لينعكس هذا الامر سلبا عليه نتيجة التراكمات النفسية ويغرس فيه قسوة استخدمها في ما بعد مع من حوله، وعبر جمعة عن سعادته للعمل لأول مرة مع المخرج هيثم الزرزوري وكذلك مع المنتج خالد البذال لتوفيره الجو الاسري الملائم بفضل تعامله الراقي مع الجميع، وتمنى ان يكون العمل كما توقع مع زملائه مميزا ويليق بما اعتاد عليه مشاهدي تلفزيون «الراي» من قبل.
«العنود» هي الشخصية المحورية في العمل والتي ستؤديها الفنانة سلمى سالم، يتزوجها «سالم» الذي يقود بدوره الفنان صادق الدبيس وهو زوج هدى الخطيب بالاساس، وعند وفاته تنتقم الخطيب من العنود فتخطف ابنها ومن هنا تبدأ احداث المسلسل.
وتقوم الفنانة منى شداد بدور نجلاء شقيقة سالم زوج سلمى سالم وهدى الخطيب، وتتعاطف مع العنود وتقف معها في محنتها وبالمقابل تلاقي الاذى من زوجها الفنان شهاب حاجية المزواج بتصرفات غير سوية، سواء مع ابنائه او زوجته.
بينما تقول الفنانة هدى صلاح التي تصور اول عمل لها في الكويت: سأقوم بدور حصة التي تلاقي الظلم من امها وشقيقتها نوف، لينفجر بعد ذلك الكبت الذي بداخلها ليخلق منها انسانة خرساء، وتتزوج من ابن عمتها بعد ان رفضت الام هذا الزواج من قبل، ولا اريد الخوض بالشخصية ان كانت ستستعيد صوتها وان كانت ستستمر مع زوجها الى نهاية المسلسل وهذا الدور سيؤثر في الناس كثيراً نتيجة الضغوط التي تمارس عليها. وتضيف هدى: اجواء التصوير رائعة هنا وان شاء الله لن تكون الاخيرة، علماً انني سبق لي وان عملت مع القديرة حياة الفهد في مسلسل «ابلة نورة» و«نجمة الخليج» مع المنتج باسم عبدالامير.
واستبعدت هدى ان تقيم بشكل دائم في الكويت كما هي حال بعض الفنانات، وذلك بسبب ارتباطاتها الدراسية في دبي ومع اسرتها التي تعيش هناك.
الفنانة الشابة صمود تحدثت عن دورها بخجلها المعهود، فقالت: سأقوم بتجسيد شخصية نوف، التي لا تحب شقيقاتها، وهي انانية و«نحيسة»، وهذا الدور جديد بالنسبة لي واتمنى ان اوفق مع زملائي لتقديم عمل يليق بمشاهدي تلفزيون «الراي» كما اتمنى ألا يكرهني الجمهور لقسوة الشخصية في العمل.
اما الوجه الجديد حلا، التي تكتب شهادة ميلادها الفنية في هذا العمل، فتقول: انا سعيدة بهذا المسلسل الذي اشارك فيه مع نجوم كبار، أمثال هدى الخطيب وعلي جمعة وسوف اجسد شخصية هدى التي تعتبر ميزان البيت، واحاول ابعاد اي ظلم على افراد اسرتي، رغم انني جاسوسة في بعض الاحيان من اجل الخير واتمنى ان القى القبول من المشاهدين واشكر كل من ساندني في هذه المهمة.
زيارة تشجيعية
زار مدير عام شركة «الراي» للانتاج عاطف كامل موقع التصوير وبرفقته المخرج باسم عبداللطيف، حيث اطمأن على سير العمل واثنى على الجهود التي تبذلها شركة روتس ممثلة بالمنتج خالد البذال والمرونة التي ابداها فريق العمل في المسلسل من فنيين وممثلين، وكان تواجده بمثابة تشجيع وحافز لكل المشاركين، حيث تبادل الاحاديث الجانبية معهم باجواء ودية ومرحة كان لها وقع كبير على النفسيات والاداء في المشاهد التي تلت الزيارة.
مسلسل: قلوب حائرة
انتاج: شركة «الراي» للانتاج
منتج منفذ: روتس للانتاج الفني
المنتج: خالد البذال
الكاتب: محمود القاضي
المخرج: هيثم الزرزوري
تمثيل: علي جمعة، هدى الخطيب، منى شداد، سلمى سالم، شهاب حاجية، خالد العجيرب، احمد عبدالله، هدى صلاح، صمود، جعفر الغريب، عبدالله بهمن، اسماعيل الراشد، صادق الدبيس، رونق، ابتسام العطاوي، حلا، طارق الكندري، علي كاكولي، امل عباس، عزوز، شهد، نواف القريشي، فهد البناي، عبدالحميد الرفاعي، سالم العطوان، ساهرة، عبدالله الغدير، دريعان الدريعان.
مدير ادارة الانتاج: احمد عبدالله
مخرج منفذ: موسى عشة
مساعد مخرج: حسن غريري- احمد غريري
مدير التصوير: صفوان الشاعر
مهندس الصوت: محمود المنلاني
ادارة الانتاج: عايد علي -ابراهيم العسكر- بدر البلوي
كوافير: مجموعة لمسة فن للتجميل
مكياج: سهيلة
صوت: فوزي الشربيني
الفنيين: سوني -هاني- سمير- علاء