في الوقت الذي تحاول فيه سوريا تلمس طريقها نحو الاستقرار بقيادة جديدة، يعمل جنرالات سابقون في نظام بشار الأسد من منافيهم في روسيا ولبنان على التخطيط لإشعال «تمرد» مسلح، حسبما أظهر تحقيق موسّع لصحيفة «نيويورك تايمز».
وذكر التحقيق أن بعض قادة استخبارات وجنرالات الجيش في نظام الأسد «يخططون لزعزعة استقرار الحكومة الجديدة، وإطاحتها، واستعادة جزء من البلاد».
وأوضحت الصحيفة أنه بعد مرور عام على سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، يحاول بعض القادة السابقين بناء تمرد مسلح في المنفى، مضيفة أن أحدهم يقف وراء حملة ضغط في واشنطن بقيمة مليون دولار في واشنطن.
وأضافت أن العديد من القادة والجنرالات يأملون في السيطرة على الساحل السوري، حيث تعيش الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد وعدد من كبار مسؤولي نظام العسكريين والاستخباراتيين.
وأكدت أن سقوط نظام الأسد لم يقضِ على نفوذ نخبة من قادته العسكريين والأمنيين، بل دفع بعضهم إلى إعادة تنظيم صفوفهم من المنفى.
وأورد التحقيق، الذي استند إلى مواد ومقابلات ونصوص تم اعتراضها أو قرصنتها وتحققت منها الصحيفة مع مسؤولين سوريين يتابعون شخصيات النظام السابق، أن سهيل حسن، القائد السابق للقوات الخاصة التابعة للأسد، وكمال حسن، رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، هما العنصران الرئيسيان المتورطان في هذا الجهد، بحسب الصحيفة.
وتكشف النصوص والمقابلات أن القائدين وزعوا أموالاً، وجندوا مقاتلين، وأمنوا أسلحة.
وفر الجنرالان إلى موسكو برفقة الأسد في ديسمبر 2024، ولكن يبدو أنهما قادران على التنقل رغم العقوبات الدولية المفروضة عليهما، إذ التقى سهيل حسن متعاونين في لبنان والعراق وحتى سوريا خلال العامين الماضيين، فيما قال أحد المصادر إنه التقى كمال حسن في لبنان.
وأرسل حسن، مخططات لشخص خاطبه بـ«القائد الأعلى لقواتنا المسلحة»، قال إنه تحقق من هوية أكثر من 168 ألفاً، يملك 20 ألفاً منهم بنادق رشاشة، فيما يملك 331 منها مدفعاً مضاداً للطائرات و150 قذيفة مضادة للدبابات، و35 قناصاً.
ولم يذكر حسن اسم القائد في الرسائل التي رجعتها الصحيفة، ولكن 3 أشخاص مشاركين في المخطط قالوا إنه كان يعمل مع رامي مخلوف، ابن عم الأسد، الذي فر أيضاً إلى موسكو.
وفي أبريل، انضم الجنرال محمد الحصوري، الذي كان قائداً للجو السابق في نظام الأسد، إلى الشبكة، وكتب حسن أن المسؤولين الإيرانيين نقلوا الحصوري و20 من طياري النظام إلى فندق في لبنان، وأنهم أعربوا عن رغبتهم في البقاء والانضمام إلى التمرد إذا غطى حسن تكاليف الإقامة والطعام، ولكن خططهم انهارت بعد ذلك.