برعاية وحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، أُقيم الإثنين، حفل توقيع عقد الهندسة والتوريدات والبناء لمشروع ميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان.

وشهد سمو رئيس مجلس الوزراء مراسم توقيع العقد الذي وقّعه عن الجانب الكويتي وزيرة الأشغال العامة الدكتورة نورة المشعان، فيما وقّعه عن الجانب الصيني نائب رئيس شركة الصين للاتصالات والإنشاءات المحدودة تشن تشونغ.

وألقى سمو رئيس مجلس الوزراء كلمة خلال الحفل، أكد فيها على عمق العلاقات الكويتية - الصينية القائمة على رصيد تاريخي راسخ من الثقة السياسية والاحترام المتبادل وتلاقي المصالح المشتركة. وقال سموه إن «هذه العلاقات المبنية على رؤية قيادية حكيمة في كلا البلدين الصديقين، وإرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون البناء على مختلف الأصعدة والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية متقدمة توج مسارها اليوم بمراسم توقيع عقد الهندسة والتوريدات والبناء لاستكمال تنفيذ مشروع ميناء مبارك الكبير». وفيما يلي نص كلمة سمو رئيس مجلس الوزراء:

«بسم الله الرحمن الرحيم

أصحاب المعالي والسعادة،،،

سعادة ليو تشاينغ القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى البلاد بالإنابة،،،

سعادة تشن تشونغ نائب رئيس مجلس إدارة شركة البناء والنقل والاتصالات الصينية،،،

السيدات والسادة،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

يطيب لي أن أرحّب بالحضور الكريم في هذا اللقاء الذي يجسّد عُمق العلاقات الكويتية - الصينية، القائمة على رصيد تاريخي راسخ من الثقة السياسية والاحترام المتبادل وتلاقي المصالح المشتركة، والمدعومة برؤية قيادية حكيمة في كلا البلدين الصديقين، وإرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون البناء على مختلف الأصعدة، والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى شراكة إستراتيجية متقدمة يعكس مستوى الثقة المتبادلة بين الجانبين، توج مسارها اليوم بمراسم توقيع عقد الهندسة والتوريدات والبناء لاستكمال تنفيذ مشروع ميناء مبارك الكبير.

رؤية وعزم

السادة الحضور الكريم،،،

في مناسبة تتزامن مع الذكرى الثانية لتولي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - مقاليد الحكم في البلاد، بما يجسّد ما تحمله هذه المرحلة من رؤية قيادية وعزم متواصل على تحويل التوجيهات إلى منجزات تنموية نوعية، إن دولة الكويت تعتز بالرعاية السامية والتوجيه الحكيم لسموه - حفظه الله ورعاه - وتثمّن ما توليه القيادة السياسية من عناية ومتابعة حثيثة، لتنفيذ المشاريع الإستراتيجية ودعم وتوجيه الجهود الحكومية، وما تضطلع به لجنة متابعة المشاريع التنموية الكبرى بالبلاد، من عمل دؤوب وجهود متواصلة، نحو مستقبل واعد في إطار المسيرة التنموية الشاملة التي تمضي بها البلاد بخطى متسارعة، بما يعكس حرص الدولة على ترسيخ نهج العمل المؤسسي وتحقيق التكامل بين التخطيط والمتابعة، وصولاً إلى مخرجات تنموية تعزّز تنافسية الاقتصاد الوطني وتخدم تطلعات المواطنين، بوصفها ترجمة للشراكة الثنائية وانطلاقة لبدء تحويل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الجانبين، أثناء زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح - حفظه الله ورعاه - إلى جمهورية الصين الشعبية الصديقة في سبتمبر 2023، التي تشتمل على مجالات الطاقة والإسكان والبيئة وميناء مبارك الكبير والمناطق الحرة والاقتصاد إلى مسارات تنفيذية فاعلة، بما يعزّز المصالح المشتركة ويدعم التعاون البنّاء بين الجانبين.

تكامل لوجستي

السادة الحضور الكريم،،

إن مشروع ميناء مبارك الكبير - بوصفه ميناء محورياً - يُعد أحد المرتكزات الاستراتيجية للتنمية الاقتصادية في دولة الكويت، ويعزّز دور البلاد في حركة التجارة الإقليمية والدولية ويستهدف تحقيق التكامل اللوجستي مع دول المنطقة، وتعزيز الربط بين الموانئ والمراكز الإقليمية وسلاسل الإمداد العالمية، بما يسهم في دعم التجارة البينية وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي، على نحو يخدم المصالح المشتركة ويعزّز المكانة الاقتصادية لدول المنطقة ضمن منظومة التجارة العالمية.

وعلى الصعيد الوطني يشكّل المشروع ركيزة محورية في دعم مستهدفات رؤية الكويت 2035، ويسهم في تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز مصادر الدخل الوطني، واستحداث فرص عمل نوعية وتنمية القدرات الوطنية في القطاعات اللوجستية والتجارية والخدمية المرتبطة به.

ويعكس الالتزام بتنفيذ هذا المشروع الحيوي توجه الدولة نحو بناء اقتصاد متنوع، قائم على تعزيز التنافسية وتحفيز الاستثمار، وترسيخ مكانة الكويت كمركز إقليمي فاعل في منظومة التجارة والنقل والخدمات اللوجستية.

انفتاح وتعاون

السادة الحضور الكريم،،،

إننا في دولة الكويت نؤكد على النهج الراسخ الذي تتبناه الدولة، في الانفتاح البناء والتعاون المتوازن مع مختلف دول العالم، إيماناً بأهمية بناء شراكات اقتصادية واستثمارية تقوم على المصالح الثنائية ومتعددة الأطراف والاحترام المتبادل. وانطلاقاً من هذا الإرث الثابت، تحرص دولة الكويت على تنويع أُطر تعاونها الدولية وتوسيع مجالات الشراكة مع شركائها الإقليميين والدوليين واستكشاف الفرص التنموية، وتفعيل التشاور والتنسيق الوثيق في مختلف المجالات، بما ينسجم مع أولوياتها التنموية وتوجهاتها الاقتصادية، ويعكس التزامها بدعم التعاون الدولي القائم على التكامل وتحقيق المصالح المشتركة.

وفي الختام نثمّن ما أسفرت عنه العلاقات الكويتية - الصينية من تفاهمات ثنائية بنّاءة، أسهمت في تعزيز أطر التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، وإن ما تحقق من إنجازات نوعية في هذا المسار إنما يعكس رؤية ثاقبة وإرادة مشتركة، تجسّد حرص القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، وفخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، على الارتقاء بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب من الازدهار والاستقرار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

حضر الحفل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة عبدالله المعوشرجي، ورئيس ديوان رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز دخيل الدخيل، والوزراء وكبار المسؤولين في الدولة.

تعزيز الطاقة الاستيعابية للموانئ

يهدف المشروع إلى تعزيز الطاقة الاستيعابية للموانئ الكويتية بما يلبّي الطلب الحالي والمستقبلي على حركة الحاويات وأنواع البضائع المختلفة من وإلى دولة الكويت، إضافة إلى توفير بوابة لوجستية إستراتيجية لنقل البضائع شمالاً إلى الدول المجاورة التي لا تمتلك منفذاً مباشراً على الخليج العربي، بما يدعم مكانة الكويت كمركز إقليمي للتجارة والنقل البحري.

8 مهمات في الحزمة الأولى

  1. تشمل الحزمة الموقعة، أعمال إنشاء وصيانة مشروع ميناء مبارك الكبير (المرحلة الثانية) بنظام الهندسة والتوريد والإنشاء، وتتضمن:
  2. إنشاء ساحة الحاويات والبنية التحتية والمباني.
  3. إصلاح وتجديد المرافق والمنشآت القائمة، وفق نتائج الفحص والتوصيات الصادرة عن مرحلة
  4. الهندسة المبكرة (ECI)، بما في ذلك نظام الحماية الكاثودية (CP)، مع ضمان استمرارية تشغيله طوال فترة التنفيذ وحتى تسليم المشروع.
  5. تصميم وتوريد وتركيب وتشغيل جميع معدات المناولة.
  6. إنشاء برج «سكاي فيو»، ومحطة تحلية المياه بنظام التناضح العكسي (RO)، ومحطة معالجة مياه الصرف الصحي، ومرفق مناولة النفايات الصلبة.
  7. إنشاء حاجز رملي ومناطق مخصصة للتخلص من نواتج أعمال التجريف.
  8. تنفيذ أعمال التجريف لحوض الميناء وقناة الربط عند مدخل الميناء ومرفأ القوارب الصغيرة، وأعمال التخلص.
  9. تنفيذ أعمال تحسين التربة، إضافة إلى منطقة مهبط الطائرات العمودية لكبار الشخصيات.

باكورة المشاريع الأخرى

أكّدت الوزيرة الدكتورة نورة المشعان أن العقود التنفيذية لبقية المشاريع التنموية الكبرى في البلاد ستُوقّع تباعاً خلال الفترة المقبلة، عقب استكمال الإجراءات والخطوات التنفيذية اللازمة بالتنسيق مع الوزارات والجهات المعنية والجهات الرقابية المختصة، بما يضمن تنفيذ هذه المشاريع وفق أعلى المعايير الفنية والإدارية المعتمدة.