ما علاقة الأدب بالطب وعلم النفس؟
لعلّ هذا أحد أبرز المحاور التي طُرحت خلال الجلسة الحوارية التي كان ضيفها الكاتب والطبيب النفسي الدكتور عماد رشاد، والتي دشنت فعاليات رابطة الأدباء الكويتيين، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وشهدت الجلسة الحوارية التي أدارتها رئيسة اللجنة الاجتماعية في الرابطة الروائية لوجين النشوان، حضور أعضاء مجلس إدارة الرابطة، يتقدمهم الأمين العام عبدالله البصيص، في حين أناب عن الأمين العام لمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف بالتكليف محمد بن رضا، كما حضرت الأديبة الشيخة أفراح المبارك الصباح، وجمع غفير من الأدباء والمثقفين.
«مرحلة جديدة»
في مستهلّ كلمته، ألقى البصيص كلمة جاء فيها: «نبدأ الموسم الثقافي محملين بالثقل الذي وُضع على عاتقنا إزاء ثقة الزملاء أعضاء الجمعية العمومية، بتحمل أمانة الوصول برابطتنا إلى مرحلة أخرى جديدة على غرار ما فعلته المجالس التي قبلنا، وإذ نستشعر ثقل الأمانة فإننا نستشعر طياتها، الحب الذي جاء معها ليخفف عنّا ما يمكن أن يربط سيرنا في الطريق، فنحن منكم ومعكم ولأجلكم، على ما أسسه روّاد الرابطة ووضعوا لبنتها الأولى».
كما لخّص البصيص أهداف الرابطة في مقصدين رئيسيين، أولاهما تجويد اللغة العربية بتسليط القرائح على فنونها وآدابها وصقل من لديه استعداد للمثاقفة بميدانها، وثانيهما التنوير ودرء مفاسد الظلام بنشر الوعي وكل ما يمكنه أن يفتح آفاق الإدراك أمام الإنسان بعنصره الذي لا يحتمل التشظي.
«بناء الإنسان»
من جهته، قال الأمين العام المساعد لقطاع الآثار بمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب محمد بن رضا إن افتتاح موسم ثقافي جديد لا يمثل مجرد انطلاقة برنامج من الفعاليات، بل هو تأكيد على استمرارية الدور الريادي للثقافة في بناء الإنسان، وتعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم الحوار والانفتاح والتنوع الفكري، وهي قيم لطالما آمنت بها دولة الكويت وجعلتها في صميم مشروعها الثقافي.
«الحكاية والتجربة»
من جهتها، قدمت رئيسة اللجنة الاجتماعية لوجين النشوان الكاتب والطبيب النفسي عماد رشاد، مشيرة إلى جمعه بين العلم والبعد الإنساني في تناول النفس البشرية بلغة أدبية صادقة تجتاز التشخيص إلى الحكاية والتجربة.
وألمحت إلى أن خبرته الطويلة انعكست بوضوح في كتبه التي لاقت صدى واسعاً لدى القراء، لما تحمله من طرح عميق.
كما ناقشت النشوان الدكتور رشاد في العديد من المحاور ومنها سر استخدامه لمفهوم السردية كوسيلة لفهم الذات، إضافة إلى العلاج بالكتابة ومدى فاعليته كورش علاجية. كما تناول الحوار كتابه «أحببتُ وغداً»، متوقفاً عند العلاقات السامة، ومتسائلاً: «هل الأوغاد يستحقون الحب؟»، تاركاً حق الردّ لدى الجمهور.
وفي ختام الجلسة الحوارية، قدّم البصيص درعاً تذكارية، إلى الدكتور رشاد تتويجاً لدراساته وأبحاثه وإصداراته الأدبية.
«السرد الذاتي»
تناول رشاد علاقته بالكتابة والأدب من جهة، وعلاقة الأدب بالطب النفسي وعلم النفس من جهة أخرى، واستخدام الكتابة كأداة للتغيير وأحد مسارات التعافي، مبيناً دور السرد الذاتي في تكوين الهوية والتعافي حتى من آلام الهوية القديمة.