أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أن المفاوضات بشأن ترسيخ وقف إطلاق النار في غزة «تمر بمرحلة حرجة»، مشدداً على أن الوسطاء يعملون معاً على دفع الجهود لدخول المرحلة التالية من خطة السلام الأميركية.
وأكد رئيس الوزراء في منتدى الدوحة الذي يجمع سنوياً نخبة من السياسيين والمفكّرين للتباحث في شؤون الدبلوماسية، السبت، «نحن الآن في اللحظة الحاسمة... لا يمكننا أن نعتبر أن هناك وقفاً لإطلاق النار، وقف إطلاق النار لا يكتمل إلا بانسحاب إسرائيلي كامل وعودة الاستقرار إلى غزة».
وأفاد رئيس الوزراء القطري بأن بلاده وتركيا ومصر والولايات المتحدة، وهي الجهات الراعية للهدنة، «تلتئم للدفع قدماً بالمرحلة المقبلة» من الخطّة.
وأشار الشيخ محمد بن عبدالرحمن، إلى أن «هذه المرحلة هي مجرّد مرحلة موقتة من منظورنا».
وأضاف «إذا ما كنّا نقوم بمجرّد حلّ لما حصل في السنتين الماضيتين، فهذا ليس بالأمر الكافي»، داعياً إلى «حلّ مستدام يحقق العدالة لكلّ من الشعبين».
كما شدد الشيخ محمد، على أن التحديات التي تشهدها المنطقة ليست معزولة عما يشهده العالم من تراجع احترام القانون الدولي.
وقال إن «العدالة باتت في كثير من الأحوال غائبة عن مسار القانون الدولي»، مشيراً إلى أن الحلول العادلة وحدها هي التي تصنع السلام المستدام في العالم.
وأضاف أن «عالمنا يشهد تفاقماً غير مسبوق للأزمات بسبب غياب المساءلة»، مؤكداً أن الوساطة «ليست رفاهية سياسية، بل منهج راسخ لقطر»، معرباً عن إيمان بلاده بأن «العدالة ليست غاية سياسية فحسب، بل ركيزة أساسية لصون القانون الدولي».
من جهته، صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، بأن المفاوضات بشأن قوة إرساء الاستقرار في غزة«لا تزال جارية، وما زالت مسائل أساسية عالقة، على غرار هيكلية القيادة والدول المساهمة».
لكن الهدف الأساسي يقضي بـ«الفصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، بحسب فيدان الذي شدّد على أن«هذا هو هدفنا الرئيسي ثمّ يمكننا التطرّق إلى المسائل المتبقية».
وقال«أعتبر أن الطريقة الوحيدة المجدية لإنهاء هذه الحرب هي الانخراط في محادثات سلام بصدق وحزم».
وتحتضن الدوحة يومي السبت والأحد، النسخة الـ23 لمنتدى الدوحة 2025، تحت شعار«ترسيخ العدالة... من الوعود إلى الواقع الملموس».