غداة تأكيد تل أبيب «المؤكد»، وبالغارات العنيفة على جنوب لبنان، لجهة أن مسار الضغط لسحْب سلاح «حزب الله» لن يتوقف، وأن «التفاوض تحت النار» يَبْقى إستراتيجيّتَها وأن مع فَصْلِ مَسارَيْ «الميكانيزم المعزَّزة» وتفكيك ترسانة الحزب باعتبار أن الأول لا يوقف الثاني ولا يردعها عن تحقيق هدفها «بأي وسيلة»، بلْور سفير إسرائيل لدى واشنطن يحيئيل لايتر هذا الأمر في إطلالة غير مسبوقة مع منصة لبنانية هي this is Beirut.

ونشر حساب سفارة إسرائيل لدى الولايات المتحدة مقتطفاً من المقابلة، وفيه أن لايتر وجّه «رسالة سلام إلى شعب لبنان» الذي توجّه إليه بأن «النزع الكامل لسلاح حزب الله وقطع شريان التمويل القادم من إيران، يمكن أن يفتحا الباب أمام السلام والنمو الاقتصادي والفرص المشتركة التي تصوّرها اتفاقات إبراهيم».

وأضاف «نحن لا نريد العمل ضد لبنان؛ نريد العمل ضد حزب الله - ضد من يطلقون الصواريخ ويهددون وجود دولتنا (...). فلنصلّ جميعاً كي يكون عام 2026 عاماً لاتفاقات إبراهيم 2.0».

لكن السفيرَ وفي المقابلة التي امتدت لـ 17 دقيقة، أكد «سيكون من الخطأ الفادح افتراض انه لمجرد أننا انخرطنا في محادثات مدنية ايضاً من خلال مفاوضات الناقورة، ان الضرورة العسكرية لنزع سلاح حزب الله نُزعت عن الطاولة».

وقال: «اذا كان ممكنا نزع سلاح حزب الله دون الخيار العسكري فلا بأس في ذلك، لكن فرص أن يحصل ذلك قليلة. والحزب يجب ان يُنزع سلاحه، والمفاوضات على المستوى المدني في اتجاه السلام والتنمية الاقتصادية وإزالة الأموال الرديئة التي ترسلها إيران لتمويله وإعادة تشكيله والإتيان بالأموال الجيدة لتطوير لبنان، هذا يجب أن يكون على مسار موازٍ لنزع سلاح حزب الله».

وأضاف: «نريد أن نعيش معاً في سلام ووئام (...) وأعتقد أننا قد نصل الى مرحلة حيث يزور الإسرائيليون بيروت واللبنانيون يزورون القدس». وسأل في بلورة لبعض أبعاد «التعاون الاقتصادي» الذي باغتت تل أبيب بيروت بالحديث عنه بعد الاجتماع الأول لـ «الميكانيزم» المعزّزة «لماذا لا نستطيع العمل مع لبنان في مجال التجارة البحرية.... نحن نتشارك المحيط وهناك الكثير ما يمكننا القيام به في مجال استشكاف الغاز... وبدل الجدال حول مكان الخط يمكننا العمل معاً لتحديد مكانه الخط ورسم ما يمكننا فعله باستخدام الموارد الطبيعية للمحيط والمنطقة».

واستذكر يوم كان «آلاف اللبنانيين يأتون إلى شمال إسرائيل بحثا عن أعمال وكانت لدينا مصانع في لبنان (...) وسنكون أكثر من سعداء لرؤية ذلك يحصل مجدداً. وإذا اقتضى الأمر دخول إسرائيليين إلى جنوب لبنان إذا كان هناك تبادل للسلع، لا مانع هناك الكثير يمكن أن نفعله معا».

وأضاف «يمكن أن نبدأ بالتفاهم على المستوى العسكري في شأن نزع السلاح والانسحاب واتفاق في شأن الحدود، ولكن يجب أن يحدث ذلك قريباً ولا يوجد سبب يمنع أن يفضي الأمر إلى اتفاقات ابراهام 2.0».

وأعلن أنه «بحلول نهاية العام هناك التزام ضمن اتفاق وقف النار من جانب حكومة لبنان بنزع سلاح حزب الله، سواء كان ذلك بحلول نهاية السنة أو تطلب الأمر وقتاً أطول بقليل، لن نقوم بالعدّ ولا نحمل ساعة توقيت، لكن لابد من القيام بذلك».

وأضاف: «ينبغى تدمير الانفاق والبنى التحتية وإزالة أسلحة الحزب وتسليمها»، مقراً بأن الأمر قد يتطلب أن يحصل «على خطوات (مراحل)، وندرك أن الخلاص لا يأتي فجأة بين ليلة وضحاها لكن هناك المزيد يجب القيام به (...)».

وتابع: «طلبت واشنطن إضافة عنصر مدني إلى اجتماعات التنسيق على المستوى العسكري في الناقورة، وهذا ما وافقتْ عليه إسرائيل والرئيس (جوزف) عون. وإضافة الى التنسيق العسكري ناقشنا قضايا مالية، وهذا ايضاً له خطوات، ولذا فإن الخطوة الأولى، هي الابتعاد عن المال السيئ الذي تدعم به إيران حزب الله، وبمجرد ان نبدأ تلك المحادثات وتنميق الآلية للتعامل مع ذلك يمكن بعدها الانتقال الى المرحلة التالية، أي المال الجيد ثم يمكننا التوجه الى أصدقاء لنا ليرسلوا مالاً إلى لبنان تساعد في استقراره والانضمام الى اتفاقات ابراهام ايضا».

وشدد على أنه «سيتم حل جميع النقاط على الحدود، نحن بحاجة الى دفاعنا وأنتم بحاجة الى سيادتكم، وإذا جلسنا معاً، كما ندير أعمالنا بنجاح في جميع انحاء العالم، فسنحل هذه المشكلة ايضاً».