اتهمت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني ومقربيه بـ«تقديم الخدمة لإسرائيل»، وذلك بعد أسبوع من تصريحات أدلى بها وشكك فيها بقدرة طهران على حماية أجوائها وردع أي هجمات جديدة، إذا ما تجددت الحرب التي شهدتها البلاد لمدة 12 يوماً في يونيو الماضي.

واحتجت «وكالة تسنيم للأنباء»، رأس الحربة في إعلام الحرس، بشدة على خطاب روحاني الأخير الذي انتقد فيه فرض أجواء أمنية متشددة، وعلى توصياته التي دعا فيها إلى منع تكرار الحرب.

وعنونت الوكالة ملحقها الأسبوعي لتحليل التطورات المهمة بعنوان «العمل لصالح إسرائيل»، واضعة صورة روحاني على الغلاف. واتهمته بتقديم «تفسيرات نرجسية ومشحونة بالغرور» حول مزاعمه بأنه منع وقوع حرب على إيران عبر الدبلوماسية خلال توليه مناصب سابقة.

وتساءلت «هل كان روحاني يدعي أنه لم يكن هناك أي رادع غير مفاوضاته يمنع الحرب؟ وأن أميركا وإسرائيل كانتا في كامل طاقتيهما آنذاك، وأن إيران لم تكن تمتلك أي قدرة ردعية، وأنه وحده بمنطقه السقراطي والأرسطي منع اندلاع حرب كبيرة»؟

وأضافت «هل خروج (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب من الاتفاق النووي كان بسبب عدم تفاوض روحاني؟ وماذا عن الحالات التي لم يُمنَع فيها الهجوم؟ لماذا لم يمنع اغتيال (قائد الحرس الثوري الراحل) قاسم سليماني؟ ولماذا لم يمنع اغتيال (والعالم النووي) محسن فخري زاده؟»، وهو مسؤول الأبعاد الدفاعية في البرنامج النووي سابقاً، الذي قتل على يد مسلحين، في هجوم نسب إلى إسرائيل نهاية نوفمبر 2020.

ورأت «تسنيم» أن مواقف روحاني «تصب عملياً في مصلحة إسرائيل لأنها تبرئ العدو وتلقي بالمسؤولية على الداخل، وتقدّم منطقاً يجعل تل أبيب خارج دائرة اللوم».

واعتبرت أن تلك المواقف «تشكل عملياً عملية سياسية ضد الوحدة المقدسة، وتعمل لصالح إسرائيل، وإن قدّمت في إطار يبدو واقعياً وحريصاً على البلاد».

وأضافت أن كلام روحاني عن الردع الإقليمي، «ليس خطئاً، لكن من الغريب أن يصدر منه هو تحديداً، فإذا كان يؤمن بذلك، فهل يقرّ بأن عدم دعم حكومته الكافي لجهود إنهاء الأزمة في سوريا عامَي 2013 و2014 كان تقصيراً خطيراً ربما يقترب من مستوى الخيانة؟ كانت إحدى أكبر شكاوى الجنرال قاسم سليماني عدم تعاون حكومة روحاني في الملف السوري، وكان يخرج من بعض الاجتماعات باكياً، إلى أن تدخّل المرشد وأمر بالثبات».

وكان روحاني حذّر الأسبوع الماضي من بقاء إيران في حال «لا حرب ولا سلام»، مستشهداً بتصريحات المرشد الأعلى السيد علي خامنئي.

كما حذّر من الاعتقاد بأن «جميع المشكلات انتهت بعد حرب الـ12 يوماً»، مضيفاً «صمدنا وقاومنا، لكننا أيضاً تعرضنا لضربات وواجهنا مشكلات، وبالطبع وجّهنا ضربات للعدو كذلك. غير أن ذلك لا يعني أنّ الأمر لن يتكرر، فمنع تكراره يعتمد علينا».