بين الطموح والجرأة، وبين الحضور المحلي والانفتاح العربي ومحاولة إثبات نفسها عالمياً كممثلة ومُخْرِجة، تُواصِل اللبنانية سينتيا خليفة، رحلتَها الفنية بثقةٍ وبعيداً عن التردد.
خليفة، التي انتهت من تصوير فيلم عالمي جديد، قالت في حوار مع «الراي» إنها تستعدّ لتصوير فيلم آخَر في بلغاريا. أما عربياً، فهي تسعى إلى تعزيز حضورها الفني في مصر، سواء من خلال الدراما التلفزيونية أو الأفلام السينمائية نظراً لأهمية القاهرة وموقعها الفني في العالم العربي.
• تلقيتِ عرضاً لمشاركة أحمد العوضي، في عمله ولكن يبدو أنك اعتذرتِ عنه؟
- يوجد تَواصُل إيجابي بيني وبين أحمد العوضي، ولكنني كنتُ في الخارج عندما تلقيتُ عرضاً للمشاركة في عمله الرمضاني المقبل، وحين عدتُ إلى مصر لم يحصل اتفاق. ومع ذلك، كنت متحمسة جداً لفكرة التعاون معه، فهو نجم محبوب ويملك جماهيرية كبيرة، وأحترمه على المستوييْن المهني والشخصي.
• تركزين على الحضور في مصر والعمل فيها، فما هي أعمالك المصرية الجديدة؟
- شاركتُ في فيلم «سفاح التجمع»، وهو أول تجربة سينمائية لي في مصر وخضتُ من خلاله أول بطولة سينمائية تحت إدارة المؤلف والمُخْرِج محمد صلاح العزب، وهو من إنتاج أحمد السبكي وتدور أحداثه حول شخصية «سفاح التجمع»، الذي يرتكب سلسلة من الجرائم في منطقة التجمع بالقاهرة، وتتناول قصته التشريح النفسي لهذه الشخصية المهووسة بقتْل النساء، وتشارك فيه مجموعة من النجوم من بينهم أحمد الفيشاوي، انتصار، رنا رئيس، مريم الجندي، آية سليم وغيرهم.
وشاركتُ أيضاً في مسلسل «ابن النادي»، وهو عمل كوميدي اجتماعي، ويُعدّ أول تجربة لي في الكوميديا، وتدور أحداثُه حول شاب يرث نادياً رياضياً شعبياً ليجد نفسه فجأة في قلب المسؤولية محاطاً بسلسلةٍ من المواقف الطريفة والتحديات اليومية بين إدارة اللاعبين ومنافسات الفرق والصراعات الإعلامية، وهو من إﺧﺮاﺝ كريم سعد وتأليف مهاب طارق، ويشارك فيه حاتم صلاح، سيد رجب، آية سماحة، محمد لطفي، رشيد الشامي وآخرين.
وكذلك شاركتُ كضيفة شرف مع رامز في فيلم «بيغ رامي»، الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي غير تقليدي كما هي عادة رامز جلال، وهو من تأليف فاروق هشام ومصطفى عمر وإخراج محمود كريم وتشارك فيه بسمة بوسيل، محمد عبدالرحمن (توتا)، محمد أنور، نسرين أمين، محمود حافظ، وهدى الإتربي، وعدد آخر من الفنانين وضيوف الشرف.
• يبدو واضحاً أن مصر تحتل مكانة خاصة في قلبك وفي نشاطك؟
- طبعاً، أحب مصر كثيراً، وهي بالنسبة إليّ بلد الأحلام، لأن فيها روحاً سينمائية عريقة وإنتاجات ضخمة، وأشعر بأنها المكان الأمثل لعشّاق السينما والتمثيل، كونها سوقاً واضحة وصريحة، ومليئة بالأفكار والمواهب، ولذلك أعتبرها محطة أساسية في مسيرتي الفنية.
• هل يمكن القول إنك تركزين أكثر على السينما أم تحاولين إيجاد التوازن بينها وبين الدراما التلفزيونية؟
- بل أحاول تحقيق التوازن بين السينما والتلفزيون والإخراج، خصوصاً أن نشاطي يتوزع بين بريطانيا ومصر في المرحلة الحالية. وبعد أيام سأسافر إلى بلغاريا لتصوير فيلم جديد من بطولتي بعنوان «White Ash» وهو فيلم أجنبي سيُعرض في دور السينما.
• أليس من المبكر أن تعملي وراء الكاميرا في مجال الإخراج؟
- كلا ليست خطوة مبكرة. وبصراحة هي حصلت عن طريق الصدفة ولا شك في أنني سأكررها، وربما أقوم بإخراج فيلم جديد كل سنة ونصف السنة أو سنتين.
• كيف وصلتِ إلى العالمية وهل لديك وكيل أعمال هناك؟
- الأمر لم يكن سهلاً إطلاقاً. بدأتُ رحلتي من القاهرة، وكانت العروض تصلني إلى المنزل، وفي مرحلة لاحقة حصلتُ على فرصة للعمل في تركيا، لكنني اعتذرتُ وقررتُ التوجّه إلى الولايات المتحدة. ولا أنكر أنني تعبت كثيراً في البداية وواجهتُ الكثير من الصعوبات، لكنني لم أستسلم، بل تمسكت بحلمي وشعرتُ بأنني تواجدتُ في المكان المُناسب والوقت المُناسِب عندما قدّمتُ فكرةَ فيلمٍ خلال أحد الاجتماعات، فأُعجب بها المُنْتِجون فوراً، وبدأنا العمل عليها، ثم صوّرنا الفيلم بين مالطا ولندن وشاركتْ معي ممثلة سعودية تدعى سارة طيبة وفريق من لبنان.
• وكيف كانت هذه التجربة؟
- كانت مذهلة، لأن العمل في الخارج منظّم جداً ومَن يتعب يحصد نتيجة تعبه على عكس ما يحدث أحياناً عندنا.
• يبدو أنك شخصية لا تعرف المستحيل؟
- ربما، فأنا أؤمن بأن لا شيء صعباً إذا وُجد الإصرار. لكن ما أعيشه صعب جداً فعلاً. والكثيرون من حولي يقولون إنني أبدو قوية، لكنهم لا يعرفون حجم الجهد الكبير الذي أبذله والمعاناة التي أعيشها للوصول إلى ما أريده. ومع ذلك، أحمد الله على كل خطوة أقوم بها.
• ومتى ستعرض أفلامك الجديدة؟
- أحد الأفلام سيُعرض في نهاية هذه السنة، وآخر في مطلع السنة المقبلة، أما فيلم «سفاح التجمع»، فمن المتوقع أن يُطرح قريباً. وأتوجه بالشكر لكل مَن يدعمني ويؤمن بي، وأتمنى أن يرى الجمهور قريباً ثمار هذا الجهد الكبير.