افتتحت معرضاً فنياً مستوحى من كتابها الأخير
دانة مدوه... «ما لا يُقال يُرى» في أعمالٍ إبداعية
- مدوه: السؤال المطروح في العلن قد يتجمّل... فيصبح حقيقة «مُمكيجة»
- «ما لا يُقال»... الثورة والهدنة والتصالح وربما الاستسلام
افتتحت الكاتبة دانة فيصل مدوه المعرض الفني «ما لا يُقال يُرى... (الاستطراد المربك)»، المستوحى من كتابها الصادر عن منشورات «تكوين» ويحمل الاسم ذاته، وذلك في منصة الفن المعاصر (CAP)، بحضور مجموعة من الفنانين الكويتيين المشاركين بلوحاتهم وأعمالهم الإبداعية، إلى جانب عدد من الفنانين من المملكة العربية السعودية.
وأضاء المعرض على موضوعات إنسانية قدّمت على هيئة أعمال فنية، مقتبسة من ردود مدوه على تساؤلات قرّائها، وهي تساؤلات كانت قد تجنّبت الإجابة عنها في الجزء الأول من الكتاب، لتأخذهم عبر هذا المعرض إلى رحلة فنية تمتد من طيّات الكتاب إلى أعماق الوجدان.
قبيل الافتتاح، عُقدت جلسة حوارية استضافت الكاتبة مدوه وأدارتها مناير الكندري.
وقالت مدوه خلال الجلسة إن الجزء الأول من الكتاب كان له «ألف كاتب»، موضحة أنها الوحيدة التي كتبت اسمها على الغلاف رغم أن القرّاء شاركوا في صياغة تساؤلاته.
وأضافت أنها عندما شرعت في كتابة نحو 70 في المئة من الجزء الثاني، توقفت بسبب وفاة والدها الفنان فيصل مدوه، عازية الأمر إلى شعورها بالإحباط وهو ما دفعها إلى إعادة الكتابة مجدداً، لتخرج النسخة الثانية أكثر نضجاً وطولاً وعمقاً. وأشارت إلى أنها واجهت خلال الكتابة مناطق مربكة، خصوصاً عند محاولة الإجابة عن تساؤلات تجنبتها في الجزء الأول، مؤكدة أن السؤال المطروح في العلن قد يتجمّل أحياناً، فيصبح حقيقة «مُمكيجة»، بينما تفضّل الأسئلة التي تولد من العزلة، معتبرة أنها تلميذة نجيبة تحب التعلّم دائماً ولا تعبأ بالحرج أو النقد.
«عمل جماعي»
كما كشفت عن أن مضمون كتابها يختلف عن الرواية والشعر، فهو عمل جماعي بامتياز، إلى حد أنه جمعها بأشخاص من أماكن لم تزرها من قبل، كـ«جيجي» في المغرب، و«تطوان» في الجزائر، و«مصراته» في ليبيا، ورغم ذلك شارك بعض الأشخاص في تلك المناطق إما في التجربة وإما في قراءة الكتاب، من خلال تواصلهم الدائم معها.
«رابط قائم»
وأكدت أن ما يجمع الشعوب العربية هو الشعور الإنساني واللغة والثقافة وأمور أخرى كثيرة، وأن هذا الرابط يظل قائماً مهما تعاقبت الظروف. ووصفت مفهوم «ما لا يقال» بأنه الثورة والهدنة والتصالح وربما الاستسلام، بينما تكمن المشكلة في اللامبالاة، وفقاً لكلامها.
وعن خشيتها من أن تُقال الأشياء في غير أوانها، أوضحت أن ما تخشاه هو تزييف تلك الحقائق، مبينة انحيازها إلى تسمية الأشياء بأسمائها أو إبقائها في الأعماق، مضيفة «اعتدت الدخول في فترات تفكير طويلة قبل الكتابة، ونسج النصوص بطريقة مختلفة، مع حرص شديد على جودة الحوار».
«حقل ألغام»
وذكرت أن الحقيقة ليست تعريفاً ثابتاً، بل تختلف من شخص لآخر، مؤكدة أن «قدسية الأشياء من غموضها»، وأن لديها «مجموعة من الأوهام الخاصة التي لا تحتمل التمحيص تحت التلسكوب».
ولم تُخفِ مدوه عدم تأييدها للارتجال في كتاباتها وحياتها وعلاقاتها الإنسانية، «لأنه يجعل الإنسان كمَنْ يمشي في حقل ألغام». وكشفت أنها لا تنوي الاستمرار في كتابة سلسلة طويلة من كتاب «ما لا يُقال»، بل ترغب في التقاط الأنفاس وتجنّب الوقوع في فخ التكرار.
«القارئ التحليلي»
وألمحت إلى أن القارئ قد يلمس جزءاً منه داخل الكتاب، إذ عبّر الكثيرون عن شعورهم بأنهم جزء من تساؤلاته وإجاباته. وأكدت حبها لجميع القرّاء الذين يخوضون معها نقاشات مفيدة، خصوصاً القارئ التحليلي.
كما أشارت إلى أن بعض الأسئلة لم تُجب عنها لأنها تخصصية أو مكررة أو تقترب من الجانب الشخصي، مؤكدة أنها تميل إلى الإجابات التي تلامس المناطق الآمنة.