أكّدت مديرة جمعية السدو الشيخة بيبي الدعيج، حرص «بيت السدو» على أن يكون محطة تواصل مفتوحة بين مختلف ثقافات النسيج التقليدي حول العالم، مشيرة إلى أن استضافة الجمعية للمعرض الرابع لسفارة البيرو في البلاد، تأتي ضمن هذا النهج الذي يربط بين الحرفيات والنسّاجات من مختلف الدول.

وقالت الشيخة بيبي، خلال مشاركتها، اليوم، في معرض وورشة النسيج التقليدي البيروفي المقام لمدة يومين في «بيت السدو»، إن «الجمعية تستضيف منذ الصيف الماضي عدداً من النسّاجات البيروفيات، حيث قدّمن عروضاً حيّة في النسيج والصباغة التقليدية، إضافة إلى عرض منتجات فريدة تعبّر عن حضارتهن الحرفية».

واعتبرت أن «هذا التفاعل كان فرصة ثمينة لأعضاء الجمعية للتعرّف على مهارات النسّاجات من البيرو والاستفادة من خبراتهن».

وأضافت أن «الفرصة كانت أيضاً ثمينة للنسّاجات البيروفيات، فقد فتحنا لهن باباً ليتلقين طلبات خاصة بالصوف من الكويت، تُرسل إلى مناطق نائية في البيرو، حتى إن الصحف البيروفية كتبت أخيراً، عن طلبات وصلت من الكويت إلى تلك المناطق. وهذا بحد ذاته نموذج جميل للتواصل بين الشعوب».

وعن قدرة الدبلوماسية الناعمة على بناء جسور بين الكويت والبيرو رغم بُعد المسافة، شدّدت الشيخة بيبي على أن «هذا يحدث بالفعل، إذ نرى اليوم تقارباً واضحاً بين السدو، وهو النسيج التقليدي البدوي في الكويت، وبين بعض المنسوجات البيروفية. هذا التشابه في الموروث يعكس وحدة الجمال الفني رغم اختلاف الجغرافيا».

من ناحيته، أكّد الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل، أنّ معرض «المنسوجات البيروفية التقليدية» يشكّل مساحة صادقة للتلاقي الثقافي بين الشعوب، ويبرز مدى التقارب بين الموروث الكويتي وموروث الشعوب الأخرى رغم بُعد المسافات.

وقال الزامل، الذي حضر ممثلاً عن الأمين العام للمجلس الوطني محمد الجسار، إن التعاون بين سفارة البيرو وبيت السدو «ليس جديداً»، مؤكداً وجود شراكات مستمرة ومثمرة مع جمعية السدو والشيخة بيبي الدعيج الصباح، نتج عنها فعاليات مميزة تُبرز جماليات الحرف التقليدية.

وأضاف: «أثناء تجوّلي في المعرض لاحظتُ تشابهاً كبيراً بين التطريزات البيروفية وما نقدّمه نحن في السدو. فهم يستخدمون خامات من الماعز والإبل لصناعة منسوجاتهم وحمايتهم من البرد، ثم يحولونها مع الزمن إلى جزء من هويتهم الوطنية. وهذا يشبه تماماً مسار تطور صناعة السدو في الخليج، التي أصبحت اليوم حرفة رسمية معتمدة في الكويت والسعودية وقطر».

بدوره، عبّر سفير البيرو لدى البلاد كارلوس خيمينيس، عن تقديره العميق لدعم المجلس الوطني، ووزارة الخارجية الكويتية، وبيت السدو لاستضافة الفعالية.

وأكد خيمينيس أن تنظيم معرض وورشة النسيج التقليدي البيروفي يأتي في إطار الاحتفال بالذكرى الخامسة لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيراً إلى أن اختيار موضوع النسيج لم يكن مصادفة، بل لكونه مساحة مشتركة يمكن أن تشكّل جسراً ثقافياً بين الشعبين.

وقال إن التجربة الناجحة للمعرض وورشة العمل الأولى العام الماضي شجّعت السفارة على مواصلة هذا النوع من المبادرات التي تعزز الحوار الثقافي، مضيفاً: «رغم البعد الجغرافي الكبير بيننا، فإن هناك تقارباً ملحوظاً في تقنيات النسيج بين الكويت والبيرو، وهو ما نعتبره أرضية مهمة لتعميق التفاهم والتبادل الثقافي».