اتهمت القوة المشتركة، حليفة الجيش السوداني، اليوم الثلاثاء، قوات الدعم السريع، بـ «ارتكاب جرائم فظيعة بحق مدنيين أبرياء في مدينة الفاشر، حيث أُعدم وقتل أكثر من ألفي مواطن أعزل يومي 26 و27 أكتوبر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن»، عقب ورود تقارير مقلقة عن انتهاكات متعددة مدعمة بصور من الأقمار الاصطناعية.
ومساء الإثنين، أقر رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبدالفتاح البرهان بانسحاب قواته من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب).
وقال في خطاب بث عبر التلفزيون الوطني «وافقنا على انسحاب الجيش من الفاشر لمكان آمن»، مؤكداً أن قواته «ستقتص لما حدث لأهل الفاشر».
وأفاد تقرير لمختبر البحوث الإنسانية (هيومانيتاريان ريسيرتش لاب) في جامعة ييل الأميركية، مدعوم بمقاطع فيديو وصور بالأقمار الاصطناعية، بوقوع «عمليات قتل جماعية» بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وتحدث عن «مسار منهجي من التطهير العرقي المُتعمّد» يطال الجماعات القبيلة غير العربية: الفور والزغاوة والبارتي.
ووفقاً للتقرير، أظهرت صور حلّلها المُختبر «أجساماً بحجم جسم الإنسان» بالقرب من مواقع الدعم السريع، وحولها «آثار حمراء» على الأرض يُشتبه بأنها آثار دم، مشيراً إلى أن هذه الأحداث الموثّقة تشكّل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.
ولوحظ أيضاً وجود جثث في أطراف المدينة، ما يعزز صحة المقاطع المصورة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأحد، عن إعدامات جماعية للمدنيين أثناء فرارهم.
وتُظهر صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية حركة نزوح كثيفة للسكان باتجاه الجنوب.
وفي بروكسل، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه العميق» من تصاعد الانتهاكات في مدينة الفاشر، مؤكداً أنه «لا ينبغي أن يكون هناك إفلات من العقاب».