دشّنت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في مقرها معرضاً فنياً بعنوان «تراث الشرق في لوحات الغرب»، ضم نحو أربعين لوحة فنية تعكس رؤية الفنانين الغربيين للشرق العربي والإسلامي، بما فيه من سحر المكان، وعُمق الحضارة، وجمال الإنسان.

ويستمر المعرض لمدة عشرة أيام، ضمن فعاليات «الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025».

وشهد حفل الافتتاح حضور كل من مدير إدارة الفنون التشكيلية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وائل الجابر، ورئيس الجمعية عبدالرسول سلمان، إلى جانب نخبة من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي.

وأتى هذا المعرض ضمن جهود الجمعية لتعزيز الحوار الثقافي والفني بين الشرق والغرب، وتسليط الضوء على مكانة الفن كوسيلة للتواصل الحضاري والإبداع الإنساني.

وأعرب وائل الجابر عن سعادته بدور الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية في تنظيم الفعاليات والمعارض التي تساهم في إثراء المشهد الفني، مؤكداً أن هذه الأنشطة تمثل جزءاً من الحراك الثقافي المتجدّد الذي تشهده الكويت مع انطلاق الموسم الثقافي الجديد.

من جهته، أوضح عبدالرسول سلمان أن المعرض يُقام للمرة الأولى، ويضم أعمالاً فنية لفنانين مستشرقين من القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مشيراً إلى أن أغلب الأعمال المعروضة تنتمي إلى بلدان عربية مثل المغرب، الجزائر، تونس، مصر، لبنان، وفلسطين.

وأضاف أن «الفنانين الأوروبيين، مع تطور المدارس الفنية من الكلاسيكية إلى التجريدية، اتجهوا لاكتشاف الشرق كمصدر غني للإلهام الفني، حيث نقلوا تفاصيل الحياة العربية في لوحات نفّذ أغلبها بألوان زيتية، عكست جماليات البيئة الشرقية وثراءها الثقافي».

وأكد سلمان أن المعرض يهدف إلى إعادة قراءة العلاقة الفنية بين الشرق والغرب، مشيراً إلى أن الكثير من الفنانين الأوروبيين استلهموا من الشرق أكثر مما تأثر الفنانون العرب بالفن الغربي، مستفيدين من بيئاته وألوانه في تشكيل أساليبهم الفنية.

في غضون ذلك، عبّرت عضو مجلس إدارة الجمعية الدكتورة هناء الملا عن تقديرها لجهود الجمعية في تنظيم فعاليات تشجع الفنانين على تطوير قدراتهم، ووصفت المعرض بأنه تجربة فنية متميزة، ليس فقط على مستوى العرض، بل كونه يُشكّل جسراً ثقافياً يربط بين تراث الشرق وعيون الغرب الفنية.

وأضافت أن المعرض يُشكّل لغة بصرية وحواراً فنياً يجمع بين الأصالة والحداثة، ما يسهم في تطوير فكر الفنان ومفاهيمه.

«كتاب توثيقي»

تم خلال المعرض توزيع كتاب توثيقي يحمل اسم المعرض، تضمن تقديماً من رئيس الجمعية عبدالرسول سلمان، أشار فيه إلى تزامن إصدار الكتاب مع احتفالات الكويت عاصمة للثقافة العربية. ويستعرض الكتاب ظاهرة الاستشراق الفني الأوروبي، التي أسرت خيال العديد من الفنانين منذ القرن التاسع عشر، مستعرضاً أعمال كبار المستشرقين مثل أوجين ديلاكروا، جان ليون جيروم، وأوجين فرومنتان، الذين رسموا لوحات تنبض بالحياة وتجمع بين الواقع والخيال، مستلهمين من الصحراء وكرم أهل الشرق وتنوّع حضاراته.