أكدت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كايا كالاس أن العالم يشهد لحظة تاريخية تتسارع فيها التحولات والتحديات، مشددة على أن «كل لحظة من عدم الاستقرار تحمل في طياتها فرصة لتجاوزها بالعمل المشترك والدبلوماسية».
جاء ذلك في كلمتها الافتتاحية خلال المنتدى رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاتحاد الأوروبي، الذي تستضيفه دولة الكويت.
وقالت كالاس إن التطورات الإقليمية والدولية الأخيرة «تفرض علينا البحث عن مقاربات مشتركة لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية»، مقدمةً ثلاثة أمثلة رئيسية على تلك القضايا، بدءًا من الملف النووي الإيراني، حيث أوضحت أن الاتحاد الأوروبي اضطر إلى إعادة فرض جميع العقوبات النووية التي كانت مرفوعة سابقا عن إيران، بعد فشل الجهود الدبلوماسية المكثفة لتهيئة الظروف لتمديد قرار مجلس الأمن ذي الصلة.
وأضافت: ان إعادة فرض العقوبات لا تعني نهاية الدبلوماسية، فالحل المستدام للقضية النووية الإيرانية لا يمكن أن يتحقق إلا عبر التفاوض والحوار البنّاء، وسنواصل التواصل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق ذلك، بهدف جعل إيران شريكًا مسؤولًا في المنطقة.
وانتقلت كالاس إلى الأمن البحري باعتباره مثالًا ثانيًا على أهمية التعاون الجماعي، مشيرة إلى أن البحر الأحمر وخليج عدن أصبحا «بؤرتين للتوتر العالمي»، بعد سلسلة من الهجمات على السفن التجارية.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي يدين بشدة استئناف هجمات الحوثيين، مشيرة إلى أن «حرية الملاحة منفعة عامة عالمية، تتطلب جهدا دوليا مشتركا لحمايتها».
وبيّنت أن عملية «أسبيدس» التي أطلقها الاتحاد الأوروبي «قدّمت حماية مباشرة لأكثر من 560 سفينة، ورافقت مئات السفن التجارية الأخرى»، معلنة تمديد العملية حتى فبراير المقبل، مع بحث تمديد إضافي لاحقا، مشددة في الوقت نفسه على أن أي حل مستقبلي للصراع في اليمن «يجب أن يتضمن تفاهما واضحا في شأن الأمن في البحر الأحمر».
أما المثال الثالث، فتناول الأزمة في غزة، حيث قالت كالاس إن «هذا الصراع شكّل اختبارًا صعبًا لإرادة المجتمع الدولي»، مشيدة بدور قطر في الوساطة، ومؤكدة إدانة الاتحاد الأوروبي للهجمات التي طالت سيادتها.
ورحّبت كالاس بـ«خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة»، معتبرة إعلان حركة حماس قبولها بالمقترح «خطوة مهمة على طريق السلام»، مشددة على أن السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال حل الدولتين.
وأضافت: «يجب أن نستفيد من الزخم الذي تحقق في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، ونعمل جميعًا على خلق أفق سياسي جديد لاستئناف مفاوضات السلام».
وأكدت أن التعاون بين مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي يمتد إلى ملفات عديدة أخرى تتقاطع فيها المصالح المشتركة، مشددة على أن العالم سيكون أكثر أمنا وازدهارا «حين تصبح الدبلوماسية أساس العلاقات الدولية، والتعاون بديلاً عن المواجهة».