استمراراً لجرائمها ضد الإنسانية، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على اعتقال عدد من الناشطين المشاركين في أسطول الصمود الذي حاول كسر الحصار عن غزة وأهلها، من بينهم الكويتيون عبدالله المطوع وخالد العبدالجادر والدكتور محمد جمال، حيث تم سحب سفن الأسطول لميناء أشدود، لتبدأ بعدها عمليات التحقيق معهم.

ويضم «أسطول الصمود العالمي» الذي انطلق مطلع سبتمبر الماضي من إسبانيا، نحو 45 سفينة على متنها مئات الناشطين المؤيدين للفلسطينيين من أكثر من 40 دولة. وينقل حليب أطفال ومواد غذائية ومساعدات طبية.

وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا، أن الوزارة تتابع عن كثب وباهتمام بالغ التطورات المتعلقة باحتجاز عدد من المواطنين الكويتيين المشاركين في أسطول الصمود العالمي.

وقال اليحيا، لوكالة «كونا» إن وزارة الخارجية تبذل جميع الجهود الممكنة لضمان سلامة المواطنين والعمل على تأمين الإفراج عنهم في أقرب وقت. وشدد على أن الحفاظ على سلامة المواطنين الكويتيين أولوية أساسية، مؤكداً أن وزارة الخارجية لن تدخر أي جهد في هذا الإطار.

الهجوم

وفي تفصيل لما حدث، قالت الناشطة هيا الشطي، التي سبق لها أن شاركت في عمليات كسر الحصار عن قطاع غزة أكثر من مرة بحراً وبراً، إنه «تم اعتقال عبدالله المطوع وخالد العبدالجادر الأربعاء الماضي في تمام الساعة 11:55 ليلاً، أما الدكتور محمد جمال فقد تم اعتقاله فجر الخميس».

وحول عملية الاعتقال، قالت الشطي، لـ«الراي»، إنه «تم الهجوم على الأسطول وقرصنة السفن واعتقال الناشطين السلميين. وبعض السفن تم استخدام المياه الملوثة بمواد كيميائية قبل الهجوم عليها، واعتقال الناشطين على متنها».

وذكرت أن «الاعتقال تم في عرض البحر، ثم سحبت قوات الكيان الصهيوني المشاركين لميناء أشدود، لكي تبدأ عملية التحقيق تحت تهديد السلاح المباشر ثم السجن». وعن المدة الزمنية المتوقعة للإفراج عنهم، قالت «المدة غير واضحة، والجيش الوحشي الصهيوني صرح أنه سوف يتم ترحيلهم لكن الصورة غير واضحة، وقد تكون المدة من يوم إلى أسبوع».

رفض التوقيع

وانطلاقاً من خبرتها السابقة، قالت الشطي، «من المتوقع أن يتم الطلب من المخطوفين التوقيع على إقرار بأنهم دخلوا إلى أراضي الكيان الصهيوني بشكل غير قانوني، وأتوقع أن يرفض المشاركون التوقيع لأنهم لم يدخلوا للكيان، بل تم اختطافهم من البحر واحتجازهم بالقوة وتحت تهديد السلاح، وهم كانوا في طريقهم إلى غزة في مهمة سلمية قانونية».

وكشفت عن دخول عدد من المحامين (من عرب 1948) بعد عصر الخميس، غرف التحقيق للاطمئنان على المختطفين.

العبدالجادر

وفي وقت سابق للاعتقال، قال العبدالجادر، في رسالة مرئية، «إذا كنتم تشاهدون هذا الفيديو فقد تم اختطافي من قبل الكيان الغاصب الصهيوني، رغم أن رحلتنا سلمية، وأهدافها سلمية لكسر الحصار عن غزة... أرجو من دولتي التحرك فوراً لإخراجي والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».

المطوع

بدوره، قال مبارك عبدالله المطوع، «بفضل الله كل عام تعودت على أن أخرج بزكاتي لدول مختلفة، وهذه المرة أتيحت لي الفرصة لأكثر دولة محتاجة وهي غزة، وقلت إن هذه فرصة أن أذهب بزكاتي بكل حب وسلام وأمان وطمأنينة، وأحمل رسالة خير ورحمة عبر رحلة جميلة من دون أي نوع من العنف».

وتابع: «تم اختطافي من قبل قوات من الجيش الإسرائيلي، وأتمنى وأناشد وأطالب الحكومة، أن تسعى وتبذل قصارى جهدها في متابعة الموضوع واستخراجه من يد قوات الجيش الإسرائيلي».

جمال

من جانبه، قال الدكتور محمد جمال، الذي سبق أن دخل إلى قطاع غزة لتقديم المساعدات الطبية لأهل القطاع، «الجيش الإسرائيلي قام باختطافي من المياه الإقليمية، كنت في مهمة لتقديم المساعدات الطبية كجزء من القسم الذي أقسمته كطبيب، وهذا أمر يجب أن أفعله عندما يقف الجميع صامتاً».

وتابع: «أنا عالم وأستاذ في الجراحة، وكان وجودي في غزة أمر ضروري، وأتمنى أن يتحرك المجتمع الدولي».