ذكرت القناة 13 العبرية، أن رئيس الأركان إيال زامير حذر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من أن الهجوم العسكري على غزة «عربات جدعون 2»، «يُعرّض الرهائن والجنود للخطر، ويفتقد لهدف سياسي».
وكشفت القناة عن رسالة سلمها زامير إلى نتنياهو، جاء فيها «مجندو الجيش يعودون إلى الأماكن نفسها بلا غاية سياسية. العمليات الميدانية تعرض الرهائن للخطر، وضعهم يتدهور، كل عملية تحتاج نهاية سياسية، وإسرائيل ترفض إيجاد بديل لحماس في قطاع غزة».
من جهته، أوضح الجيش في بيان «هذا مستند حساس وسري للغاية تم تسليمه يدوياً لرئيس الحكومة ووزير الدفاع. بطبيعة الحال ومن منطلق الحساسية لن نعلق على مضمون المستند. تسريب محتواه إلى جهات غير مخوّلة يشكل مساساً بأمن الدولة».
وردّ أهالي مجندين في غزة على التسريب، بالقول «نحن صُدمنا. المستند يكشف الحقيقة ويجعلنا نفقد الثقة تماماً بالمستوى العسكري والسياسي، وفقاً لرئيس الأركان نفسه».
وعلى الأرض، تستعد القوات الإسرائيلية لقتال شرس في مخيم الشاطئ بمدينة غزة بعد اكتمال تطويق الفرقة 98 للمنطقة الواقعة على الساحل الشمالي للمدينة، باعتبار أنه جزء من عملية «عربات جدعون 2».
تهدف العملية إلى السيطرة على المنطقة المكتظة، وتدمير مبانيها، وشبكة الأنفاق فيها، وفقاً لموقع «واي نت» التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، وفي الأسابيع الأخيرة، أخلى نحو 200 ألف فلسطيني من منطقة العطاطرة المجاورة. وأفاد ضباط بأن عملية الإخلاء كانت أسرع من المتوقع.
ويتوقع الاحتلال معركة مختلفة تماماً في مخيم الشاطئ، حيث يعتقد أن المخيم يضم المئات من مقاتلي «حماس»، إلى جانب عشرات المواقع المفخخة مسبقاً، ومستوى عالٍ من البنية التحتية للقيادة والسيطرة.
ويقدر ضباط أن العديد من الأنفاق في المنطقة لاتزال سليمة، أو أعيد بناؤها منذ آخر عملية إسرائيلية، ما يجعل العملية القادمة معقدة، وطويلة. ويتوقع الجيش أن يستغرق الأمر ما يصل إلى شهرين ونصف الشهر لتطهير الأنفاق، وتدمير الهياكل الموجودة فوقها.
كما يعتقد الجيش أن كتيبة الشاطئ التابعة لـ«حماس» أعادت تنظيم صفوفها، و«استفادت من دروس الاشتباكات السابقة»، ما يزيد من احتمال وقوع كمائن حرب عصابات، وقصف مدفعي كثيف بمجرد دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة.
ويؤكد القادة الميدانيون أن وجود الرهائن لايزال مصدرا رئيساً للقلق. وقال ضباط من ألوية التدريب لموقع «واي نت»: «يحمل كل قائد سرية دفتر ملاحظات به أسماء الرهائن، وصورهم»، وشددوا على أنه في حين أن المعلومات الاستخباراتية الميدانية تتغير باستمرار، فإن قواعد الاشتباك مصممة بعناية لتجنب تعريض الأسرى للخطر.
ووصف مقدم احتياط وقائد كتيبة استطلاع، والذي أصيب برصاص قناص في جباليا وعاد إلى الجبهة، المهمة التي تنتظرهم قائلاً: «هناك (إرهابيون) تحتنا مباشرة، نفس إرهابيي (النخبة) الذين هاجموا المستوطنات الحدودية لغزة في 7 أكتوبر. يجب أن نسحقهم من فوق ومن تحت، لأن كل شارع هنا هو ساحة معركة لحماس».