تتصدّر الكويت المشهد السياحي هذا العام، بإنجازات نوعية ومشاريع وطنية مبتكرة، تعزز مكانتها كوجهة ثقافية وعائلية رائدة، في وقت يشهد الخليج والعالم زخماً سياحياً، وتوجّهاً واضحاً نحو الابتكار والاستدامة.

وفي هذا الصدد، أكّد وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، في تصريح لـ«كونا» أمس، أن الكويت تمتلك مقومات سياحية جيدة تُؤهّلها، لتكون وجهة مميزة على خريطة السياحة الإقليمية، مبيناً أن التجربة السياحية في البلاد تتطور بخطوات مدروسة تجمع بين الأصالة والحداثة.

محط ثقة

ولفت المطيري إلى أن «تزكية الكويت لرئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، في الاجتماع الـ51 للجنة في العاصمة القطرية الدوحة في فبراير الماضي، تؤكد أن الكويت محط ثقة في العمل على تطوير وتنمية القطاع السياحي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر منطقة واعدة في هذا القطاع».

وقال «نعمل وفق توجيهات سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، على تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية. وذلك يواكب تطلعات الزوار والمواطنين والمقيمين، مع إبراز الهوية الثقافية والتراثية للكويت التي تشكل ركيزة أساسية للتجربة السياحية»، مؤكداً الحرص على تنويع الأنشطة الترفيهية والفعاليات الثقافية والرياضية، بما يعكس مكانة الكويت كمركز حضاري وإنساني في المنطقة.

شراكات

وذكر المطيري أن «إطلاق منصة مشروع (فيزت كويت) في نوفمبر المقبل، يعد خطوة مهمة لتعزيز تسهيل جذب الزوار، من خلال خدمات إلكترونية متكاملة تمنحهم تجربة مميزة بالتعاون مع القطاع الخاص في مجالات الضيافة الفندقية والمطاعم والمواصلات والترفيه والرياضة، كما تمنح المستثمرين من داخل البلاد وخارجها منصة موحدة للتواصل والتسويق، وخاصة مع استخدام أحدث التقنيات الرقمية من خلال المساعد الذكي (راشد)».

وأوضح الوزير أن «مستقبل السياحة في الكويت واعد بشكل جيد فلدينا خطط واضحة لجذب الاستثمارات السياحية وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص إلى جانب تعزيز السياحة الداخلية وتوفير بيئة جاذبة للأسرة والشباب».

وقال «إننا نؤمن بأن السياحة ليست مجرد قطاع اقتصادي، بل هي جسر للتواصل الثقافي والتعريف بما تتميز به الكويت من قيم إنسانية وتاريخية كما أنها رافد اقتصادي مهم وكبير».

ويأتي إطلاق منصة «فيزت كويت» في نوفمبر المقبل لتعزيز صورة الكويت السياحية وفتح آفاق مستقبلية واعدة، كما ستكون نافذة موحدة تعكس روح الضيافة الكويتية وتجمع تحت مظلتها الفعاليات الحكومية والخاصة.

حضور على خارطة القرار السياحي العالمي

رسّخت الكويت حضورها على خارطة القرار السياحي العالمي، بفوزها للمرة الأولى في تاريخها برئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة، ما يعكس ثقة دول المنطقة في دورها المتنامي، ويجعلها شريكاً رئيسياً في صياغة مستقبل السياحة وتطويرها.

ففي فبراير الماضي زكّى الاجتماع الـ51 للجنة في العاصمة القطرية الدوحة الوزير المطيري رئيساً للجنة، حيث شدّد في كلمته على ضرورة وضع خطط ومبادرات مبتكرة لتعزيز المنظومة السياحية وتعزيز السياحة البينية بين الدول الأعضاء.

نهضة سياحية متجددة

تشغل الكويت، وهي عضو مؤسس في المنظمة، رئاسة اللجنة لمدة عامين قابلة للتجديد، ستضع خلالها سياسات السياحة للمنطقة، وهو ما ستترتب عليه توصيات دولية تعرض على الأقاليم الأخرى «وهي خمسة أقاليم إلى جانب منطقة الشرق الأوسط» في المجلس التنفيذي وفي الجمعية العامة للمنظمة.

وتشهد الكويت منذ مطلع العام الحالي نهضة متجددة في قطاع السياحة تجمع بين عمق الهوية الكويتية والانفتاح على التجارب الحديثة، في ظل جهود حكومية رشيدة لتعزيز مكانة البلاد كوجهة ثقافية وعائلية على مستوى الخليج، حيث شهدت زخماً خاصاً في الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية.