إن المرأة اليوم ليست مجرد نصف المجتمع، بل هي نبع الحنان ومصدر العطاء وعماد الأسرة الذي لا غنى عنه. هي الأم التي تحتضن، والابنة التي تُبهج، والأخت التي تسند، والزوجة التي تشارك الحياة بحلوها ومرها...
فهي الأصل رمزاً للكرامة ومصدراً للحياة، حيث ارتفعت رايات الديمقراطية والحرية، وحيث شُرّعت القوانين لحماية الإنسان.
ومن ناحية أخرى، نقول إن مبادرة المشرع الكويتي منحتها حق المشاركة السياسية، وفتحت أمامها أبواب القيادة والعمل والعلم.
غير أن هذه المكاسب لا تكتمل ما لم تُصن كرامتها داخل بيتها وخارجه، هذا بالإضافة إلى أن القانون قد وضع سياجاً يحميها ويحافظ عليها بكل الوسائل المتاحة.
وفي الوقت نفسه، نقول إن الوعي المجتمعي يظل هو صمام الأمان لصون حقوق المرأة واستكمال رؤية الدولة لحفظ حقوقها كاملة. كما أن احترام المرأة ليس ترفاً ولا خياراً إضافياً، بل هو واجب ديني وأخلاقي قبل أن يكون قانونياً.
فالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أوصى بها خيراً، وجعل حسن التعامل معها معياراً لتمام الإيمان وكمال الأخلاق.
وأي مجتمع يظلم المرأة أو يقلل من شأنها، إنما يهدم بنيانه بيده، ويزرع في أركانه بذور الضعف والانقسام.
فلنرفع أصواتنا اليوم ولتكن رسالتنا واضحة لنسعى أن تكون حقوق المرأة في الخليج مصونة، فحين تشعر المرأة بالأمان، يزدهر الوطن والمجتمع معاً، وأيضاً حين تصان كرامتها بالكامل، فإننا هنا نكرس فتح أبواب الإبداع والعطاء بلا حدود.
فلنقف جميعاً صفاً واحداً، دولةً وشعباً، رجالاً ونساءً، كي نصون هذا الكيان الإنساني العظيم... «المرأة».
فهي مرآة المجتمع، فإن كُسرت مرآته! فلن يُرى وجهه المستقبلي الحقيقي أبداً. ولسوف تكون نهضة ونمو أي مجتمع من المجتمعات في العالم منقوصةً، وتفتقد عنصراً مهماً من عناصر تقدمها وتحقيق تطورها واستدامتها.
إذاً فهي الأساس والأصل، فعندما تكون حقوق المرأة كاملة، تكتمل المسيرة هنا على أفضل وجهها، وتحقق الأداء المتكامل المنشود.
ويأتي موضوع مقالنا اليوم هذا لتأكيد العديد من الثوابت المتعلقة بحقوق المرأة أينما كانت وأينما وجدت، في أي مجتمع، وفي أي بقعة من بقاع العالم. والله الموفق.
Dr.essa.amiri@hotmail.com