في نهاية موسم الصيف وعودة المصطافين من رحلاتهم الخارجية، تستعيد الكويت حيويتها الاجتماعية والاقتصادية، وتعود الأجواء لتزدهر بلمّة العائلات وامتلاء المجالس بالضحكات واللقاءات.
إنّ الكويت، رغم صغر مساحتها، تظل حافلة بمقومات المتعة والراحة التي تجعل أبناءها والمقيمين فيها يجدون فيها ما يسرّ الخاطر ويجدّد النشاط.
فاللقاءات العائلية والاجتماعية والتقاء الأحبة بعد فترات السفر، تلك اللقاءات هي عنوان المرحلة القادمة حيث تزدحم الديوانيات والمجالس بالزيارات والمسامرات، لتعيد للكويت دفئها الاجتماعي المميز.
وتكون العودة فرصة لتبادل التجارب والذكريات، وتقوية روابط المودة بين الأهل والأصدقاء.
أما السياحة الداخلية في الكويت، فعنوانها الاستمتاع بالأنشطة البحرية، فالكويت بلد البحر، وعند عودة الناس من الخارج يجدون في سواحلها متنفساً طبيعياً، سواء عبر نزهات السواحل أو رحلات القوارب والنشاطات البحرية... والسباحة وصيد الأسماك.
إنّ الاستمتاع بغروب الشمس وهي تتهادى على مياه الخليج تبقى من أجمل اللوحات التي يفتقدها أهل الكويت في رحلاتهم الخارجية.
تمتاز الكويت أيضاً بالمراكز التجارية والترفيهية... فالمجمعات التجارية في الكويت
لا تقتصر على التسوق فقط، بل تقدم خيارات واسعة من المطاعم والمقاهي والأنشطة الترفيهية، وهو ما يجعلها وجهة مفضّلة للعائلات بعد عودتها من السفر.
كما أن المهرجانات والفعاليات الموسمية تضيف أجواءً من البهجة، ومن المهم هنا ألا ننسى التراث والثقافة، فالثقافة عنوان للكويت، فالذي يعود إلى الكويت يجد في متاحفها وأسواقها القديمة ومهرجاناتها التراثية فرصة للغوص في الأصالة الكويتية.
ولن تبخل الكويت على أهلها والمقيمين فيها من فرص الحوارات الأدبية والدورات الثقافية والمسابقات الفكرية والإبداعية وكذلك المؤتمرات العلمية والبحثية التي تعطي الكويت ريادتها في ما حولها، فزيارة متاحفها أو حضور أمسياتها الثقافية والفنية تمنح شعوراً بالانتماء والفخر بالهوية الوطنية.
أمّا الذين ذهبوا خارجها من أجل الاسترخاء والراحة فبعد السفر، سيجد كثيرون منهم أجواء هادئة، وهو ما توفره الكويت من خلال مقاهيها الشعبية، أو الجلوس في الحدائق العامة، أو مجرد قضاء وقت هادئ في البيت وسط العائلة، وهو استمتاع بسيط لكنه عميق الأثر.
مرحباً بعودة المصطافين إلى الكويت، فالكويت ليست مجرد رجوع من سفر، بل هي تجديد للحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في البلد.
ومع كل عودة، يكتشف الإنسان أن الاستمتاع الحقيقي لا يرتبط بالمسافات البعيدة، بل بما حوله من دفء الأهل وبهجة المكان...
ما أجمل الكويت، نعم ما أجمل الكويت!