في خطوة تعكس المكانة المتنامية للكويت على خارطة المال العالمية، منحت هيئة أسواق المال الترخيص الرسمي لشركة بلاك روك أدفايزرز – المملكة المتحدة المحدودة لمزاولة نشاط مستشار استثمار في البلاد. وتُعد الشركة من الكيانات التابعة لمجموعة بلاك روك العالمية، التي تُعتبر من أكبر مديري الأصول على مستوى العالم، بإجمالي أصول مُدارة يتجاوز 12.5 تريليون دولار.
وتحظى منطقة الخليج بمكانة محورية في خطط توسّع «بلاك روك»، حيث تمتلك الشركة مكاتب في دبي والرياض وأبوظبي والدوحة. وقد أسست شراكات إستراتيجية مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) عبر صندوق استثماري متعدد الأصول في الرياض بقيمة أولية 5 مليارات دولار، كما دخلت في مشاريع مع شركة بترول أرامكو في استثمارات للبنية التحتية. وفي أبوظبي، حصلت على تراخيص للعمل ضمن سوق أبوظبي العالمي (ADGM) وأسست مشروعاً مشتركاً مدعوماً بأكثر من مليار دولار يركز على استثمارات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية.
علامة فارقة
ويُعتبر الترخيص علامة فارقة في مسيرة تطوير السوق المالي الكويتي، إذ يعكس قدرة الدولة على استقطاب كبرى المؤسسات العالمية، ويُجسد رؤية الكويت الرامية إلى أن تكون مركزاً مالياً وتجارياً إقليمياً وعالمياً. ويعكس الإنجاز نجاح التكامل المؤسسي بين هيئة أسواق المال وهيئة تشجيع الاستثمار المباشر (KDIPA) والجهات الحكومية ذات الصلة، بما يبرز كفاءة البنية التنظيمية ومرونة الإجراءات وسرعة الإنجاز.
ويعتبر الإنجاز علامة فارقة في مسيرة تطوير السوق المالي الكويتي، يؤكد قدرة الدولة على استقطاب كبرى المؤسسات العالمية، كما يُعد محطة مفصلية ضمن الجهود الوطنية، الرامية إلى ترسيخ رؤية الكويت في أن تكون مركزاً مالياً وتجارياً عالمياً رائداً قادراً على جذب الشركات العالمية وتعزيز موقعها في الأسواق الإقليمية والدولية، ما يعكس رؤية طموحة لتحويل دولة الكويت إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي.
ويمثل دخول «Black Rock» إلى السوق الكويتي، اعترافاً دولياً بمكانة الكويت كمركز مالي موثوق، يتمتع بإمكانات تنظيمية وتشريعية قادرة على استيعاب الكيانات العالمية الكبرى. كما يُسهم هذا التوسع في إثراء المشهد الاستثماري المحلي، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون مع القطاع المالي المحلي، ونقل الخبرات الفنية، وتعزيز الشراكات الإستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي.
وجهة مفضلة
وبهذا الترخيص، تثبت الكويت مجدداً أنها وجهة مفضلة للشركات العالمية الرائدة، وتمضي بثبات نحو تعزيز موقعها على الساحة المالية الدولية. ويُشكل هذا الإنجاز دليلاً واضحاً على ما تمتلكه الدولة من رؤية طموحة وإمكانات مؤسسية متطورة تؤهلها لتكون منصة إقليمية رئيسية للشركات العالمية الراغبة في توسيع أعمالها بالمنطقة.